إعلام ألمانيا يبكي “الفضيحة”.. واليمين المتطرف يضع اللائمة على أوزيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/27 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/27 الساعة 21:22 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group F - South Korea vs Germany - Kazan Arena, Kazan, Russia - June 27, 2018 Germany's Thomas Muller and Mario Gomez look dejected after the match REUTERS/Michael Dalder

عاش الألمان صدمةً تاريخية بعد خروج منتخب بلادهم من الدور الأول لكأس العالم 2018، في مشهدٍ لم يعرفوه منذ 80 عاماً، أي منذ كأس العالم 1938 بالتحديد!

خسارة الـ "مانشافت" أمام كوريا الجنوبية 0-2 في اللقاء الذي جمعهما الأربعاء 27 يونيو/حزيران، وضع حامل اللقب في المركز الأخير للمجموعة السادسة برصيد 3 نقاط، متخلفاً بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية، بينما ذهبت الصدارة إلى السويد صاحبة الـ 6 نقاط، وحلّت المكسيك ثانيةً بفارق الأهداف.

هذا السيناريو غير المتوقع أثار عاصفةً من الانتقادات والاستهجان للأداء المزري للمنتخب الذي من المفترض أن يدافع عن لقبه كبطلٍ للعالم!

القناة الألمانية الثانية انتقدت تجاهل المدرب يواخيم لوف للتحذيرات الإعلامية من الأداء الضعيف خلال المباريات الاستعدادية، متذرعاً بالقول "إن القادم أفضل"، مشيرةً إلى أن لوف لم يحسن التعامل مع أزمة اللاعبين مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان اللذان التقطا صوراً مع الرئيس التركي رجب طيب أرودغان.

وقال حارس المرمى الألماني الدولي السابق اوليفر كان، "إن قميص المنتخب يزن بالنسبة للجميع عدة أطنان، وكأنه حِملٌ وُضع على اللاعبين. لم يكن لدى المرء الشعور بأن هذا الفريق يعيش هذه المشاعر، لا أفهم كيف تم التسامح في مثل هذا الوضع، كيف أدى اللاعبون في المباراة الأخيرة بهذا التراخي والخمول".

كان الذي حقق المركز الثاني مع ألمانيا في كأس العالم 2002 والمركز الثالث في مونديال 2006، قال إن فارق المهارات كان كبيراً لصالح لاعبي ألمانيا في مواجهة كوريا الجنوبية، "ولا يتوجب عليهم أن يقلقوا من جودة اللاعبين لديهم، فالمشكلة لا تكمن في ذلك، وإنما في أن أداء بعض اللاعبين كان أدنى من المتوقع منهم بكثير".

من جانبه، أكد اللاعب الدولي السابق كريستوف كرامر الذي فاز مع الـ "مانشافت" بكأس العالم 2014، أن "جزءاً من الثقة بالنفس في الكرة الألمانية تزعزع اليوم بالفعل بعد الخروج غير المتوقع من الدور الأول، لن أشارك في طرح التساؤلات العبثية المشككة في شخصيات اللاعبين الحاليين، لكن المنتخب الحالي يفتقر للثبات على أرض الملعب. من الواضح أن المنتخب كان يشعر بالخوف من المنافس أياً كانت هويته".

أما قائد المنتخب الألماني السابق مايكل بالاك، فقال عبر حسابه الرسمي على تويتر إن الخروج المبكر ممكن مع فريق سيء دائماً، لكن ليس مع فريق كهذا، داعياً إلى تقييم "أمين" للفريق، متسائلاً أين القيادة والشخصية والعقلية.

"لم نلعب مباراةً مقنعة منذ خريف 2017"

وبدا لاعبون من ذوي الخبرة في المنتخب منتقدين بشدة لأنفسهم، وتحدثوا عن إدراكهم أن أمور المنتخب ليست على ما يرام منذ وقت طويل.

فقال ماتز هوملز إنه من الصعب التعبير عن وضع اللاعبين الحالي بالكلام، "آمنا حتى النهاية بقدرتنا على الفوز، وحاولنا حتى بعد دخول الهدف الأول في مرمانا في تغيير مجرى المباراة بأكملها، لكن لم نتمكن من إيداع الكرة في المرمى. أعتقد أننا امتلكنا ما يكفي من الفرص، لكننا لم نستغلها كما يجب".

