رغم الخروج المبكّر للكبار.. 5 أسباب تجعل من كأس العالم الحالية الأفضل على الإطلاق

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/08 الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/08 الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - England fans watch Sweden vs England - Bristol, Britain - July 7, 2018 England fans celebrate during the game Action Images via Reuters/Ed Sykes

إن لم تكن متابعاً جيداً لكأس العالم 2018، فلا يمكن لهذه الكلمات تعويضك عمّا فاتك لكنها تخبرك بأنه ما زال لديك الفرصة لمتابعة بطولة ربما هي الأفضل على الإطلاق!

فمنذ اللمسة الأولى، شهدت البطولة ما يكفي من الأحداث ولحظات الإثارة والتشويق لجعل الجمهور يفقد صوابه.

ووجد المشجعون أنفسهم في نهاية كل يوم كرويّ في حيرة من أمرهم، فلا هم استطاعوا أن يقرروا أي مباراة كانت الأكثر حماساً، وأيها كانت الأكثر إثارة للصدمة، وأي الأهداف كان الأكثر إثارة للدهشة، وأي النتائج كانت غير متوقعة. 

أُقصي 28 منتخباً من المنافسة وبقي 4 فقط. وتعدنا المباريات الأربع القادمة أن تكون على نفس القدر من الإثارة والحماس والندية.

وإليكم خمسة أسباب رصدها موقع Sports Keeda تجعل من بطولة هذا العام الأفضل على الإطلاق:

1- VAR كان حاضراً 

قبل انطلاق كأس العالم الحالي، كان أقصى رقم بلغته ضربات الجزاء هو 18 في بطولات أعوام 1990 و1998 و2002، وتحطم هذا الرقم تماماً في دور المجموعات في البطولة الجارية.

فمع نهاية الدور الأول، بلغ عدد ضربات الجزاء التي احتسبها الحكام 28 ضربة، من بينها 10 احتسبت بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد VAR. وأدت مراجعة الفيديو إلى احتساب ضربات جزاء على اللاعبين جراء جذبهم لقمصان بعضهم البعض والتدافع داخل المربع الأخضر، وهو ما كان يمر في الماضي دون عقاب. وحسم عدد من ضربات الجزاء هذه عدة مباريات، بل وقلبت بعضها رأساً على عقب. 

واستعملت تقنية VAR كذلك في إلغاء ضربات جزاء احتسبها الحكام. ففي أثناء مباراة البرازيل وكوستاريكا، نالت البرازيل ضربة جزاء بعد ارتكاب خطأ مزعوم على اللاعب نيمار لكن الحكم أوقف العقوبة بعد إعادة مشاهدة الفيديو.

وحدثت واقعة مشابهة في الدور الثاني بين سويسرا والسويد حين أظهر الفيديو أن الخطأ كان خارج المربع.

واستعملت التقنية الجديدة أيضاً، لمراجعة حوادث أشهرت فيها البطاقة الحمراء، مثل تلك التي أشهرت ضد  البرتغالي كريستيانو رونالدو في مباراة منتخبه ضد إيران، والتي أشهرت ضد ماثياس يورغينسن لاعب المنتخب الدنماركي في مباراته مع كرواتيا.

وبرزت الفائدة الثالثة للتقنية الحديثة في مراجعة حالات التسلل وأبرزها كانت هدف اللاعب ياغو أسباس ضد منتخب المغرب والذي دفع بالفريق إلى أعلى ترتيب المجموعة.

 وأشاد الحكم الشهير وعضو لجنة التحكيم الدولية بيارلويجي كولينا، بتقنية VAR.

ويقول كولينا أنه في المباريات الـ 48 في دور المجموعات، استخدمت التقنية 335 مرة في مراجعة واقعة داخل الملعب، بواقع 7 حالات لكل مباراة تقريباً، من بين هذا العدد راجع الحكام 14 واقعة خلال اللعبة، و3 مراجعات يقوم بها فريق VAR حول قرارات أخرى كحالات التسلل. وأظهرت النتائج أن الحكام كانوا دقيقين في قراراتهم بنسبة 95 % وصححت التقنية الأخطاء لترتفع نسبة الدقة إلى 99.3%.

