قبل تحقيقه إنجازاً طال انتظاره ببلوغ الدور نصف النهائي من كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاماً، حطّم المنتخب الإنكليزي "لعنة" أخرى تتمثل بالفوز الأول عن طريق ركلات الترجيح في تاريخ مشاركاته بالبطولة العالمية، والذي جاء على حساب كولومبيا.
كما يعرف مشجعو منتخب "الأسود الثلاثة"، كان هذا الفوز الأول الذي حققته إنكلترا عبر ركلات الترجيح في بطولة كأس العالم، والأول لها خلال أي منافسة منذ الفوز على إسبانيا في ربع نهائي بطولة أوروبا 1996.
كان كل من إريك دير وغوردان بيكفورد من بين الأبطال الذين تألقوا على أرض الملعب أمام كولومبيا في ربع النهائي، لكن من ورائهم كانت الطبيبة النفسية د. بيبا غرانج تساعد لاعبي المنتخب الإنكليزي في الحفاظ على رباطة جأشهم. ويبدو أن عملها قد أثمر!
الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم تعاقد مع غرانج (47 عاماً) في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 للعمل مع المنتخب الوطني، ومنعه من الانهيار تحت وطأة الضغوط كما حدث في الماضي.
Behind the scenes of the #England team are alumni Pippa Grange and Dave Reddin. Find out more and wish them the best of luck in today's game #SWEENG >> https://t.co/KFDUYEeNuj ???????#ItsComingHome pic.twitter.com/ae642Jyy9u
— Loughborough Alumni (@lboroalumni) July 7, 2018
تحدثت غرانج بشكل فردي مع اللاعبين بصفتها المسؤولة عن تطوير الفريق، حول "آمالهم ومخاوفهم" و"أنماط حياتهم"، وساعدت على خلق أجواء أكثر هدوءاً وإيجابية في المعسكر الإنكليزي، حسبما ذكرت صحيفة Mirror البريطانية.
المدير الفني غاريث ساوثغيت الذي يعد إهداره لركلة الترجيح أمام ألمانيا في نصف نهائي كأس أوروبا 1996 الأشهر في تاريخ كرة القدم الإنكليزية، رفض نظريات المدربين السابقين بأن لا جدوى من الممارسة والتدريب على ركلات الترجيح، لأنه لا يوجد أي شيء يمكنه أن يعيد خلق أجواء لحظة القيام بضربة الجزاء تلك، ومن ثم طلب إجراء بحث علمي حول هذا الموضوع.
توصل البحث إلى أن لاعبي إنكلترا كانوا أكثر ميلاً إلى الاندفاع والاستعجال عند تنفيذ ركلات الجزاء مقارنةً بالفرق الأخرى، وبالفعل، رأينا نهجاً أكثر هدوءاً وتماسكاً بكثير من جانب أولئك الذين تم اختيارهم للقيام بضربات الترجيح.
يقال إن ساوثغيت ناقش مع كل لاعبٍ "مقاربةً فرديةً خاصة به لتنفيذ ركلة الجزاء"، مشجعاً إياهم على تصور فرحتهم واحتفالاتهم بعد تسجيل الأهداف.
تشمل الابتكارات الأخرى في معسكر تدريب إنكلترا على "الاستبيانات الخاصة بالصحة" التي يتم إجراؤها يومياً، كما تستخدم "اختبارات القياسات النفسية" وذلك لاختيار اللاعبين الذين سينفذون ركلات الترجيح، متجنبين بذلك المشهد المثبط للمدرب الذي يستجدي اللاعبين لأجل التقدم وتولي ضربات الجزاء بعد 120 دقيقة من اللعب.
تؤمن دكتورة غرانج – خريجة جامعة لوبورو – والتي عُينت بعد عام من انهيار لاعبي إنكلترا ذهنياً خلال مباراتهم ضد آيسلندا في الدور الثاني من كأس أوروبا 2016، أن الحل لمنع مثل هذا الأمر؛ هو جعل اللاعبين يعترفون بمواطن ضعفهم خلال اجتماعات الفريق.
يبدو هذا دقيقاً خاصة وأن أعضاء ما يسمى في إنكلترا بـ "الجيل الذهبي" مثل ريو فرديناند، أدلوا بتعليقاتهم حول كيف أن افتقاد روح الفريق والتنافس الشديد بين النوادي التي يلعبون لصالحها منعهم من الاقتراب من إبراز كل إمكانياتهم في ذاك الفريق الواعد.
تبدو الأمور مختلفة تماماً هذه المرة، مع وجود فريق موحد ظاهرياً ومدير فني لا يميل إلى الدراما.
بالتأكيد سوف يشكك البعض فيما إذا كان هناك أي تأثير لوجود الدكتورة غرانج وأساليبها النفسية في الفوز بركلات الترجيح.
ولكن إذا كانت أساليبها ساهمت بأي شكل في هدوء ووحدة المخيم والذي انتقل بدوره إلى أرض الملعب، فإن تعيينها كان بالتأكيد قراراً صائباً.