خوان فرناندو كينتيرو كاد أن يترك الكرة من أجل الفن، لكنه بات من أبرز نجوم كأس العالم

نفى اللاعب الكولومبي خوان فرناندو كينتيرو الادعاءات التي تقول إنه كان على استعداد للتخلي عن مسيرته الكروية تماماً، بل إنه يلقي باللوم على نفسه لأن هذه الفكرة قد راودته في يوم ما.

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/03 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/03 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group H - Senegal vs Colombia - Samara Arena, Samara, Russia - June 28, 2018 Colombia coach Jose Pekerman speaks with Juan Fernando Quintero REUTERS/Max Rossi

نفى اللاعب الكولومبي خوان فرناندو كينتيرو الادعاءات التي تقول إنه كان على استعداد للتخلي عن مسيرته الكروية تماماً، بل إنه يلقي باللوم على نفسه لأن هذه الفكرة قد راودته في يوم ما.

لقد أصبح صانع الألعاب، الذي عُرف بمزاجه المتقلب، على أهبة الاستعداد لهزيمة المنتخب الإنكليزي، خاصة في حال غياب اللاعب خاميس رودريغيز عن مباراة منتخبه الأخيرة في الدوري السادس عشر كما هو متوقع.

انعزل دولياً، واهتم بالموسيقى بعيداً عن الرياضة

قبل بضعة أشهر فقط، كان كينتيرو يتساءل عما إذا كان المنتخب الكولومبي سيوجه له الدعوة للمشاركة في المونديال مرة أخرى، لكن المدرب خوسيه بيكرمان عمد إلى إنقاذ اللاعب الكولومبي من منفاه بعيداً عن المحافل الدولية الذي عاش فيه لمدة سنتين ونصف وبادر بدعوته للمشاركة في المنتخب، وذلك في شهر مارس/آذار 2018.

رُوقب سلوك اللاعب الكولومبي ومدى التزامه عن كثب وبشكل دقيق مع نادي بورتو البرتغالي، الذي تعاقد معه عن طريق نادي بيسكارا الإيطالي عام 2013، الذي سمح للاعب الوسط الكولومبي بالانتقال على سبيل الإعارة خلال المواسم الثلاثة الأخيرة.

خلال سنة 2015 انتقل كينتيرو إلى فريق استاد رين الفرنسي، لكن هذه الخطوة لم تكن ناجحة بالنسبة له. في الوقت ذاته، وجهت انتقادات حادة للاعب الكولومبي بسبب اختياراته في حياته الشخصية، مثل اهتمامه بالظهور في مقاطع فيديو خاصة بموسيقى الريغيه تون، وقد بدا وكأنه يحاول إيجاد مكان له في مجال الموسيقى، في حين بات أسلوب لعبه يشهد قدراً من التهاون والتخاذل.

وقد اعترف اللاعب الكولومبي لاحقاً بأن اختياراته قد أوصلته إلى مكان بعيد جداً عن كرة القدم، في حين حمّل نفسه مسؤولية هذا الخطأ، وفق صحيفة Daily Mail البريطانية.

لا يمكن التغاضي كذلك عن أن السنوات الأولى في حياة كينتيرو كانت مروّعة، حيث اختفى والده، جيمي، سنة 1995 بعد التحاقه بالخدمة العسكرية على خلفية احتدام حرب المخدرات في كولومبيا، ولم يعد منذ ذلك الحين. وتدعي عائلته أنها لم تتلق أية إجابات من قبل الدولة حول ما حدث.

لكن يبدو أن بعضاً ممن ندّدوا بأسلوب حياته كانوا قساة للغاية في انتقادهم له. وكانت صداقته مع الفنان الكولومبي مالوما الذي وقع مع شركة سوني، من بين الأدوات التي اعتمدها منتقدوه للتشهير به، لكن ردود الفعل السلبية تلك تكاد تكون غير متوقعة نظراً لتراجع شعبية كينتيرو بالفعل. ولا تعد العلاقة الوطيدة التي تجمع النجمين مفاجأة بالعودة إلى مجال عمليهما.

