رسالة للبريطانيين المصوتين لصالح الانفصال عن أوروبا: أبناء المهاجرين يصنعون مجد إنكلترا في كأس العالم!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/07 الساعة 16:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/08 الساعة 14:35 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Quarter Final - Sweden vs England - Samara Arena, Samara, Russia - July 7, 2018 England's Dele Alli celebrates scoring their second goal with Kyle Walker REUTERS/Max Rossi

تعتبر سياسة استقبال المهاجرين من بين العوامل الأساسية التي وقفت وراء تصويت مواطني المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي. إلا أن المنتخب الإنكليزي تألَّق في كأس العالم 2018 على أيدي أبناء المهاجرين إلى بريطانيا، والذين جاؤوا من ثقافات مختلفة.

صحيفة Marca الإسبانية الرياضية، لفتت إلى أن منتخب "الأسود الثلاثة" الذي انتظر الدقائق الأخيرة لإحراز هدف الفوز على تونس 2-1، عاد ليدكَّ شباك بنما 6-1 بتشكيلة متعددة الثقافات، قبل أن يخسر أمام بلجيكا 0-1. وفي الدور التالي فكَّ المنتخب الإنكليزي عقدة ركلات الترجيح بالفوز على المنتخب الكولومبي، ليبلغ ربع النهائي ويقصي المنتخب السويدي بعد فوزه 2-0.

مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت، قال لقناة ITV إن "منتخبنا يضم شباباً من خلفيات ثقافية مختلفة وهم يمثلون إنكلترا الحديثة، ويعد انعكاساً للهوية الجديدة، ونحن نأمل أن يتواصل معنا الناس".

وفي مايو/أيار 2018، كتب مدرب المنتخب الإنكليزي قائمة بأصول لاعبي المنتخب.

رحيم ستيرلينغ.. من جامايكا إلى بريطانيا

وفي إحدى المقابلات مع موقع The Players' Tribune، قال لاعب المنتخب الإنكليزي رحيم ستيرلينغ "لن أنسى الأيام التي كنت فيها أستيقظ الساعة الخامسة صباحاً لأساعد أمي في تنظيف المراحيض. فعندما قدِمت إلى هذا البلد لم يكن معها شيء، ولكنها الآن تعمل مديرة لمركز لاجئين، أما ابنها المشاغب فيلعب لصالح إنكلترا، حيث تتحقق الأحلام".

وُلد جناح نادي مانشستر سيتي في مدينة كينغستون، وعند بلوغه سن الخامسة، هاجر مع والدته من جامايكا إلى إنكلترا على أمل أن يتمتع هناك بمستقبل أفضل، علما أنه يُعتبر اللاعب الإنكليزي الوحيد الذي لم يُولد في الأراضي الإنكليزية.

ومن الواضح أن مغامرة ستيرلينغ تشبه كثيراً التجارب التي خاضتها عائلات العديد من اللاعبين، الذين هاجروا إلى المملكة المتحدة، الذين ذُكرت أسماؤهم في قائمة ساوثغيت.

لاعبون إنكليز من خلفيات وأديان مختلفة

عندما كان مدرباً لمنتخب إنكلتراً أقل من 21 سنة، صرَّح ساوثغيت لراديو TalkSport أنه يدرِّب "منتخباً يضم لاعبين من خلفيات وأديان مختلفة. فقد وُلد اللاعب ويلفريد زاها في ساحل العاج، بينما ينحدر اللاعب سايدو بيراهينو من بوروندي… وما يوحدنا هو التنوع. وفي الواقع، سيكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير على الأجيال القادمة. ومما لا شك فيه، تكمن قوة فريقنا في التجانس".

يضم المنتخب الإنكليزي عدداً من اللاعبين الذين عاشوا الغربة في سنٍّ مبكرة، على غرار لاعب وسط نادي توتنهام، إيريك داير، الذي ولد في إنكلترا، لكنه ترعرع في البرتغال.

وبخصوص ذلك قال داير، "عندما كنت صغيراً، تحدَّث الاتحاد البرتغالي مع سبورتينغ لشبونة، لكن الأمر لم يتجاوز هذا الحد. فأنا إنكليزي 100%".

تنوع كبير في "الأسود الثلاثة"

كان تنوع أصول لاعبي المنتخب الإنكليزي سبباً في النجاح الجماعي؛ فوالدا اللاعب داني ويلبيك وصلا إلى مانشستر قادمَين من غانا، فيما يحمل كل من داني روز وأشلي يونغ دماء جامايكية، بينما ينحدر كل من فابيان ديلف وروبن لوفتوس-تشيك من غيانا الجديدة.

أما ثنائي مانشستر يونايتد، جيسي لينغارد وماركوس راشفورد، فينحدران من سانت فينسنت والغرينادين، وسانت كيتس ونيفيس.

وقد قدم والد اللاعب ديلي ألي من نيجيريا، أما اللاعب ترنت ألكساندر-أرنولد فكان من الممكن أن يلعب بقميص المنتخب الأميركي، بحسب Marca.

وولد كل اللاعبين في إنكلترا، لكنهم ينحدرون من دول أخرى، وخاصة من دول الكومنولث. وحتى والد هاري كاين، قائد وهداف المنتخب الإنكليزي من أصل آيرلندي!

فريق متحد ومتجانس

لقد تجمّع أبناء المهاجرين ليشكلوا فريقاً متحداً للغاية يشبه المجتمع الإنكليزي، حيث يتفاعل الناس المنحدرون من أصول ومعتقدات مختلفة بشكل يومي، ولكن يبدو أن الأمور اتَّخذت أبعاداً أخرى.

 فبعد التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسَنِّ  قوانين هجرة متشددة، أصبحت عائلات هؤلاء اللاعبين غير قادرة على ترسيخ جذورها في المملكة المتحدة. ومن جهته، أفاد ساوثغيت: "يمكننا التأثير على أشياء أكبر". ومن الواضح أن هذا الفريق الشاب والمتنوع قادر على إحداث تغيير داخل هذا البلد القلق حيال كرة القدم ومستقبلها.