2- دراما أهداف اللحظات الأخيرة 

خلال 56 مباراة لعبتها الفرق المتنافسة حتى اللحظة أحرز 146 هدفاً، وأحرز 32 فريقاً هدفاً واحداً على الأقل. ومن هذه المجموعة من الأهداف، أحرز 23 هدفاً في الدقيقة التسعين أو في الوقت الإضافي من الشوط الإضافي. ويمثل هذا نسبة 15.75 % من إجمالي أهداف المونديال.

وعلاوة على ذلك، حسمت 9 أهداف من هذه الأهداف الـ 23 نتيجة 9 مباريات، ورفعت 4 أهداف منها رصيد الفريق الذي أحرزها،  بينما لم تؤثر الـ 10 أهداف الأخيرة في نتيجة المباريات.

الهدف الذي أحرزه سالم الدوسري ضد منتخب مصر، وهدف عزيز بوهدوز خطأً في شباك إيران، وهدف إيفان بيريشيك في مرمى آيسلندا، وفيليبي كوتينيو في مرمى كوستاريكا، وشيردان شاكيري في مرمى منافسه صربيا، وتوني كروس في مباراة منتخبه ضد السويد، وهدف كيم يونغ جون ضد ألمانيا، وهدف هاري كاين في مرمى تونس، وهدف ناصر شاذلي ضد فريق اليابان. غيرت هذه الأهداف ترتيب المجموعات، وغيرت مصائر بعض الفرق في التأهل إلى دور الـ 16 أو دور الـ 8.

على سبيل المثال، حسم آخر الأهداف المتأخرة وهو هدف شادلي ضد اليابان النتيجة لصالح فريقه، وأطاح باليابان خارجاً بعد أن تصدر الجانب الآسيوي المباراة بهدفين في الشوط الثاني من مباراة دور الـ 16. وتعد هذه المباراة أفضل مباراة في المونديال كله.

وشهدت البطولة عدة أهداف متأخرة بعد الدقيقة الثمانين في عدة مباريات استطاعت تعقيد مسار المباراة. وكان أبرزها هدف ماركوس روخو في الدقيقة 86 ضد منتخب نيجيريا، فبدون هذا الهدف، كانت نيجيريا لتصعد للجولة المقبلة بدلاً من الأرجنتين.

وأثناء دور المجموعات، استمرت الدراما حتى صافرة الحكم الأخيرة في المجموعات B وD وF وH إذ كان من شأن هدف واحد لأي من الفرق المتنافسة أن يقلب الترتيب كله رأساً على عقب. في الواقع، يظهر هذا بوضوح في المجموعة G إذ صعدت اليابان إلى دور الـ 16 على حساب السنغال كونهم تلقوا عدداً أقل من الكروت الصفراء مقارنة بالفريق الإفريقي.

3- كسر التوقعات  

كانت منتخبات ألمانيا وفرنسا والبرازيل وإسبانيا هي الأكثر ترشيحاً للفوز بالبطولة قبل انطلاقها، واعتبرت فرق مثل البرتغال والأرجنتين وبلجيكا وإنكلترا كأصحاب فرص هامشية للمنافسة على اللقب. 

لكن المونديال أذهل كل المشجعين والمشاهدين؛ فقد خرجت ألمانيا من دور المجموعات بعد خسارتها أمام المكسيك وكوريا الجنوبية. وبذلك أصبحت ألمانيا رابع فريق أوروبي على التوالي يحرز لقب البطولة ثم تتم الإطاحة به من دور المجموعات في البطولة التالية مباشرةً. 

بدأت التعقيدات الإسبانية في كأس العالم قبل يوم واحد فقط من انطلاق المونديال حين أقالوا مدربهم جولين لوبيتيغي. ولقد عانى الفريق بطل الكأس في العام 2010 خلال مباريات المجموعة، قبل أن يطيح به منتخب روسيا مضيف المسابقة في أولى المراحل الاقصائية. وبهذا تكون هذه المرة التاسعة التي تخسر فيها إسبانيا أمام الدولة المضيفة في مسابقة دولية كبيرة.

