تارة يمتدحه الجميع ويعتبره بطلاً، في حين يتعرض لأشد الانتقادات وألذعها تارة أخرى. ودائماً ما يجذب مدرب المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم خورخي سامباولي انتباه الجميع.
مجلة France Football سلّطت الضوء على بعض المعلومات التي لا يعرفها الكثيرون عن المدرب الذي فشل في قيادة الأرجنتين إلى أبعد من الدور الثاني لكأس العالم 2018:
1- لم يحترف كرة القدم أبداً
تجري كرة القدم في عروق هذا المدير الفني الأرجنتيني مجرى الدم، حيث يعد سامباولي من عشاق الساحرة المستديرة وأشد المهووسين بها على الرغم من أن مسيرته كلاعب لم تبلغ مستوى متقدم.
كان سامباولي على وشك أن يصبح لاعباً محترفاً في نيولز أولد بويز الأرجنتيني الذي يمثل مدينة روساريو، قبل أن يتعرض لكسر مزدوج على مستوى قصبة ساقه ويتبدد حلم الطفولة.
وفي سنة 1990، تولى سامباولي تدريب فريق الشباب في النادي.
2- سبق أن عمل في بنك
تلاشت مسيرة خورخي سامباولي على اعتباره لاعب كرة قدم وهو في سن 19. وبالتالي، اضطر سامباولي، أصيل مدينة کاسیلدا، إلى تغيير وجهته.
وقضى سامباولي بعض الوقت في العمل ضمن القطاع البنكي ليصبح مستشاراً مالياً. وقد كان يمارس هذه الوظيفة على مضض، حيث كان يتطلع إلى العودة إلى عالم كرة القدم بأي ثمن.
وبالتزامن مع توليه تدريب اللاعبين الشباب في نادي نيولز أولد بويز، عمل سامباولي في السجل المدني لتحسين دخله الشهري.
3- بدأ مسيرته التدريبية في بيرو
انطلقت مسيرته التدريبية على اعتباره مدرباً هاوٍ مع أتليتيكو ألومني في العام 1994. وكان سامباولي يبلغ من العمر آنذاك 34 سنة. عقب ذلك، أخذ يتدرج في سلم التدريب من بوابة بيرو، ليكون أول ظهور له في دوري لكرة القدم مع خوان أوريتش البيروفي سنة 2002. وقد فشلت مغامرته وانتهت باستقالته بعد 8 لقاءات فقط.
بعد ذلك، نجح سامباولي في اكتساب شهرة في أمريكا الجنوبية خلال عمله بين سنة 2002 و2007، لصالح كل من سبورت بويز ونادي كورونيل بولونيزي وسبورتينغ كريستال، وهي أندية تلعب في دوري الدرجة الأولى في بيرو. وقد أكسبته هذه التجربة خبرة من الناحية التكتيكية، مع العلم أنه لم ينجح في انتزاع أي لقب مع هذه الأندية الثلاثة.
4- على رأس "برشلونة الأميركي"
بعد أن تولى تدريب أوهيغينس التشيلي الذي حقق نتائج جيدة لعل من أبرزها الحصول على المركز الثالث في الدوري سنة 2008، اكتسب سامباولي شهرة أكبر في أمريكا الجنوبية في ظل تدريبه لإيميلك في الإكوادور. وقد نجح في إثارة اهتمام القارة مع بلوغه نهائي البطولة سنة 2010 وتحقيق رقم قياسي من النقاط خلال موسم واحد.
وقد ساهم هذا الأداء في عودة المدرب الأرجنتيني من جديد إلى التشيلي من بوابة فريق مسيطر على البطولة، ألا وهو نادي يونيفرسيداد دي تشيلي، على حساب دييغو سيميوني.
