كان المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان مهندس عودة كولومبيا المذهلة لكأس العالم في البرازيل 2014، وقد يحقق مفاجأةً أكبر إذا نجح في إقصاء منتخب إنكلترا في المباراة التي تجمع الفريقين الثلاثاء 3 يوليو/تموز ضمن الدور الثاني من مونديال "روسيا 2018".
وسيسعى بيكرمان البالغ من العمر 68 عاماً إلى الصعود بكولومبيا لدور الثمانية للمرة الثانية على التوالي، بعد أربعة أعوام من الأداء الكبير في البرازيل.
وقد تكون إنكلترا الواثقة أصعب اختبار أمام بيكرمان منذ خروجها من دور الثمانية في نهائيات 2014 أمام البرازيل صاحبة الضيافة.
لكن النجاح سيفتح طريقاً ممهداً نحو المباراة النهائية حيث ستصطدم البرازيل وفرنسا وبلجيكا ببعضها في الجانب الآخر.
ويحظى الرجل باحترام كبير في كولومبيا التي منحته الجنسية تقديراً لخدماته، لكن وباستثناء الفوز 3-0 على بولندا كان المشوار في روسيا أكثر صعوبة حتى الآن وأقل من حيث المستوى الفني.
وتعرض الرجل لهجوم في وسائل الإعلام الكولومبية عقب الهزيمة 2-1 أمام اليابان في أول مباراة بدور المجموعات لكن خبرته الطويلة علمته تحمل مثل هذه المواقف.
واشتهر بيكرمان باستخلاص أفضل المهارات من المواهب الشابة وقد درب منتخبات الأرجنتين للشباب تحت 20 عاماً، وقادها للفوز بكأس العالم في 1995 و1997 و2001 قبل أن يتولى مهمة المنتخب الأول في 2004 لمدة عامين اتسما بالاضطراب.
ومنح بيكرمان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أول مشاركة دولية وقاد الأرجنتين في كأس العالم 2006، لكن مهمته انتهت بشكل مؤسف بعد الهزيمة أمام ألمانيا صاحبة الضيافة في دور الثمانية وما تلاها من اشتباك بين اللاعبين.
واستقال بيكرمان على الفور، وأمضى بعدها فترة في تدريب بعض الأندية المكسيكية.
وعرضت عليه كولومبيا تدريب المنتخب في 2012، وهي بلد يعرفها جيدا منذ مسيرته كلاعب وسط.
وقاد بيكرمان المنتخب الكولومبي في التصفيات، وأصبح بطلاً قومياً حين أنهى صياماً عن الوصول لنهائيات كأس العالم استمر 16 عاماً.
ويملك الفريق الحالي خبرة أكبر من التشكيلة التي شاركت في نهائيات البرازيل، لكن لكل بطولة تحدياتها الخاصة. فقبل 4 أعوام خسر بيكرمان خدمات رادامل فالكاو قبل انطلاق النهائيات، وحالياً يواجه مشكلة مشابهة بعد إصابة جيمس رودريغيز في مباراة السنغال.
وقال بيكرمان للصحافيين، "لا أفضل الحديث عن لاعبين بعينهم لكننا نملك إمكانات كثيرة كفريق. لقد جئنا إلى كأس العالم هذه على أمل القيام بما كنا على استعداد للقيام به في البرازيل؛ أن نلعب كرة جيدة، ونظهر أننا على نفس مستوى الفرق الكبيرة مثل إنكلترا".
من جانبه، أكد مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت إن استعادة لاعب الوسط ديلي آلي كامل لياقته يمكن أن يساعد إنكلترا على "كتابة تاريخها الخاص" في كأس العالم.
وقدم آلي أداء مثيرا للإعجاب في المباراة الافتتاحية لإنكلترا في المجموعة السابعة وانتهت بالفوز 2-1 على تونس، قبل أن تلحق به إصابة طفيفة غاب بسببها عن الفوز 6-1 على بنما والخسارة 1-0 أمام بلجيكا.
وحل روبن لوفتوس-تشيك مكان آلي في هاتين المباراتين. ومن المرجح أن يدفع ساوثغيت، الذي لم يعلن بعد عن تشكيلته للمباراة التالية، بلاعب توتنهام ليشكل مع جيسي لينغارد ورحيم سترلينغ قوة ثلاثية تدعم المهاجم هاري كاين.
ورداً على سؤال بشأن غياب آلي، قال ساوثغيت "من الصعب على أي لاعب أن يغيب عن مباريات بهذا المستوى بعد أن ظل يعمل بجد للوصول إلى هذه المرحلة. لا نرى أي سبب يدفعنا للتعجيل بعودته لكنه أصبح في حالة جيدة تماما الآن. ماذا يمكنه أن يصنع؟ معدل السرعة والقدرة على رؤية المساحات في دفاعات المنافسين والوقت الذي يستغرقه للوصول إلى منطقة الجزاء والقدرة على إنهاء الهجمات".
وأوضح، "أعتقد أن الأداء أمام تونس كان رائعاً وتجسد هذا في الطريقة التي ضغط بها كما كان تحركه دون كرة رائعاً".
وتعتمد خطط ساوثغيت على وجود 3 لاعبين في مركز خط الوسط الهجومي، "كل لاعب بالفريق عليه أن يقوم بدوره في الضغط وإذا نجح لاعبو الوسط الذين يتمتعون بالإبداع في القيام بهذا الدور وبالشكل الصحيح فسيكون ذلك مؤشراً جيداً".
وكرر ساوثغيت الحديث عن أن فريقه لم ينظر إلى ما بعد مباراة كولومبيا، لكنه أكد أن لاعبي الفريق يدركون أنهم أمام فرصة تاريخية.
وختم، "مضت أكثر من عشر سنوات (2006) على آخر مرة فازت فيها إنكلترا بمباراة في أدوار خروج المغلوب بكأس العالم، ولهذا فإن هذا الفريق أمامه فرصة رائعة لتحقيق إنجاز لم يحققه غيره من أصحاب الخبرات في الأجيال السابقة. نرغب في خوض هذه المباريات المهمة فاللاعبون أمامهم فرصة لكتابة التاريخ الخاص بهم الآن".