وكشأن انتقاده فريقه بعد المباراة الأولى ضد المكسيك من حيث عدم دعمه وزميله جيروم بواتينغ في التغطية، خرج هوملز بتصريح لافت آخر وقال إن آخر مباراة مقنعة لعبوها كانت في خريف العام 2017، وأنه قد مضت فترة طويلة قليلاً مذاك.

من ناحيته، اعترف حارس المرمى مانويل نوير أن المنتخب الألماني لم يكن جاهزاً، ولم يظهر الرغبة في المضي في البطولة، "وحتى لو تمكنا من العبور، كنا سنخرج من الأدوار الإقصائية، في المباراة التالية أو بعدها. لم نكن نستحق العبور، ولم نقنع في أيٍ من المباريات الثلاث. هو أمرٌ مخيبٌ جداً ومرير".

وفيما إذا كان الفور بلقب كأس العالم 2014 أثّر سلباً على أداء الـ "مانشافت"، قال نوير "الكل يعرف كم هو جميل لعب كأس العالم، وكم ينتظر المرء للمشاركة في البطولة، لكنا لم نكن جاهزين لاقتناص فرصة الفوز بهذه البطولة"

من جانبه، قال أوليفر كان إن مشاركة لاعبين سبق وأن حققوا اللقب يؤثر سلباً على الفريق، "فقد عايشت هذا في كأس العالم 1994، حيث كان فريقنا يضم مجموعة كبيرةً من الفائزين بلقب 1990، الأمر الذي تسبب بخروج ألمانيا بعد هزيمة مخجلة أمام بلغاريا في الدور ربع النهائي".

الصحافة تبكي "الفضيحة"

موقع صحيفة Kicker الرياضية البارزة كتب أنه "بعد هذا الفشل الذريع" كل شيء على المحك .. حتى لوف".

وقال مراسل الصحيفة أن الوعود الكبيرة بتتكرار إنجاز البرازيل في القرن الماضي والاحتفاظ باللقب تلاشت، ولم يكن المنتخب يستحق اللعب في الدور ثمن النهائي. سيناريو الخروج لم يكن متوقعاً، لكنه لم يكن مفاجئاً أيضاً، "ظهور المنتخب البطيء أمام كوريا الجنوبية، الذي بدا فيها عاجزاً ومفتقراً للأفكار والقوة، كان بمثابة نهاية مخجلة لحقبة دامت 8 أعوام رائعة".

وبين أوليفر هارتمان أنه من الصعب تخيل أن يقود لوف هذا التحول في المنتخب رغم نجاحه في حصد كأس العالم، وتمديد عقده قبل المونديال الحالي. وتحدث عن أخطاء لوف منها تقييمه ومدير المنتخب أوليفر بيرهوف الخاطىء للغاية لـ "فضيحة" التقاط أوزيل وغوندوغان صور مع الرئيس التركي، عبر ترك القضية تكبر علناً، ثم عدم إخراجهما من الفريق، إلى جانب فشله في دراسة تكتيك خصمهم المكسيك في المباراة الأولى وتغطيتهم على كروس، ثم عدم قيامهم برد فعل طوال شوط كامل.

من جانبه، تحدث موقع Spiegel عن "فضيحة تاريخية"، معتبراً أن الفريق كان متثاقلاً ومفتقراً للأفكار والانتباه داخل الملعب، مشيراً إلى أن أداء لاعبين كشأن أوزيل وزوله وهيكتور جعل الآمال ضئيلة في العبور للدور التالي.