وخلال تدريبه لنادي يونيفرسيداد دي تشيلي، نجح سامباولي في الظفر بجميع الألقاب المحلية سنة 2011، قبل أن يصل بالفريق إلى الدور نصف النهائي من كأس ليبرتادوريس سنة 2012. وقد انتهج فريقه أسلوب لعب ممتع يرتكز على امتلاك الكرة، الأمر الذي أكسبه كنية "برشلونة الأميركي".
5- تحقيق المجد مع المنتخب التشيلي
تولى سامباولي تدريب المنتخب التشيلي أواخر سنة 2012، ليتمكن من ارتداء حلة البطل عقب 4 سنوات. وبعد خروجه المشرف ضد منتخب البرازيل في مونديال 2014 (هزيمة 3-2 نتيجة ركلات الترجيح) في دور الـ 16، استطاع سامباولي قيادة "لا روخا" لاعتلاء عرش أمريكا الجنوبية خلال الدورة 44 من بطولة كوبا أميركا التي استضافتها تشيلي في 2015، بعد تحقيق الانتصار على منتخب الأرجنتين في النهائي.
6- حظي بلقب أفضل مدرب في 2015
في ظل فوزه بلقب كوبا أميركا مع منتخب تشيلي، ساهم سامباولي في انتزاع تشيلي لأول لقب دولي في تاريخها منذ تأسيس المنتخب الوطني سنة 1910. وقد كان ذلك إنجازاً عظيماً أكسبه لقب "أفضل مدرب في السنة" من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، مع العلم أنه كان في منافسة على اللقب مع لويس إنريكي وبيب غوارديولا. وفي حفل توزيع الجوائز في يناير/كانون الثاني 2016، أنهى الأرجنتيني السنة محتلاً المركز الثالث على منصة التتويج.
7- أحد أتباع بيلسا
في خصوص موضوع علاقته ببيلسا، أكد سامباولي خلال توليه تدريب تشيلي، أنه هو وزملائه "من بين أكبر أتباع بيلسا، ومن أكثر متبعي فلسفته وأفكاره. يعد بيلسا بمثابة مصدر إلهام كروي لنا". وأضاف سامباولي أنه كان ينصت بإمعان لخطب بيلسا الملقب El Loco "المجنون"، حيث كان يقضي ساعات وهو يشاهد فيديوهات تتحدث عن أسلوب بيلسا التكتيكي وتقنياته.
متأثراً بأسلوب ونهج مثله الأعلى في طريقة اللعب، بنى سامباولي أسس فلسفته الشبيهة بتلك التي يتبناها بيلسا، حيث شكل هوسه واحترامه وعمله على تحسين أدائه بشكل فردي، بمثابة أيديولوجيات يتبناها لاعبوه.
8- تجمعه بمارکوس غونزاليس ذكريات سيئة
تعد تجربة ماركوس غونزاليس مثالاً فريداً من نوعه. فخلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل، فقد غونزاليس، الذي يعد بمثابة مدافع لا غنى عنه ضمن تشكيلة منتخب تشيلي، مركزه كأساسي ضمن فريقه نادي فلامنغو.
وقد عرض عليه سامباولي أن يعود لبلاده عله يجد فريقاً يلعب معه أكثر وقت ممكن ليكون مستعداً للمونديال. وفعلاً، التحق المدافع التشيلي بيونيون إسبانيولا، إلا أن ذلك لم يشفع له وتم استبعاد اسمه من لائحة اللاعبين المشاركين مع المنتخب.
وقد تسبب ذلك في إثارة ضجة كبيرة في تشيلي.
9- من أنصار خطة 3-4-3
بالاعتماد على هذا الرسم التكتيكي، الذي استلهمه من قدوته مارسيلو بيلسا، نجح سامباولي في البروز وتحقيق الشهرة في أمريكا الجنوبية. هذه الخطة تعتبر الأكثر منطقية بالنسبة لهذا المدرب، الذي أقر بأنه جاء للعمل ضمن الطاقم الفني لمنتخب تشيلي لمجرد أن مارسيلو بيلسا كان المدرب الأول للمنتخب حينها. ويفضل سامباولي الاعتماد على عامل الكثافة في وسط الميدان، من أجل تسليط ضغط عال على المنافس في منطقته.
