يعرف خبراء كرة القدم أنه من الخطير التوقيع مع لاعب ما بناءً على الأداء الذي قدَّمه في كأس العالم فقط. لكن لا يمكننا إنكار حقيقة أن لاعبي كرة القدم ووكلاءهم يرون في البطولات الدولية الكبرى فرصةً مثاليةً لإظهار مواهبهم أمام جمهور كبير.
منذ 4 سنوات، سعى ريال مدريد الإسباني للتعاقد مع الكولومبي خاميس رودريغيز، وجعل منه الـ "غلاكتيكو" القادم في تشكيلته التي تعج بالنجوم، وذلك عقب أدائه المذهل بألوان المنتخب الكولومبي في كأس العالم 2014 في البرازيل. ويعتبر توقيع النادي الملكي مع "الجوهرة" خاميس خير دليل على أن تقديم أداء جيد في المونديال كفيل بتغيير مسيرة لاعب كرة القدم.
بعد نهاية دور المجموعات من النسخة الحالية من كأس العالم، بدا جلياً أن هناك بعض المواهب والجواهر التي برزت بشكل جيد، ووجدت لنفسها موطئ قدم في لائحة المتنافسين، لتسير بذلك على خطى خاميس رودريغيز. ووفقاً لتقرير صحيفة The Independent البريطانية، يمكن تبيّن علو كعب 5 أسماء في المونديال الحالي، الذين ساهم أداؤهم المبهر في وضعهم على رادار الأندية الأوروبية الكبرى.
أليكسندر غولوفين، روسيا
تمكَّن صانع الألعاب البالغ من العمر 22 سنة، من جذب الأنظار إليه منذ أبريل/نيسان 2018، من خلال تسجيل ركلة حرة مباشرة في شباك الحارس المخضرم التشيكي بيتر تشيك، خلال مباراة ذهاب ربع نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم، بين سيسكا موسكو وآرسنال الإنكليزي. وقد كان الهدف الذي سجله غولوفين آنذاك يشبه إلى حدٍّ كبير هدفه الذي سجله ضد المنتخب السعودي خلال انتصار منتخب بلاده على "الصقور" بخماسية نظيفة.
وفور انتهاء موقعة الدوري الأوروبي، تحدَّث المدرب أرسين فينغر بإعجاب عن موهبة غولوفين، مما أطلق العنان لعدة تكهنات تفيد بأن آرسنال سيوقع مع اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية. كما انضم يوفنتوس إلى لائحة الأندية الراغبة في ضم اللاعب الروسي، إلا أن العملاق الإيطالي لا يرغب في تلبية مطالب سيسكا موسكو، الذي يطالب بمبلغ 27 مليون جنيه إسترليني نظير التعاقد مع نجمه الشاب.
ويعتقد تشيلسي الإنكليزي أنه يتصدر سباق الأندية الراغبة في ضم غولوفين إلى صفوفها.
هيرفينغ لوزانو، المكسيك
بعد تحقيق الانتصار على المنتخب الألماني في دوري المجموعات، من المؤكد أن هدف لوزانو الرائع ضد بطل العالم المتعثر في ملعب "لوجنيكي"، سيحجز مكاناً في قائمة اللحظات الحاسمة في هذه البطولة. فقد ساهم هدف اللاعب الشاب في تعزيز حظوظه للانضمام إلى صفوف برشلونة الإسباني، الذي يُزعم أنه يسعى وراء لاعب آيندهوفن الهولندي منذ وقت طويل.
يعمل المسؤولون عن الانتقالات في برشلونة على تقييم الخيارات المطروحة في سوق انتقالات اللاعبين، الذين ينشطون في مركز متوسط الميدان الهجومي، وذلك عقب إعلان النجم الفرنسي أنطوان غريزمان عن نيته البقاء في صفوف أتليتكو مدريد.
في مقابلة أجراها والد لوزانو مع موقع ESPN على خلفية الشائعات المتعلقة برغبة برشلونة والعديد من الأندية الأخرى ضمان توقيع ابنه، قال خيسوس "كان هناك اهتمام من طرف بعض الأندية، لكن لا وجود لشيء ملموس في الوقت الحالي. أعتقد أن الأمور ستتضح بعد نهاية مشاركته رفقة المنتخب المكسيكي، وسنعلم حينها ما إذا كان سيبقى في آيندهوفن أو سيغادر إلى نادٍ آخر".
