يحصل المصورون دائماً على أفضل بقعة في المكان، عند تغطيتهم للأحداث الكبرى، وهذا أمر لا يتغيَّر بالطبع في نهائيات كأس العالم. لكن خلال مباراة كرواتيا وإنكلترا في الدور قبل النهائي، حصل أحد مصوري وكالة الأنباء الفرنسية على أكثر مما كان يحلم به.
كان مصور الوكالة، المكسيكي يوري كورتيز في موقع مثالي، بعدما أحرز اللاعب ماريو ماندزوكيتش هدف الفوز لفريقه في الوقت الإضافي، في موقعة يوم الأربعاء 11 يوليو/تموز. في الواقع، كان الموقع أكثر من مثالي، لدرجة أنه وجد نفسه جزءاً من احتفالات اللاعبين الكرواتيين، في لحظة نادرة في تاريخ كرة القدم.
تمركز كورتيز على يمين مرمى المنتخب الإنكليزي، وهو المكان الذي اختاره اللاعب ماندزوكيتش مهاجم نادي يوفنتوس للاحتفال بهدفه، أمام الأنصار، وأصبح جزءاً من القصة.
ماندزوكيتش، ثاني أفضل هداف في تاريخ منتخب بلاده، ركض نحو الجمهور الكرواتي للاحتفال، متجهاً مباشرة نحو كورتيز.
لكن المهاجم العملاق سرعان ما انقضَّ عليه زملاؤه في الفريق واللاعبون البدلاء، الذين انطلقوا من على دكة البدلاء، وكان الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يسقطوا جميعاً ويأخذوا كورتيز للأسفل معهم.
اصطدم المصور الرئيسي لوكالة فرانس برس بالمكسيك، تحت مجموعة من أجساد اللاعبين ذوي القمصان الزرقاء الداكنة، أمثال ماندزوكيتش، والجناح أنتي ريبيتش، ونجم خط الوسط إيفان راكيتيتش.
لكن بطريقة ما، تمكَّن المصور الذي ظلَّت الابتسامة على وجهه، من التقاط بعض الصور الأكثر روعةً التي تم التقاطها في هذه البطولة، والتي تظهر الفرح والنشوة على وجوه أمثال ماندزوكيتش، والظهير الأيسر جوزيب بيفاريك، حيث جرت الاحتفالات الكرواتية على بعد بوصات من عدسته.
في نهاية المطاف، ظهر كورتيز سالماً، وسط عدد من اللاعبين الكرواتيين، قبل أن يساعده ماندزوكيتش في نهاية المطاف. وقام لاعب برشلونة إيفان راكيتتش بجعله جزءاً من الاحتفال، عندما فرك رأس المصور، بعدما قاموا بإيقافه من جديد.
حتى إن المدافع الكرواتي دوماجي فيدا، قام بتقبيله على جبينه قبل العودة إلى الملعب قبل استئناف اللعب.
وقال كورتيز: "كنت أغيِّر عدساتي بمجرد أن بدأ يركض اللاعبون نحوي، استمروا في التقدم نحوي ووقعوا عليّ!".
وأضاف: "كانت لحظة مجنونة، كانوا سعداء، ثم أدركوا فجأة أنني تحتهم، ثم سألوني هل أنا كنت على ما يرام؟".
اقرأ أيضاً:
هل تساءلت عن سر انتهاء أسماء لاعبي منتخب كرواتيا بـ"إيتش"؟ إليك التفسير وراء هذه الظاهرة
كرواتيا تعبر إلى نهائي المونديال وتُحوِّل الحلم الإنكليزي إلى كابوس