وبفضل هذا الأٍسلوب، غالبا ما يتمكن فريقه من خلق التفوق العددي في مرحلة افتكاك الكرة، ما مكن سامباولي من رفع بعض الألقاب في عالك الكرة اللاتينية.
10- يتغاضى عن التصرفات غير المنضبطة للاعبين
أثناء تجربته في تشيلي وفي العديد من الفرق، كان أسلوب سامباولي في إدارة الفريق يثير الكثير من الجدل. فعلى سبيل المثال، تعرض اللاعب أرتورو فيدال لحادث سير لأنه كان يقود سيارته تحت تأثير الكحول، أثناء منافسات كوبا أميركا 2015.
وقد تصدرت هذه الحادثة عناوين الصحف في تشيلي، لأن المدرب الذي كان يعطي أهمية كبرى لمتوسط ميدان بايرن ميونخ الألماني، اعتبر أن فيدال مهم جداً ضمن تشكيلته، ولا يجب الاستغناء عن خدماته. ولذلك، قرر المدرب غض الطرف وتجاوز الأمر.
وقد تصرف بشكل مماثل مع خورخي فالديفيا، اللاعب الدولي المعروف بكثرة مغامراته وتصرفاته الغريبة. وقد شارك مع تشيلي في نفس الدورة من كوبا أميركا وفي مونديال البرازيل قبل سنة واحدة. وقد أظهر سامباولي الذي كان حريصاً على عدم فقدان خدمات أي من نجومه المهمين، استعدادا للتغاضي عن كل السلوكيات غير الأخلاقية التي يرتكبها اللاعبون في حياتهم الخاصة.
11- رؤية كروية أقرب للطريقة الأوروبية
على الرغم من أنه استلهم أغلب أفكاره من مارسيلو بيلسا، يختلف سامباولي عن قدوته في بعض النقاط. ففي الغالب، يعرف بكونه أكثر براغماتية، حيث يعتبر أن التنظيم والخبرة والبعض من الخبث الكروي تعتبر عوامل مهمة في تقييم جودة اللاعبين.
كما أدخل سامباولي العديد من التكتيكات الجديدة على المدرسة اللاتينية، مثل تخليه عن قاعدة الاعتماد على 3 لاعبين في الهجوم. وفي خضم تجربته مع منتخب تشيلي، كان يفضل الزج بمهاجمين اثنين، ألا وهما أليكسيس سانشيز وفارغاس، وذلك بهدف الحفاظ على توازن الفريق، وهو ما أدى في النهاية لتحقيق التشيلي للقب كوبا أمريكا أمام منتخب الأرجنتين.
12- يحب توظيف الصحافة لصالحه
على عكس مارسيلو بيلسا، يعتبر المدرب الأرجنتيني المنحدر من مدينة كاسيلدا، مولعاً بالظهور الإعلامي، حيث لا يتردد في استخدام الصحافة لتمرير رسائله، سواء كانت موجهة للمسؤولين أو لللاعبين. ولكن الصحافة أيضا يمكن أن تكون مصدر مشاكل. ففي نهاية 2015، أدلى سامباولي بتصريحات مثيرة للجدل للصحافة التشيلية، ووجد نفسه متورطاً في فضيحة كبرى.
فقد وقع تحويل عائدات الصور والبث الخاصة به وبأعضاء آخرين في الإطار الفني، إلى حساب شركة أجنبية موجودة في جزر العذراء البريطانية، حسب ما كشفته حينها صحيفة El Mercurio. كما حصل هذا المدرب على مبلغ ضخم لقاء اضطلاعه بمهمة المستشار لدى معهد كرة القدم في تشيلي. وقد أدت فضيحة تحويل الأموال إلى تشويه صورته في البلاد.
