صراع الأفضل بين ميسي ورونالدو.. الأرقام تنتصر للبرتغالي، ولكن!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/24 الساعة 14:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/25 الساعة 07:05 بتوقيت غرينتش

في صيف العام 2016، قاد البرتغالي كزستيانو رونالدو منتخب بلاده للفوز بكأس أوروبا، لتكون البطولة الأولى في مسيرته رفقة منتخب البرتغال. لكن يبدو أن هذا لم يشبع شهية اللاعب المفتوحة؛ فبعدها بأشهر معدودة، في الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا 2017، سجَّل كريستيانو رونالدو 5 أهداف ضد بايرن ميونخ الألماني، في اللقاءين اللذين جمعا الفريقين. ليكمل الأداء الخرافي بـ 3 ضد أتليتيكو مدريد في نصف النهائي. 

وعندما فاز ريال مدريد في النهائي على يوفنتوس الإيطالي بمدينة كارديف الويلزية، لم يكن مفاجئاً أن رونالدو كان له دور أساسي في ذلك الانتصار، حيث أن كل ما فعله هو أن ساهم في حسم مباراة أخرى لصالح الملكي المدريدي.

ويمكن اعتبار كريستيانو رونالدو رجلَ المناسبات الكبرى في السنوات الـ 5 الأخيرة، وفي كأس العالم 2018 في روسيا، استمرَّ في إثبات هذه الفكرة، ما أدى إلى المقارنات التي لا مفرَّ منها مع مُنافسه البارز الأرجنتيني ليونيل ميسي.

بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، فقد ساهم مدرب فريق أتليتيكو مدريد الإسباني، الأرجنتيني دييغو سيميوني، عن غير قصد بهذا الجدل، عندما تسرَّبت رسالة صوتية عبر تطبيق واتساب وجَّهها إلى مُساعِده جيرمان بورغوس في إسبانيا.

وفي تلك الرسالة، قال سيميوني "ميسّي جيد جداً، ولكن حوله لاعبون غير عاديين في برشلونة. فإذا كان عليك الاختيار بين ميسّي ورونالدو لتشكيل فريق عادي.. فمن ستختار إذاً؟".

وفيما يتعلّق باختيار مَن تفضّل ليكون في صفِّك عندما يتعلَّق الأمر بالمباريات الكبرى – التي تمثّل فيها الـ 90 دقيقة أهمّية عُظمى -، فإن الكثيرين قد يقفون في صفِّ كريستيانو.

ونظرة واحدة إلى سجّلات دوري أبطال أوروبا بإمكانها أن تُخبرنا مدى تأثيره في المباريات؛ ففي مراحل المجموعات، سجَّل كلاهما 60 هدفاً، على الرغم من أن نجم برشلونة أحرز هذه الأهداف في 15 مباراة أقل من مُنافِسه البارز.

لكن مع تقدم المنافسة، يتولَّى رونالدو مقاليد الأمور، ففي الأدوار ربع النهائية، سجل اللاعب البرتغالي 23 هدفاً في 20 مباراة، فيما سجل ميسي 10 أهداف في 20 مباراة.

وفي الأدوار نصف النهائية، سجَّل رونالدو 13 هدفاً، مقارنة بـ 4 أهداف لميسّي، وفي النهائيات سجّل الأوّل 4 وسجّل الثاني هدفين.

وعندما تشتعل الأجواء، وتحتدم المنافسة، يصعد رونالدو ليحمل الفريق على كتفيه، بالضبط مثلما فعل في روسيا.

لكل مشجّع لكرة القدم تفضيله الخاص، إلا أن رونالدو وميسّي يحملان آمال أمم بأكملها على عاتقهما، أحدهما تحمّل المسؤولية، والآخر لم يفعل حتى الآن.

بالنسبة للبرتغال، حسم رونالدو البالغ من العمر 33 عاماً مصير مباراتين؛ حيث تمكّن من تحقيق التعادل مع إسبانيا 3-3، كما سجّل هدف الفوز على المغرب، وستكون إيران هي الخصم التالي الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018.

أمّا ميسّي، فقد أظهر أداءً محبطاً في كأس العالم الحالي، ويبدو أن إلقاء الحمل كله على عاتقه من قِبل المدرب والمشجعين واللاعبين قد أثّر عليه سلباً.

ففي تعادل الأرجنتين مع آيسلندا 1-1، ضيّع ميسّي ركلة جزاء كان من شأنها تحويل النقطة الواحدة إلى 3 نقاط، وتسهيل عملية التأهل على المنتخب الأرجنتيني. وفي الهزيمة التي لحقت بهم على يد كرواتيا 0-3، فشل ميسي مجدداً في ترك أي بصمة خلال المباراة.

وبخلاف سيميوني، قدّم عدد من النقاد حول العالم آراءهم التي لن تغيّر شيئاً من الجدل حول الأفضل. وكما يتّضح، رونالدو أيضاً فعل الأمر نفسه.

ففي احتفاله بأول أهدافه ضد إسبانيا، أشار كريستيانو إلى ذقنه (وهي حركة تعني أنه هو الـ"GOAT" أي "Greatest Of All Time" أي أفضل لاعب في التاريخ). ومؤخراً، أطلق رونالدو، حليق الذقن طيلة مسيرته، لحية، ويزعم أن اللحية قد جلبت له حظّاً جيداً، في أعقاب محادثة مع زميله في الفريق ريكاردو كواريسما.

وفي الحقيقة، المسألة مفتوحة على التأويل، فالكثيرون يفضّلون مواهب ميسّي الفريدة التي يبدو أنه وُلِد بها، بينما يحب آخرون الطريقة التي اجتهد بها رونالدو ليصل إلى تلك المهارة البالغة.

وعبر لاعب مانشستر يونايتد والمنتخب الآيرلندي السابق روي كين – الذي يمكن القول إنه منحاز –  عن رأيه هذا الأسبوع، عندما قال "كان هناك جدل كبير حول كريستيانو وميسي، ولكن خلال الأشهر الستة الماضية، أعتقد أن كريستيانو صار في مكانة جديدة".

وأضاف، "رونالدو في مكانه هذا باجتهاده، إنها ليست قدرة طبيعية بقدر ما هي عبقرية منه. إنه عمل شاق للغاية. ورونالدو لديه الكثير من الشجاعة، إنه شجاع وعبقري".

أمّا اللاعب الإنكليزي السابق إيان رايت، فقال: "لقد كنا محظوظين بمشاهدة كل منهما في ذروة قوته، ولكني أعتقد أن رونالدو سيفوز بالمنافسة خلال السنوات المقبلة".

وسيظل جدل "كريستيانو ضد ميسي" قائماً حتّى يتقاعد أحدهما أو كلاهما، ولن يكون أي الطرفين على خطأ في ذلك الجدل. فالأمر يمكن إرجاعه للتفضيل الشخصي.

وكما قال سيميوني، إذا أحطت كلاً منهما بـ 10 لاعبين من النوعية الاحترافية النموذجية، فمن الذي ستراه يقوم بعمل أفضل؟ ميسّي تمتّع بلحظات اعتلاء عرش المنافسة.. ولكن بالحكم على ما رأيناه مُؤخراً، فإن رجل المنافسة الحالي هو رونالدو.

ومازال أمام ليونيل فرصة أخرى لإثبات أنه الأفضل عندما يواجه منتخب الأرجنتين نظيره النيجيري في مباراة "حسم التأهل" إذ يحتاج المنتخب الأرجنتيني للفوز للتأهل وفي حالة التعادل أو الهزيمة سيودع ميسي البطولة بخفيّ حُنين.

تحميل المزيد