لوف يواجه الاختبار الأصعب منذ توليه تدريب ألمانيا.. لقاء السويد “حياة أو موت”!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/20 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/21 الساعة 07:01 بتوقيت غرينتش
Soccer Football - World Cup - Group F - Germany vs Mexico - Luzhniki Stadium, Moscow, Russia - June 17, 2018 Germany coach Joachim Low before the match REUTERS/Carl Recine

لا شك في أنَّ المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف يواجه اختباره الأصعب منذ تولي منصبه قبل 12 عاماً. لم تكن الهزيمة أمام المكسيك مفاجأةً فقط بل أمراً مُقلِقاً بالنسبة للفريق الذي لم يعتد خسارة مبارياتٍ في أية بطولات، وخاصةً أوَّل مبارياته.

ينتظر الألمان الآن ليروا كيف يكون رد فعل لوف قبل مباراة السبت 23 يونيو/حزيران 2018، ضد السويد والتي لابد من الفوز بها.

يقول اللاعب الألماني السابق توماس هيتزلسبيرغر في مقالٍ نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، إن المكسيك هزمت ألمانيا بقوةً وذكاءً.

ولم يبدو اللاعبون الألمان في أفضل حالاتهم الجسدية، بجانب أنَّهم ببساطة لم يستطيعوا مواكبة أسلوب خوان كارلوس أوسوريو من الناحية التكتيكية.

في المقابل، كانت المسكيك ممتازة، إذ علموا أنَّ ألمانيا تحب أن تلعب بمدافعين متموضعين بالقرب من مرماها، فقرَّروا الضغط عليهم في عمق الجانب الألماني، مُستهدفين في ذلك توني كروس خاصةً، وكذلك المدافعين ماتس هوميلس وجيروم بواتينغ.

حاصر لاعبو المكسيك هوميلس عدة مراتٍ لضمان أنَّه لن يستطيع بناء هجمةٍ من الخلف، ما جعل بواتينغ، الذي تُرك وحيداً، الرجل الذي حاول إبقاء الفريق الألماني قوياً، إلَّا أنَّه لا يتحلَّى بنفس دقة ولا بُعد تمريرات هوميلس. وبذلك حدث مراراً أن خسرت ألمانيا حيازتها للكرة وعندما كان ذلك يحدث، كانت المكسيك تنقضّ للتسديد. سجَّلت المكسيك هدفاً واحداً وكان حرياً بهم أن يسجَّلوا أهدافاً أكثر من ذلك.

كان مثيراً للقلق أن ترى الجانب الألماني مكشوفاً مرةً بعد أخرى، وقبل خوض مباراة السويد، يجذبنا التساؤل عمَّا إن كان لوف سيقرِّر أنَّ سبب الفشل في موسكو كان متعلِّقاً بالفريق ذاته وليس تكتيك اللعب، وأنَّ لاعبيه هُم مَن خذلوه وليس العكس.

هيتزلسبيرغر توقَّع أن يُغيِّر لاعباً أو اثنين في تشكيلته مع إحداث تغييراتٍ طفيفة فحسب مِن طريقة اللعب التي ثبُت مسبقاً أنَّها ذات نجاحٍ ساحق. إذ وصلت ألمانيا لنصف النهائي على الأقل في البطولات الـ 5 الكبرى التي خاضتها تحت تدريب لوف، وقد تُوِّجت بطلةً للعالم في 2014.

من المُستَبعَد أن تواجه السويد ألمانياً بنهجٍ كالذي اتبعته المسكيك. لا يُفضِّل الفريق السويدي الضغط على حامل الكرة في موضعٍ قريبٍ من مرمى الفريق الخِصم، ومن المرجَّح أكثر أنَّهم سيلزمون أماكنهم وانتظار فرصةٍ سانحة لشنِّ هجومٍ مضاد. وبذلك تحظى ألمانيا بحيازة الكرة كثيراً وسيكون عليهم ضمان ألَّا يرتكبوا أية أخطاء في تِلك الأثناء.

بعد أن شاهد هيتزلسبيرغر المباراتين الوديتين التي لعبتهما ألمانيا قبل كأس العالم، والتي كان مستواها فيها أقل من المعتاد، شعر بشيءٍ من القناعة بالنتيجة بحسب مقاله في The Guardian. ومع ذلك توقَّع أن يدخل الفريق البطولة في كامل تركيزه وفي أفضل هيئة.

ففي النهاية هذا ما تفعله ألمانيا، إلَّا أنَّ ذلك لم يكن ما حدث هذه المرة. أحاطت الفريق الكثير من الجلبة أثناء استعدادهم لمباريات كأس العالم، وكان محط بعض تلك الجلبة الصورة التي التقطها مسعود أوزيل وإيكاي غوندوغان مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وأصبحت تِلك الصورة، وما زالت إلى الآن، موضع نقاشٍ دائر في ألمانيا.

ومع ذلك، لم تكن الصورة ذات صلةٍ مباشرة بدرجةٍ كبيرة بهزيمة الفريق أمام المكسيك، وفي ذلك على اللاعبين أن يتحمَّلوا نصيبهم من المسؤولية عمَّا حدث، وإذ كانوا قد أثبتوا جدارتهم في الماضي، فإنَّهم الآن بحاجة لإثبات جدارتهم مُجدَّداً في موقفٍ خطير، وغير مريح، واستثنائي، وُضِعت فيه ألمانيا إذ تخلَّفت بعد خسارتها أوَّل مباراةٍ لها في كأس العالم.

البطولة هذا العام مثيرةٌ للاهتمام حتى الآن. وكان أبرز ما فيها مباراة إسبانيا ضد البرتغال، والتي كانت مشاهدتها في حدِّ ذاتها ممتعةً لأقصى حد، كذلك كانت مباراة ألمانيا مع المكسيك، من وجهة نظرٍ محايدة، لقاءً مُمتِعاً، خاصةً في متابعة أسلوب الجانب المكسيك بنظرةٍ تكتيكية. عانت الفرق الكبرى أيضاً، مثلها مثل ألمانيا، لتقدِّم أداءً جيداً ولم يكن المستوى العام لجودة اللعب في أحسن حالاته، خاصةً إن قورن بما اعتدنا رؤيته في دوري أبطال أوروبا.

المشكلة التي قد تواجه طموح ألمانيا هيَ خياراتها الهجومية. ليست ألمانيا قوية في تِلك النقطة، خاصةً بالمقارنة مع باقي الفرق الكبرى. ولعدة سنوات، ركَّزت  على تطوير لاعبين موهوبين فنياً، ما جعل لوف أحياناً يلعب دون مهاجم، أو من وقتٍ لآخر بمهاجمٍ تمويهيّ، مثلما فعلت إسبانيا لفترةٍ من الوقت.

ومع ذلك، فإنَّه لا يوجد شكٌّ بجودة الفريق الألماني، ولا بخبرتهم. حان الآن الوقت كي يتضافر المدرِّب، والطاقم، واللاعبين معاً لإبداء الردّ المناسب لنكسةٍ كبرى. ستكون مباراة السويد اختباراً كبيراً، اختباراً يتحتَّم على ألمانيا اجتيازه بنجاح.

تحميل المزيد