13- مطلوب في أولمبيك مارسيليا
بعد الفترة التي أشرف فيها مارسيلو بيلسا على تسيير فريق مارسيليا الفرنسي بين 2014 و2015، عاد نادي الجنوب الفرنسي لإرسال مبعوثيه من أجل التحاور مع المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي، بعد فوزه بلقب كوبا أميركا مع منتخب تشيلي. لكن هذه المحادثات لم تسفر عن إبرام عقد بين الطرفين، نظرا لأن سامباولي لديه بند تسريحي في عقده يشترط دفع 11 مليون يورو للانتقال لتدريب فريق آخر، وهو مبلغ مشط لم تتمكن إدارة مارسيليا من توفيره.
ومن جديد، عمد رئيس النادي فنسنت لابرين لطرح الموضوع نفسه بعد أشهر قليلة، إثر الاستغناء عن خدمات المدرب الإسباني خوسي ميغيل غونزاليس. وعلى الرغم من التصريحات الصحفية المبشرة التي أدلى بها سامباولي، حيث عبر عن رغبته في تدريب فريق يتسم بالكثير من الحماس مثل مارسيليا، إلا أنه لم يتوصل في النهاية لاتفاق مع إدارة النادي. نتيجة لذلك، اتجه سامباولي لتدريب فريق إشبيلية الإسباني في يونيو/حزيران 2016.
14- أراد التعاقد مع بن عرفة في إشبيلية
كان هذا اللاعب الذي حقق أنجح موسم في مسيرته مع فريق نيس الفرنسي خلال موسم 2015-2016، حيث سجل 17 هدفاً في دوري الدرجة الأولى، محط أنظار العديد من الفرق العالمية التي رغبت في ضم هذه الموهبة التي نشأت في نادي ليون. وقد كان سامباولي منبهراً بالمهارات الفنية التي يتمتع بها اللاعب الدولي الفرنسي بن عرفة (شارك في 15 مباراة دولية وسجل هدفين).
وقد بذل سامباولي جهوداً كبيرةً لإقناع المدير الفني مونشي لجلب اللاعب ذو الأصول التونسية إلى إشبيلية. وفي النهاية، وقع بن عرفة عقداً مع باريس سان جيرمان الفرنسي. وقد كشفت مصادر مطلعة أن بن عرفة كان قاب قوسين أو أدنى للالتحاق بفريق مقاطعة الأندلس، ولكن قبل 10 دقائق من الذهاب لإسبانيا للتوقيع على العقد، دخل في اتصال مع إدارة الفريق الباريسي التي طلبت منه الانتظار قليلاً، وعبرت عن جديتها في التفاوض معه، الأمر الذي تحقق بالفعل.
15- متهم بالاعتداء الجنسي قبل مونديال 2018
تعد هذه الواقعة من أكثر الأحداث إثارة للجدل، التي أثرت بشكل كبير على أجواء المنتخب الأرجنتيني قبل دخوله معترك المونديال في روسيا. فقد انتشرت أخبار على الشبكات الاجتماعية تناقلتها مختلف وسائل الإعلام الأرجنتينية، حول توجيه اتهامات للمدرب سامباولي بارتكاب اعتداء جنسي على إحدى الموظفات في الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم. وقد تقدمت هذه السيدة بشكوى رسمية ضده.
وفي حوار مع مجلة Tyc Sports، عبر رئيس الاتحاد كلاوديو تابيا، عن دعمه للمدرب الذي نفى هذه الاتهامات. وفي هذا الشأن، قال تابيا "أنا أثق بنزاهة سامباولي. تربطني به علاقة قوية، وأنا أعرف أي نوع من الناس هو، هذه أكاذيب، إن هذه الروايات الخبيثة لا وجود لها على أرض الواقع".
ويبدو أن هذه القضية كانت لها علاقة بالبداية المتعثرة للمنتخب الأرجنتيني في المونديال.