اليمين الألماني يستغل “الفضيحة” للنيل من أبناء المهاجرين الأتراك.. أوزيل في “عين العاصفة”، وأرقامه تكذّبهم!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 17:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/28 الساعة 17:37 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group F - Germany vs Sweden - Fisht Stadium, Sochi, Russia - June 23, 2018 Germany's Mesut Ozil during the national anthems before the match REUTERS/Dylan Martinez

وجدت شخصيات بارزة في حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف في خروج المنتخب الألماني من الدور الأول لكأس العالم 2018، فرصةً سانحةً للتهجم على اللاعبين إلكاي غوندوغان ومسعود أوزيل اللذان ينحدران من أصولٍ تركية، وتحميل أوزيل مسؤولية الخسارة أمام كوريا الجنوبية 0-2 الأربعاء 27 يونيو/حزيران.

إلا أن إحصائية تم تداولها على نطاق واسع، كذّبت ادعائات اليمين الألماني، وأظهرت أن نجم آرسنال الإنكليزي كان مكمن الخطورة على مرمى المنتخب الآسيوي.

ويأتي هجوم "البديل لأجل ألمانيا" على أوزيل على خلفية التقاطه  صورةً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفقة زميله إلكاي غوندوغان في أيار/مايو الماضي، كما قدّم اللاعبان اللذان يمثلّان منتخب ألمانيا قميصي نادييهما مانشستر سيتي وآرسنال، ما تسبب بضجةٍ كبيرةٍ في ألمانيا ومطالباتٍ باستبعادهما من المنتخب.

المتحدث الصحافي باسم حزب "البديل لأجل ألمانيا" كرستيان لوت كتب على حسابه في تويتر بعد الإقصاء من كأس العالم، "بإمكان أوزيل أن يكون راضياً. تهانينا أردوغان".

كما انتشرت على نطاق واسع تغريدة لعضو البرلمان الألماني من الحزب المذكور ينس ماير، كتب فيها على صورة أوزيل "هل أنت راض يا رئيسي؟" في إشارة إلى أردوغان، وكتب في التغريدة أن ألمانيا كانت لتفوز لولا أوزيل.

من جانبها، كتبت عضوة برلمان ولاية برلين من حزب "البديل لأجل ألمانيا" جيسيكا بيسمان، على صورة نشرتها عبر حسابها على تويتر "إلى المونديال القادم مع منتخب (حقيقي)"، في إشارة إلى أن اللاعبين من ذوي الأصول المهاجرة ليسوا ألماناً، داعيةً في التغريدة نفسها إلى إخراج المدرب يواخيم لوف وأوزيل وغوندوغان على الأقل من المنتخب.

في المقابل، نالت تغريدة كتبها شخصٌ يدعى اكسترا زيدوين أكثر من ألف إعجاب، بعدما قال إنه ليس من المعجبين بأوزيل وأن هناك أسباب كافية لانتقاده على أدائه الرياضي ليس يوم أمس فقط، إلا أن الكراهية والتحريض المنتشر ضده مفزع، لكنه للأسف صورة تعكس مجتمعنا.

من جانبها، اعتبرت محررة صحيفة Spiegel إيفا هورن، أن الحملة الموجهة ضد أوزيل وصلت حداً لا يصدق، مؤكدة أنها لا تريد أن تكون محله.

لماذا لا يصلح أوزيل لأن يكون كبش فداء؟

ورغم هذا الهجوم غير المسبوق على اللاعب البالغ من العمر 29 عاماً، فإن الأداء الذي قدمه في مباراة كوريا الجنوبية يكذّب كل المزاعم التي تحدثت عن مسؤوليته وحده عن الخسارة.

وانتشرت تغريدة لموقع Squawka الرياضي على نطاق واسع، ذكرت أن أوزيل صنع 7 فرص (تمريرات حاسمة) في المباراة التي خسرها الألمان 0-2، جميعها من لعب مفتوح، مشيرةً إلى أنه أول لاعب في البطولة الحالية يصنع هذا العدد من الفرص في مباراةٍ واحدة.

