الإنكليز يحاولون التخلص من “نحس” ركلات الترجيح بالدراسات والأبحاث!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/01 الساعة 19:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/02 الساعة 18:47 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group G - England vs Panama - Nizhny Novgorod Stadium, Nizhny Novgorod, Russia - June 24, 2018 England's Harry Kane scores their second goal from the penalty spot REUTERS/Matthew Childs TPX IMAGES OF THE DAY

يبدو أن المنتخب الإنكليزي يتوقع مباراةً صعبةً للغاية أمام نظيره الكولومبيّ في الدور الثاني من كأس العالم 2018، لدرجة أنه قد بدأ الاستعداد لركلات الترجيح.

ويشير تقرير صحيفة Mirror البريطانية، أن النجم الشاب ديلي آلي سيتطوّع لتسديد أول ركلة جزاء في حال احتكام إنكلترا وكولومبيا إلى ركلات الترجيح. وأخبر لاعب توتنهام مدربه غاريث ساوثغيت بأنه يرغب في أن يكون ضمن أول 5 لاعبين يسددون ركلات الترجيح، في حال وجد "الأسود الثلاثة" أنفسهم مضطرين لسلوك هذا الطريق.

وكشف المخطط الفني للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم دان آشوورث، أن ساوثغيت ولاعبيه أجروا دراسة علمية لفهم العوامل النفسية الحاسمة المتعلقة بتسديد ركلات الجزاء. وعمد فريق كامل من الباحثين لتبيين حيثيات العملية، ابتداءً من مشية اللاعبين نحو نقطة الجزاء، وانتهاءً بردود الفعل إثر النجاح في تسجيل ركلة الجزاء.

نتج عن هذه الدراسة، التي تلاها اجتماع بين الباحثين والجهاز الفني للمنتخب الإنكليزي، استنتاج مفاده أن لاعبي منتخب "الأسود الثلاثة" كانوا يهرعون ويتسارعون لتسديد ركلات الجزاء تاريخياً للتخلص من هذه المسؤولية وذلك الضغط بسرعة، في حين كانوا يتغافلون عن الاستعداد والتهيئة النفسية، ما يجعل اللاعبين أكثر عرضة لإضاعة ركلات الجزاء. وهذا على خلاف ملك ركلات الجزاء البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي يجهز نفسه لتسديد ركلات الترجيح بطريقة ممتازة.

وخسرت إنكلترا 6 مباريات من أصل المباريات الـ 7 الأخيرة، التي اضطرت فيها اللجوء إلى ركلات الترجيح، مع فوز وحيد ضد الإسبان في كأس أوروبا 1996. ومُني الإنكليز بهزيمة ضد الألمان في نصف نهائي كأس العالم 1990، بسبب ركلات الترجيح. وقد كان للمدرب الإنكليزي ساوثغيت دور في إقصاء منتخب بلاده من نصف نهائي كأس أوروبا 1996، بعد إضاعته لركلة الجزاء الشهيرة، الأمر الذي دفع بلاده خارج المحفل القاري الهام.

وتواصلت هزائم الإنكليز بسبب ركلات الترجيح، حيث تعددت المسابقات القارية التي خرجوا منها، بسبب سوء حظهم مع ركلات الجزاء، على غرار دور الـ 16 من كأس العالم 1998 ضد الأرجنتين، فضلاً عن ربع نهائي كأس أوروبا 2004 ضد البرتغال.

وتكرَّرت خيبات الإنكليز مع البرتغاليين، ليخرجوا على يد زملاء لويس فيغو في ربع نهائي مونديال 2006، في حين مثلت كأس أوروبا 2012 آخر المسابقات القارية التي يخرج فيها الإنكليز بسبب ركلات الترجيح، حيث تكفل الإيطاليون بالمهمة هذه المرة.

من جانبه، قال آشوورث "قمنا بتوظيف فريق من الباحثين للنظر في هذا الأمر، والتوصل إلى بعض النتائج التي كانت مثيرة للاهتمام. كان غاريث ساوثغيت يمزح قائلاً بأنه سيقود هذه الأبحاث، وهو يقودها الآن فعلاً. يعد غاريث شخصاً ذا نظرة ثاقبة، وينتبه إلى أدق التفاصيل أثناء عمله". 

واستطرد العقل المدبر للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، "لن أطلعكم على أي أسرار، لكن اللاعبين أصبحوا قادرين على المرور عبر بوابة ركلات الترجيح".

وتابع آشوورث، "عندما تنطلق صافرة النهاية، يكون لديك بعض الدقائق لتجهيز الفريق لركلات الترجيح، فكيف تفعل ذلك؟ أين تفعل ذلك؟ على أرض الملعب؟ مَن سيتكفل بتسديد ركلات الجزاء؟ أين يجب أن يقف اللاعبون أثناء تسديد زملائهم لركلات الجزاء؟ ما النقطة التي يجب أن تنطلق منها في طريقك لتسديد ركلة الجزاء؟".

وأضاف آشوورث أن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن اللاعبين الإنكليز يركضون بسرعة نحو الكرة قبل تسديدها فور سماعهم لصافرة الحكم، وما إن تنطلق الصافرة، يمكن للاعب التروّي وأخذ الوقت الذي يريده قبل التسديد.

وحول مشوار الإنكليز وطريقتهم في تسديد ركلات الجزاء، صرَّح المخطط الفني للمنتخب الإنكليزي، أن لاعبي "الأسود الثلاثة" كانوا يتسرعون في معظم الحالات في تسديد الكرة. وطرح آشوورث مقارنة مع المنتخبات الأخرى، التي يبدو أنها تأخذ وقتاً أطول قبل التسديد، فضلاً عن اتباعها لخطط ذكية قبل التوجه لنقطة الجزاء.

أظهرت الأبحاث أن الركلتين الأولى والرابعة هما الأكثر أهمية لضمان تحقيق الانتصار، من خلال بوابة ركلات الترجيح.

ويتكون فريق ساوثغيت المخصص لتسديد ركلات الجزاء من هاري كاين أولاً، ثم زميله في توتنهام كيران تريبير، يليه لاعب ليفربول غوردان هندرسون، وجيمي فاردي رابعاً، وديلي آلي لتسديد الركلة الأخيرة.

في هذا الشأن، أوضح آشوورث، أنه "عليك أن تحاول السيطرة على جميع المواقف، عليك إحكام قبضتك على مجريات الأحداث. أريد مساعدة فريقي وأنا واثق من قدرتي على ذلك، وسنواجه قدرنا من دون شك. يجب أن أعمل بجد من أجل الوصول لأفضل كيفية لتسديد ركلات الجزاء. عموماً، نسعى لجعل الأمور كلها تحت السيطرة وفي أيدينا".

وأكد آشوورث، "حاولنا إيجاد حل لعدة معضلات، ونحن واثقون من أنفسنا، ومن قدرتنا على إيجاد حلول حقيقية لإحداث تغيير فعلي. لست أنا فقط من يود ذلك، بل كل الأشخاص ضمن المنتخب يمتلكون رغبة كبيرة في مساعدة الفريق، وكنت لأرغب في تسديد ركلة جزاء إذا ما كنت في الملعب".

صرَّح المخطط الفني للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، أن فريقه تدرَّب كثيراً على تسديد ركلات الجزاء على أرض الملعب. وقد شارك جميع اللاعبين في التدريب دون استثناء، حتى أولئك الذين لا يلعبون أساسيين. وأكد آشوورث أنهم عملوا على إضفاء أكبر قدر من الواقعية على التدريبات، وكانت النتيجة جيدة بشكل لا يُصدَّق.

تحميل المزيد