في خضم المباريات المتلاحقة، والأحداث المثيرة على الملاعب الروسية، ربما تغيب عنا أبسط الأسئلة البديهية، بعيداً عن تعقيدات التكتيك الكرويّ وجدالات الأخطاء التحكيمية والتعصب بين الجماهير.
فيما يلي، نحاول الإجابة عن سؤال بديهيّ: لماذا ترتدي بعض المنتخبات قمصاناً لا تعبر عن أعلامها الوطنيّ؟ ونرصد لكم أبرز المنتخبات التي لا تستخدم ألوان علمها في قمصان منتخباتها.
ألمانيا: بالأبيض والأسود دائماً!
بالأبيض والأسود دائماً، هكذا يظهر لاعبو المنتخب الألماني في كافة المحافل الكروية منذ تأسيس اتحاد الكرة الألماني في العام 1900، وحتى خروج ألمانيا من دور المجموعات في "روسيا 2018".
وتعود قصة الألوان البيضاء والسوداء إلى القرن الـ 18 وإمبراطورية بروسيا التي كانت قادرةً على التحكم في مصير شمال أوروبا. والتي احتوى علمها على الألوان البيضاء والسوداء.
وعند دخول كرة القدم إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الإمبراطورية التي انهارت في العام 1918، تم اعتماد الألوان البيضاء والسوداء لتصميم أزياء الـ "مانشافت" في ملاعب كرة القدم.
إيطاليا: الأزرق لا يتغير!
رغم عدم وجود اللون الأزرق في العلم الإيطالي، فإن الزي الأساسي للمنتخب الإيطالي لكرة القدم يتلون باللون الأزرق.
تعود القصة إلى القرنين الـ 19 والـ 20، حيث كانت تحكم عائلة "سافوي" الأراضي الإيطالية منذ 1861 وحتى 1946. وكان اللون الأزرق موجوداً في علم العائلة الملكية، وبناء على ذلك تم استخدام اللون الأزرق لتصميم قميص المنتخب الإيطالي.
وفي العام 1946 ورغم تأسيس الجمهورية الإيطالية واختيار علم جديد للتعبير عن الجمهورية الناشئة، تم الإبقاء على اللون الأزرق في الزي الرسمي للمنتخب الإيطالي.
هولندا: البرتقالي لا يصدأ!
يرتدي المنتخب الهولندي اللون البرتقالي في جميع أزيائه الرياضية، رغم غياب اللون البرتقالي من العلم الوطني.
يعود ذلك إلى حالة مطابقة للحالة الإيطالية، حيث عكَسَ اللون البرتقالي سيطرة أسرة Oranje-Nassau الملكية على الأراضي الهولندية، منذ عهد مؤسس الأسرة ويليام أوف أورانج. كما يوجد اللون البرتقالي في شعار الأسرة الملكية بشكل واضح.
ومع تأسيس منتخب كرة القدم الهولندي، لم يكن هناك أفضل من اللون البرتقالي، ليعبر عن التواجد الهولندي على أرض الملعب.
اليابان: السماء والمحيط لنا!
من أين جاء اللون الأزرق الذي يرتديه المنتخب الياباني على أرضية الميدان؟ الإجابة: جاء من السماء!
لقد تم اعتماد اللون الأزرق بمختلف درجاته ليكون الزي الرسمي للمنتخب الياباني، في انعكاس للسماء والمحيط، وأنهما حدود الدولة اليابانية؛ كناية عن قوة وعظمة الإمبراطورية اليابانية، القادرة على السيطرة على كل شيء.
لكن بعد الهزيمة في الحرب العالمية الثانية، تم إدخال اللون الأبيض في الأزياء الرياضية اليابانية، كرمز للسلام، ليعبر عن تغيير كبير في السياسة اليابانية.
أستراليا: الأكاسيا لا تذبل!
يلعب المنتخب الأسترالي بالقمصان الصفراء والخضراء، في إشارة إلى النبتة الأشهر والأكثر انتشاراً في الأراضي الأسترالية؛ نبتة "الأكاسيا". وتتزين هذه النبتة بغصون خضراء داكنة، وورود صفراء فاتحة.
الكويت: أزرق بالصدفة!
يرتدي المنتخب الكويتي اللون الأزرق، رغم عدم وجود اللون الأزرق في العلم الكويتي. وثمة ثلاث روايات تتحدث عن السبب في تبنّي الأزرق، فالبعض يقول إن المزج ما بين ألوان العلم الكويتي يفرز هذا اللون.
الرواية الثانية تتحدث عن أن الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم فهد الأحمد، اختار اللون الأزرق رمزاً للرياضة الكويتية، لأنّه يمثّل البحر الذي يرمز إلى القوة والجَلَد والكفاح.
معلوم أن أهل الكويت كانوا يخوضون البحار في الماضي، في سبيل العيش الكريم، والكسب الشريف، وهو في جانب من جوانبه نوع من الرياضة.
الرواية الثالثة تتحدث عن أن سبب اختيار الأزرق من قبل فهد الأحمد يعود إلى وضع المنتخب الكويتيّ قبل مشاركته في أولمبياد "موسكو 1980″، عندما لم يكن له لون رسمي، إذ كان يعتمد الأزرق حيناً والأحمر حيناً آخر. وعندما طَلب منظمو الأولمبياد تثبيت لون واحد، وقع الاختيار على الأزرق ليكون الرسمي للمنتخبات الكويتية.