الاستمرار رغم الفشل

اللاعب الكولومبي خوان فرناندو كينتيرو في مباريات كأس العالم

لقد كان كينتيرو مُصرّاً على الاستمرار رغم فشل تجربته مع فريق استاد رين الفرنسي، وسرعان ما أنهى إقامته القصيرة في صفوف النادي الفرنسي، وكان الأمر يتطلب أن يتخذ خطوة للخلف، كانت حاسمة في مسيرته.

فقد عاد كينتيرو إلى بلده على سبيل الإعارة ليلعب في صفوف نادي ميديلين المستقل، وقد لعب كينتيرو 25 مباراة في خضم مباريات الدوري، التي تعد أكبر حصيلة يسجلها اللاعب البالغ من العمر 25 سنة في موسم واحد.

ولعل السبب الأبرز الذي يفسر الوضع غير المستقر للاعب يكمن في حقيقة أن بداية النجم الكولومبي لم تكن جيدة، حيث اتسمت بعدم الثابت، في حين لم يستطع حتى إكمال 90 دقيقة من اللعب، فضلاً عن مواجهة صعوبات على مستوى لياقته البدنية.

في الأثناء، كان ينظر للموسيقى وطريقة عيشه على أنهما سبب في تشتته، كما اعتبر ذلك بمثابة استعراض إعلامي ساهم في الحد من فرص تحقيق مستويات متقدمة التي تخول له قدراته بلوغها.

بالتزامن مع كل الأحداث التي كان يعيشها كينتيرو، كان مجال كرة القدم يشهد العديد من التغييرات. وعلى ما يبدو أن كينتيرو قد ولد في الحقبة الزمنية الخطأ، حيث إن أداءه لا يشبه بأي شكل أسلوب أبرز اللاعبين الملهمين الذي يلعبون في خط الوسط في جميع أنحاء العالم حالياً.

ويعتمد اللاعب الكولومبي على فنياته وحيله الكروية فضلاً عن براعته، كما يتضح ذلك من خلال الركلة الحرة التي قام بها أمام منتخب اليابان في وقت سابق خلال كأس العالم الجارية. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن أداء اللاعب خلال تلك اللحظات الخاطفة كافياً، الأمر الذي كان من الممكن أن يصبح أكثر من رائع قبل عقدين من الزمن.

ليست الموسيقى وحسب، بل وزنه أيضاً

اللاعب الكولومبي خوان فرناندو كينتيرو في مباريات كأس العالم

انتُقد وزن خوان فرناندو كينتيرو في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد أن وقع إقرار عقد الإعارة الثالث له لينتقل من نادي بورتو ليلعب لصالح نادي ريفر بليت الأرجنتيني.

وحيال هذا الشأن، قال كوينتيرو إن شكل جسمه لم يؤثر على قرار انتقاله في شكل إعارة، في حين فضّل النادي الأرجنتيني ألا يتعاطى مع مثل هذه المسائل.

في حال كان النادي الأرجنتيني يرغب في جعل عقد اللاعب الكولومبي معهم دائماً فلن يضطر إلى دفع مبلغ كبير من المال، الأمر الذي يبرز مدى تراجع قيمته في نادي بورتو. وقد اشترط نادي ريفر بليت توقيع عقد بمبلغ أقل من 5 ملايين جنيه إسترليني، وكان النادي البرتغالي يعتزم قبول ذلك.

من جانبه، أكد رئيس نادي ريفر بليت، رودولفو دونوفريو، في تصريح له أمام المشجعين: "لقد تقرر ما سيحدث، وتم ترتيب كل شيء. تحددت الطريقة التي سندفع من خلالها المال، ولا يمثل الأمر بالنسبة لنا مشكلة مالية، لذلك يمكننا الموافقة على الصفقة الآن وسندفع المبلغ المطلوب في غضون بضعة أشهر".

بالتالي، في حال كان اللاعب الكولومبي سيعود إلى أوروبا فمن المحتمل أن تكون المفاوضات مع دونوفريو مشحونة بعض الشيء.


اقرأ أيضاً..

فرص السنغال على المحك أمام كولومبيا الساعية لمواصلة طريقها في كأس العالم

كولومبيا تنهي الأحلام السنغالية وتبلغ الدور الثاني

"فيفا" يلاحق لاعباً كولومبياً سابقاً بسبب بيعه التذاكر عبر تويتر!

تحميل المزيد