وانتشرت أيضاً إحصائية لأوزيل على موقع Who Scores تظهر أنه كان ثاني أكثر اللاعبين لمساً وتمريراً للكرة، وكان أهم ممر للكرة في مباراة الأربعاء 27 يونيو/حزيران.

وسخرت الصحفية البارزة في Spiegel ميلاني أمان من سياسي حزب "البديل لأجل ألمانيا" ينس ماير الذي حمل أوزيل مسؤولية الخسارة، وأرفقت صورة لتغريدته مع إحصائيات أوزيل في المباراة ووصفت ماير بـ "إله كرة قدم".

أما موقع مجلة Focus، فكتب أيضاً أنه بعد الكارثة التي حدثت في كازان وخروج أبطال العالم من الدور الأول، كانت ردة الفعل الأولى فيما يتعلق بالملام على أوزيل، إلا أن الأرقام تظهر أنه لا يصلح لأن يكون كبش فداء.

وأشارت إلى انتقادات سابقة للاعبين سابقين في المنتخب لأوزيل كماريو باسلر، مبينةً أنه من الجيد أن الأرقام تبقى حيادية، لذا ترسم صورة مخالفة عن صانع اللعب في المنتخب، وكيف كانت الفرص التي سنحت للمنتخب القليلة، لكن إن وجدت فكان المبادر أوزيل، مذكرة بفرصةً المهاجم تيمو فيرنر في الشوط الأول أو تسديدة توني كروس بعد مرور ساعة أو الكرة المرفوعة الخطيرة التي ارتطمت لسوء الحظ بكتف ماتز هوملز.

وبينت المجلة الألمانية أن الفرص لا تؤخذ بالحسبان، وأن عدم ترجمتها إلى أهداف كان جزءاً كبيراً من المشكلة. وقالت إنه ليس من الواضح فيما إذا كان أوزيل سيعتزل اللعب دولياً بعد 92 مباراة مع المنتخب صنع فيها 40 هدفاً وسجل 23.

وأشادت صحيفة Sueddeutsche Zeitung في مقال بعنوان ""إقصاء رغم وجود أوزيل"، بأداء اللاعب الفائز مع ألمانيا بكأس العالم 2014، والذي عاد إلى إيقاع لعبه المعتاد بعد أن جلس على مقاعد الاحتياط في مباراة السويد، مذكرةً أن ما من أحد صنع فرصاً كفيلة بالخروج بنهاية أخرى لتلك الأمسية مثل أوزيل.

وأشارت الصحيفة إلى إنتقاد ضمني لمانويل نوير لأوزيل عبر تحدثه عن افتقادهم للتمريرات البينية التي لطالما تميزوا به، وكيف رفض المدرب لوف التحدث عن لاعبين بعينهم في المؤتمر الصاحفي بعد المباراة، مشيراً فحسب إلى أن لاعبين آخرين أيضاً لم يظهروا إمكانياتهم المعتادة.

وبينت Sueddeutsche Zeitung أن عدم لعب أوزيل هذه التمريرات بكثرة، يعود إلى عدم تواجد زملائه في مناطق في الملعب تجعل اللعبة خطيرة، مبينة أنه رغم صمت اللاعب حيال ضجة الصور مع الرئيس التركي، فإنه برهن على قدراته في الملعب وقدم جواباً على عشب ملعب كازان.

حملة إعلامية ضد اللاعب الألماني – التركي

تلفزيون Pro Sieben الخاص دعا في تغريدة أوزيل ولاعبين آخرين لاعتزال اللعب الدولي، قبل أن يتم حذف التغريدة وتعتذر القناة بشدة للاعب.