كاترينا مولر-هوهن شتاين، مراسلة القناة الألمانية الثانية، قالت من جانبها إن ما شاهدوه اليوم كان منتخباً مهزوزاً جداً، وتوجب عليهم استخلاص أن شوط واحد في الدور الأول الذي لعبوه ضد السويد لا يكفي للعبور، وأنهم أخطأءوا بالاعتقاد أن هدف توني كروس في الثواني الأخيرة ضد السويد سيكون بمثابة "الشرارة الأولى" للانطلاق في المنافسة، "خدعوا أنفسهم بذلك، ولم يجد المنتخب هذه الشرارة في هذه البطولة البتة، ولم يشعروا البتة أن الثقة بالنفس التي يفترض أن تتواجد على أرض الملعب كانت موجودة بالفعل، وهكذا تم إقصائه بشكل مستحق".

وكان الألمان يأملون بأن يلعب هدف كروس والفوز الصعب دوراً هاماً في المضي قدماً في البطولة، مستذكرين كيف كان فوزهم الصعب في المونديال الماضي ضد الجزائر حافزاً لهم لإكمال المهمة والظفر بالكأس.

موقع صحيفة Bild كتب على صورة لوف مع مدرب كوريا الجنوبية "لوف الخطأ فاز"، في إشارة إلى الشبه بين مدرب كوريا الجنوبية ولوف شكلاً، مشيرة إلى عدم استبعاد المدرب لوف الإستقالة.

ونشر حساب Bild تغريدة تجمع غلاف الصحيفة في العام 2014 لتوني كروس بعد مباراة البرازيل في نصف النهائي التي انتهت 7-1 بعنوان "بدون كلام (تعليق)"، وغلاف عدد الغد الذي يظهر توني كروس بعد الخروج بعنوان "بدون كلام" أيضاً.

وكان جمهور المنتخب المتواجد في ساحة فان مايله الشهيرة في برلين متفقاً على استحقاق الـ "مانشافت" الخروج، لأنه لم يقاتل لأجل الفوز حتى بعد تلقيه لهدف، على حد قول أحدهم.

وفي غمرة الحزن المطبق على المشجعين في ألمانيا تظارف المدون الشهير ساشا لوبو بالقول ربما يجب إجراء انتخابات جديدة، في إشارة ساخرة إلى احتمال انفضاض عقد التحالف الحكومي وفشل قطبي التحالف المسيحي للوصول إلى حل بشأن قضية اللاجئين ما يمكن أن يؤدي إلى تنظيم انتخابات جديدة.

اليمين المتطرف يلوم أوزيل

حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف استغل خسارة المنتخب كالعادة، فكتب ينس ماير عضو الـ "بوندستاغ" على حسابه بتويتر أن الألمان كانوا ليفوزوا لو لم يشارك أوزيل في المباراة.

يذكر أن الحزب كان قد دعا لطرد أوزيل وغوندوغان من المنتخب، ورفضت الزعيمة المشتركة لكتلة الحزب في البرلمان أليس فايدل تأكيد تشجيعها للمنتخب بسبب تواجد اللاعبين المذكورين فيه، على خلفية الصورة التي التقطها اللاعبان مع أردوغان.

هل تتم إقالة لوف؟ أم يستيقل المدرب؟

رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل قال في مقابلة أجريت معه بعد المباراة، إن خيبة الأمل تسيطر عليهم أيضاً، لكنه ليس من مهام رئاسة الاتحاد تحليل لعب المنتخب في هذه البطولة، وإنما المكلف بها المشرفون الرياضيون ومدير المنتخب أوليفر بيرهوف، وإنه يُنتظر منهم تحليلاً دقيقاً وسيتحدثون عنها ويخرجوا بالنتائج الضرورية منها.

وفيما إذا كان سيظل حتى 2022، قال مراسل القناة الألمانية الثانية إن الاعتبارات التي دفعتهم لتمديد عقده قبل مونديال روسيا باقية، ولم يسمع من أحد من أفراد رئاسة الاتحاد أنه يرى الأمر على غير هذا النحو.

وكان لوف قد عبر بعد المباراة عن أسفه حيال الجمهور عن "خيبة الأمل الهائلة"، وتحمله المسؤولية حيال ما جرى، وتحدث عن خروجهم المستحق من الدور الأول.  وقال إنه يحتاج إلى بضع ساعات للنظر في الأمر، ولا يمكنه الرد، عندما تم سؤاله عن مستقبله.

تحميل المزيد