أصبح لاعبو كرة القدم أيقونات العصر الحديث، وقد أصبحت إنجازاتهم مواضيع ثرية لتأليف الأساطير عنهم، على غرار تلك التي خلدت أسماء الملوك العظام وكبار العسكريين منذ زمن بعيد.
وبفضل تاريخهم الحافل، فإن أفضل الطرق للتعبير عن الإعجاب بهذه الشخصيات التاريخية تكون من خلال الاستمتاع بالنظر إلى صورهم الكبيرة المرسومة والمعروضة في المتاحف. والآن، شمل هذا الامتياز البعض من أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق وفق ما ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية.
مؤخرا، كُشف النقاب عن معرض جديد أقيم في روسيا، التي تستضيف حاليا كأس العالم لسنة 2018، يعرض أعمالا فنية لكل من دييغو مارادونا وليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ومحمد صلاح ودييغو كوستا، رُسمت على أقمشة مطلية مع إضافة بعض اللمسات الخاصة.
لقد افتتح هذا المشروع الفني بعنوان "مثل الآلهة" في متحف الأكاديمية الروسية للفنون في سانت بطرسبرغ، وهو يعرض أعمال الفنان الإيطالي فابريزيو بيريمبيلي. ويقدم هذا المشروع، الذي افتتح بتاريخ 20 يونيو/ حزيران وسيستمر طوال الفترة المتبقية من كأس العالم، سلسلة تضم 40 لوحة فنية تعرض نجوم ومدربي كرة القدم العالمية في زي تاريخي.
وتجسد هذه اللوحات مشاهير كرة القدم، مثل رونالدو وميسي، من خلال رسمهم وهم يرتدون أزياء عسكرية راقية، وقد كان هذا النمط يعتمد عادة في رسم لوحات الملوك والجنرالات في القرن الثامن عشر. كما أضاف الرسام العديد من اللمسات الخاصة على لوحات اللاعبين الذين تم تصويرهم في الأزياء العسكرية، فكان لدى مارادونا شارة زرقاء وبيضاء، بينما رسم على صورة محمد صلاح شعار المنتخب المصري.
أما رونالدو فرسمت على زيه ميدالية مصممة لتشبه شعار ريال مدريد، بينما حمل السير أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد سابقا، شارة الشياطين الحمر من الحجم الكبيرة على صدره. كما حاول الرسام إضفاء بعض لمساته الخاصة على بعض اللوحات، فمنح كلا من كوستا ويورغن كلوب بعض الأناقة على الشعر والوجه، مع شوارب ملفوفة، وهي عناصر لا نراها في الحقيقة على مظهر هؤلاء المشاهير، (ولكنها ستكون رائعة لو شاهدناها حقا).
كما تم إضافة الألوان الثلاثة للعلم الفرنسي على شعر بول بوغبا، لاعب خط وسط مانشستر يونايتد، في هذه اللوحة الفنية. وإن كان النجم الفرنسي يشتهر بتسريحات شعره الغريبة، إلا أنه لم يختر بعد هذا المظهر الذي يعكس مدى وطنيته، ولكننا سننتظر لنرى ما قد يصنعه مصففوه إذا ما أحرز المنتخب الفرنسي تقدما في كأس العالم.
يبدو أن المعرض يلقى قبولا بين محبي الفن ومشجعي كرة القدم على حد السواء، فقد ارتدى بعضهم البدلات الرسمية أو بعض الملابس ذات الإيحاءات أثناء تجولهم ومشاهدتهم اللوحات، حاملين أكواب مجانية من النبيذ. وقد أظهر آخرون ألوان فريقهم، كما فعلت مجموعة من مشجعي روما، التي عرضت بفخر وشاحاً للفريق أمام لوحة أسطورة النادي فرانشيسكو توتي.
من المؤكد أن هذا المعرض الرائع وغير العادي سيوفر ملجأ مثيراً لمشجعي كرة القدم في سانت بطرسبرغ خلال متابعة بقية مباريات كأس العالم، فهي المدينة التي ستقام فيها عدة مباريات، من أبرزها مباراة نصف النهائي ومباراة المركز الثالث. ومن المتوقع أن يزور لاعبوا منتخب إنجلترا هذا المعرض خلال فترة الاستراحة، لأن قاعدة ريبينو تقع على بعد مسافة قريبة من المدينة، ليكون مصدر إلهام بالنسبة لهم في بطولة هذا الصيف.