ونشر محرر في موقع "هيسن شاو" نماذج من تغطية صحف Bild و Die Welt و Frankfurter Allgemeine Zeitung على نحو الخصوص لخروج المنتخب، وكيف تم ربط ذلك بأوزيل، مشيراً إلى إحصائياته في المباراة التي تظهر كيف أنه خلق 3 فرص خطيرة للـ "مانشافت".

واستغرب أحد المغردين من منح أوزيل تقييم 6 في موقع Sport1 الرياضي رغم قيامه بـ 7 تمريرات حاسمة، بينها فرصتان خطيرتان للغاية.

واستنكرت لمياء قدور، الباحثة الإسلامية البارزة، نشر موقعي Frankfurter Allgemeine Zeitung و Bild صورة أوزيل مع عناوين كـ "السقوط الألماني".

واعتبر عضو برلمان ولاية برلين سابقاً كريستوفر لاور أن "الحملة" التي شنتها صحيفة Bild اليومية على أوزيل كانت سبباً في خروج المنتخب من الدور الأول، داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق في البرلمان في هذا الخصوص.

وقارن مغرد بين ألمانيا والسويد في هذا المونديال؛ فكتب أن جزءاً من الشعب الألماني أهان أوزيل وغوندوغان عنصرياً، فلم تكن هناك ردة فعل من المنتخب الألماني. وعندما أهان جزء من الشعب السويدي لاعبه جيمي دورماز بعد أن تسبب بخطأ سجل منه الألماني توني كروس هدف الفوز، كانت ردة فعل المنتخب السويدي: FuckRacism.

أوزيل يتشاجر مع مشجع بعد المباراة

وتناقلت وسائل إعلام ألمانية وبريطانية صوراً قالت إنها تظهر أوزيل وهو يدخل في مشادة بعد انتهاء المباراة مع مشجعين للمنتخب في الملعب، بعد أن تعرض للشتائم فيما كان في طريقه إلى مدخل الملعب المؤدي إلى غرفة تبديل الملابس.

وبين موقع Der Westen أنه لم يسكت على الشتائم فاستدار ورد عليها وهو غاضب، وكان معه مدرب حراس المرمى واللاعب الدولي السابق أندرياس كوبكه.

وبين كوبكه أن مشجعاً شتم أوزيل لذا قام بسحب اللاعب من هناك فوراً، وقال للمشجع أن عليه إغلاق فمه، بحسب ما نقلت عنه صحيفة Bild.

مولر: ضجة صورة أردوغان أثرت على المنتخب

واعتبر المهاجم توماس مولر الذي قدم أداء مخيباً جداً في المونديال أيضاً دون أن يسجل أي هدف، أن المواضيع غير الرياضية خارج أرض الملعب، كصور زميليه مع أردوغان، لعبت دوراً في الخروج الكارثي للمنتخب.

وقال إنه عندما تكون بطلاً للعالم تكون تحت مراقبة خاصة، ويتوجب عليك التعامل مع العديد من الأمور، التي ليست لها علاقة بكرة القدم، مبيناً أنه تعرضوا لمضايقات مشتتة للإنتباه من الخارج، والآن خرجوا بهذه النتيجة.


اقرأ أيضاً..

إعلام ألمانيا يبكي "الفضيحة".. واليمين المتطرف يضع اللائمة على أوزيل

المنتخب الألماني يعكس المخاوف المتزايدة من المهاجرين في البلاد.. أوزيل وبواتينغ وغوندوغان مثالاً

توابع زلزال ظهورهما مع أردوغان لم تتوقف.. حزب ألماني يطالب بحرمان مسعود أوزيل وغوندوغان من المشاركة في كأس العالم  

هل خسر الألمان بسبب موقفهم من "التركي" أوزيل؟ هذا ما تقوله أرقامهم أمام المكسيك

بعد صورتهما مع أردوغان.. مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان: لا تشككوا بولائنا لألمانيا!

تحميل المزيد