خوان كوينتيرو، كولومبيا
كان خوان كوينتيرو من بين عدد قليل من اللاعبين الذين قدموا إلى روسيا لإثبات جدارتهم. وقد اعتُبر صانع الألعاب الصغير صاحب موهبة فذَّة تضاهي موهبة خاميس رودريغيز، مع العلم أنه لم يكن قد بدأ مشاركته المنتظمة مع عمالقة الأرجنتين ريفر بلايت سوى قبل بضعة أشهر.
أبهر خوان كوينتيرو الكثيرين بأسلوبه وبراعته خلال مرحلة المجموعات، حيث خدع منتخب اليابان بضربة حرة تم تسديدها من تحت حائط الصد. كما ساعد في صناعة هدف رادميل فالكاو الأول في كأس العالم ضد بولندا، من خلال تمريرة مخادعة رائعة مرَّت بين اللاعبين. هذا الأداء الرائع من الشاب الكولومبي لم يشعر الجماهير بغياب خاميس رودريغيز، الذي يعاني من مشكلات عضلية وبدنية بسبب الإصابة.
والآن أصبح أمام ريفر بلايت خيار يتمثل في جعل إعارة اللاعب كوينتيرو إلى بورتو انتداباً دائماً، بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني. وهذا سيُمكنهم من بيعه فيما بعد، بمقابل يدر عليهم الأرباح. ويعتبر كل من ريال مدريد وتوتنهام الناديين اللذين يتابعان هذا اللاعب حتى الآن، وإذا استمرَّ في تألقه، فإن المزيد من الأندية ستلحق بالركب.
أندريه كارييو، بيرو
بعد موسم صعب قضاه مع واتفورد في شكل إعارة، تحوَّل كاريو إلى لاعب بارز في منتخب بيرو، والذي ظفر بالكثير من المعجبين والمشجعين، حتى رغم عجزهم عن التأهل عن المجموعة الثالثة. وبجعبة مليئة بالحيل والخدع، كان الثنائي أندريه كارييو وكريستيان كويفا وراء كل شيء جيد حققه منتخب بيرو في المباراة الثالثة والأخيرة لهما في روسيا، حيث مكنهم هدفه الحاسم من تحقيق فوز مستحق على أستراليا، وإن كان انتصاراً معنوياً فقط.
ولا يزال المدرب ماركو سيلفا من أشد المعجبين به، وهناك بالفعل بعض التوقعات بأن تكون أول قراراته كمدرب جديد لإيفرتون الموافقة على عرض بنفيكا، الذي قيّم اللاعب كاريو بمبلغ قدره 15 مليون جنيه إسترليني. وسيرحب بسرعته وأسلوبه الرائع في الدوري الإنكليزي الممتاز في الموسم المقبل، إذا ما تمكن من تقديم نفس الأداء الذي قدمه في كأس العالم.
إيفر بانيغا، الأرجنتين
من الغريب وجوده ضمن هذه القائمة، نظراً أنه شارك في مباراة واحدة من مباريات المجموعة التي تنتمي إليها الأرجنتين. ومع ذلك، نما رصيد بانيغا بنفس القدر الذي غاب فيه من خلال مساهماته على أرض الملعب، في ظل ما اعتبره حملة فوضوية وشائنة تكرَّرت كثيراً تحت قيادة خورخي سامباولي.
غاب الإلهام عن خط وسط منتخب الأرجنتين حتى إقحامه ضد آيسلندا، وفي غيابه تكبَّد منتخب الأرجنتين خسارة مذلة ضد كرواتيا. وحين عدل سامباولي عن قراره واختار بانيغا ليلعب ضد نيجيريا، أظهر فريقه وميضاً من الإبداع. والأهم من ذلك، أنه أعاد الحياة لليونيل ميسي، الذي أحكم السيطرة على تمريرة بانيغا الرائعة، ليحرز أحد أفضل أهداف كأس العالم.
يحتوي عقد بانيغا على شرط جزائي قيمته 17.5 مليون جنيه إسترليني، وبينما يصر إشبيلية على عدم التفريط فيه، أعرب آرسنال عن اهتمامه به.