ما يزال حارس مرمى منتخب كرواتيا لكرة القدم دانييل سوباسيتش، يلوم نفسه على مقتل صديقه هيرفوي كوستيتش في حادث غريبٍ وقع في العام 2008.
سوباسيتش وكوستيتش كانا صديقان مُقرَّبان وزميلان في فريق زادار الكرواتي.
وخلال إحدى مباريات الدوري المحلي أمام سيباليا، نفّذ سوباسيتش ضربة مرمى قوية اتَّجَهَت نحو صديقه في الدقائق الأولى من المباراة.
وفي أثناء محاولة كوستيتش مطاردة الكرة والحفاظ عليها، وفي خضم التصارع على حيازة الكرة من الخصم، فقد كوستيتش اتزانه.
كان تنافساً معتاداً على الكرة بلا أذى مُتعمَّد، لكن كوستيتش تعثَّر تحت تأثير الالتحام واصطدم رأسه بحائط خرساني يبعد 3 أمتار عن جانب الملعب.
أدرك المسعفون خطورة حالة كوستيتش ونقلوه على الفور لأقرب مستشفى، حيث أُجرِيَت له عمليةٌ جراحية طارئة في المخ.
دخل في غيبوبة لمدة 5 أيام، لكنه تعرّض إلى التهاب تتسبب في زيادة درجة حرارة الجسم على نحوٍ سريع لا يمكن علاجه.
وقف الأطباء مكتوفي الأيدي، وساءت حالة كوستيتش وأعلنوا توقُّف المخ عن العمل بعد 6 أيام من الاصطدام، ليتوفى الشاب عن عمرٍ لا يتجاوز 25 عاماً.
قال سوباسيتش البالغ من العمر 33 عاماً، "عندما حدث ذلك، سألت نفسي لماذا لعبت كرة القدم. قلت لنفسي لو لم ألعب الكرة له لكان على قيد الحياة".
وتابَع، "بعد المباراة اضطررت للهرب. سافرت إلى أميركا ولكنني عانيت في النوم، عُذِّبني فرقُ التوقيت. في كل مرة أستيقظ والظلام يظلُّ مُخيِّماً، أتذكَّر ما حدث، وأسأل نفسي لِمَ اخترت أن ألعبها له، لماذا لم ألعبها نحو وسط الملعب؟ لولا أني لعبت الكرة باتجاهه، لم يكن على الأرجح ليُصاب. كيف شاءت المصائر والأقدار حدوث هذا؟".
وأضاف حارس مرمى موناكو الفرنسي، "قرَّرت أنه من الآن وصاعداً، سأرتدي صورته تحت قميصي. في كلِّ مباراة ألعبها حتى نهاية مسيرتي المهنية. فعلت هذا في زادار، وفي هايدوك سبليت، والآن في موناكو في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وحتى هنا في روسيا".
الاتحاد الدولي لكرة القدم كان حذّر حارس المرمى الكرواتي من إظهار صورة كوستيتش على القميص الذي يرتديه أسفل زيه الرياضي.
ولهذا السبب تلقَّى إنذاراً رسمياً من "فيفا" عندما خلع سوباستيتش قميصه بعد الفوز في المباراة أمام الدنمارك، مثولاً لقانون كأس العالم بحظر عرض الرسائل الشخصية.
لكن سوباسيتش صرَّح، "أنا لا أهتم. ارتديت هذا القميص لوقتٍ طويل وسأرتديه دائماً".