وواجه منتخبا فرنسا والبرازيل بعض المشاق والمباريات الصعبة، لكنهما شقا طريقهما إلى ربع النهائي.

وكانت لدى البرتغال فرصة أن تتصدر مجموعتها، لكن التعادل كان من نصيب إيران في مباراة البرتغال الأخيرة في المجموعة، ونتيجة لذلك أطاحت بها أوروغواي من الدور الثاني. 

وأصبح منتخب الأرجنتين في موقف حرج خلال مباريات المجموعة بعد تعادله مع منتخب آيسلندا قبل هزيمته المذلة أمام منتخب كرواتيا، وشق طريقه إلى المرحلة الإقصائية فقط ليهزم من قبل فريق قوي، مثل منتخب فرنسا.

وتصدر منتخب بلجيكا مجموعته ولعب ضد اليابان خلال المرحلة الإقصائية، ووقف على الحافة مهدداً بالخروج بعد أن تقدمت اليابان بنتيجة 2-0 الصادمة للجميع، إلا أنهم استعادوا تماسكهم وأحرزوا فوزاً بنتيجة 3-2. 

وبهذا أثبتت كأس العالم أنه لا يمكن توقع النتائج بشكل يتجاوز أكثر الخيالات ثراءً، إلا أن الصدمة الكبرى كانت فوز إنكلترا بضربات الترجيح على كولومبيا. فلم يفز منتخب الأسود الثلاثة مطلقاً بضربات الترجيح في تاريخ كأس العالم، إلا أن هذا الحارس الصغير حافظ على أعصابه ودافع عن مرماه صانعاً بذلك التاريخ. 

4- الطريق إلى النهائي "ملغم"

مهدت النتائج الصادمة في مرحلة المجموعات إلى سيناريو مثير مشابه في المرحلة الإقصائية. فقد جاءت منتخبات أوروغواي والبرتغال وفرنسا والأرجنتين والبرازيل والمكسيك وبلجيكا واليابان في ناحية واحدة من القرعة.

وفازت هذه المنتخبات وحدها بعشر بطولات سابقة موزعة فيما بينها. وعلى الناحية الأخرى نجد روسيا وإسبانيا وكرواتيا والدنمارك والسويد وسويسرا وكولومبيا وإنكلترا، وكلها، مجتمعة، فازت ببطولتين فقط.

وبعد نهاية الدور ربع النهائي، بقيت منتخبات فرنسا وبلجيكا وإنكلترا وكرواتيا لتتنافس على اللقب، علماً بأن منتخبي فرنسا وإنكلترا سبق لهما رفع الكأس الذهبية مرةً واحدةً في تاريخهما، بينما لم يسبق لكرواتيا وبلجيكا بلوغ المباراة النهائية من الأساس.

5- الكثير من المواجهات النارية 

شهد المونديال الجاري الكثير من المفاجآت والأحداث الدرامية، ومن أبرز الأسباب وراء ذلك أن المباريات شهدت منافسة ساخنة حتى صافرة الحكم. فبعد 56 مباراة، انتهت 14 مباراة بنتيجة 1-0 كانت من بينها مباراة واحدة فقط في المراحل الإقصائية، وعلاوة على ذلك، انتهت عشر مباريات بنتيجة 2-1، كانت واحدة منها فقط، مجدداً، في دور الـ 16.

وفي المجمل شهدت نتيجة 26 مباراة تقدم الفريق الفائز بهدف واحد فقط على منافسه، وفي حالتين فقط من هذه المباريات الـ 26 سجل الفريق الفائز أكثر من هدفين في المباراة. وكلاهما في المراحل الاقصائية، وهما فوز فرنسا على الأرجنتين 4-3، وبلجيكا على اليابان 3-2.

وانتهت 11 مباراة بالتعادل كانت النتيجة في ست منها 1-1 وانتهت مباراة واحدة فقط بالتعادل السلبي. وإذا نظرنا نظرة أشمل سنجد أن المونديال شهد 37 مباراة متعاقبة قبل أن تنتهي مباراة بتعادل سلبي. 

وإن كانت هذه الدورة قد علمتنا شيئاً فهو بكل تأكيد، ألا نستخف بأي فريق!

تحميل المزيد