تعالوا نتخيّل: ماذا لو استُخدمت تقنية الفيديو المساعد للحكم منذ كأس العالم 1986؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/19 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/20 الساعة 07:41 بتوقيت غرينتش

لقد كان الهدف الأول لمهاجم المنتخب الإسباني دييغو كوستا، في شباك منتخب البرتغال في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثانية في سوتشي الروسية (التي انتهت بالتعادل 3-3)، تاريخياً لعدة أسباب تتجاوز كونه الهدف الأول للمهاجم الذي رفض تمثيل منتخب البرازيل في كأس العالم 2014.

كان أول هدف في تاريخ البطولة يتم التثبت منه من خلال تقنية "الفيديو المساعد للحكم" التي تعرف اختصاراً بـ VAR؛ وهي تقنية صممت خصيصاً لمراجعة القرارات التي يتخذها الحكم الرئيسي في مباريات كرة القدم.

وقد استخدم الحكم الإيطالي جيانلوكا روكي هذه التقنية للتأكد من أن كوستا لم يرتكب خطأً في حق المدافع البرتغالي بيبي أثناء بناء الهجمة التي سبقت الهدف. وقد قضى الحكم بعدم وجود أي خطأ مرتكب.

وفي المباراة التي انتهت بفوز فرنسا على أستراليا 2-1، سُجل أول هدفين من خلال ضربتي جزاء تم منحهما بعد العودة إلى تقنية VAR أو "الفيديو المساعد للحكم". كما احتسب الهدف الذي حسم الفوز لصالح فرنسا باستخدام تقنية خط المرمى، التي أكدت أن الكرة قد تجاوزت الخط بكامل محيطها.

لكن ماذا لو كانت تقنية "الفيديو المساعد للحكم" حاضرة في النسخ الماضية من كأس العالم؟ هل كانت لتغير التاريخ؟

مباراة الأرجنتين ضد إنكلترا (المكسيك 1986)

في حقيقة الأمر وبكل تأكيد، كان بإمكان هذه التقنية أن تغير نتيجة تلك المباراة، بعد أن تم حسمها من خلال هدف "يد الرب" سيئ الذكر.

وإن كنت من أولئك الذين لم يسمعوا بهذا الهدف من قبل، فقد تمكنت الأرجنتين من الفوز في مباراة الربع النهائي ضد إنكلترا، بعدما استخدم دييغو مارادونا يده اليسرى لتوجيه الكرة نحو مرمى الحارس بيتر شيلتون أمام مرآى ومسمع العالم أجمع.

وفي وقت لاحق، كان مارادونا قد سجل أحد أجمل أهداف كأس العالم على الإطلاق، بعد أن تجاوز 7 لاعبين ليمنح الأرجنتين الأسبقية 2-0، قبل أن يرد غاري لينيكر الفعل ويسجل هدفاً لصالح إنكلترا في الدقيقة 80.

وفي حال تم استخدام تقنية VAR أو "الفيديو المساعد للحكم"، لتبين للحكم على وجه اليقين أن ذلك الهدف لم يكن ليسجل بتسديدة من رأس مارادونا، حيث من غير الممكن أن يقفز أعلى من رَجل يفوقه طولاً بمقدار 20 سنتيمترا تقريباً. وإنما استخدم دييغو يده ليسجل ذلك الهدف التاريخي.

البرازيل ضد هولندا (أميركا 1994)

تعد هذه المباراة إحدى أكثر لقاءات كأس العالم إثارة على الإطلاق. بعد تأخر منتخب هولندا 0-2، سجلهما كل من بيبيتو وروماريو، تضافرت جهود الهولنديين حتى حققوا التعادل بفضل مجهودات دينيس بيركامب وآرون فينتر. لكن ذهبت جهودهم سدىً في الدقيقة 81 بعد ضربة حرة سجلها اللاعب برانكو.

كان بالإمكان تبين أن الركلة الحرة التي منحت للبرازيل ليست صحيحة ولا موجب لها ولو استخدمت تقنية VAR لما تم احتسابها، ذلك أن برانكو كان هو من ارتكب الخطأ في حق مارك أوفرمارس.

وقد كان ذلك القرار حاسماً في تحديد نتيجة مباراة ربع نهائي كأس العالم التي نظمت في الولايات المتحدة الأميركية في 1994. ولولا تلك الركلة الحرة لاحتكم الفريقان للأوقات الإضافية التي كان الهولنديون أكثر استعداداً لها. 

إسبانيا ضد إيطاليا (أميركا 1994)

ما زلنا نتحدث عن كأس العالم ذاتها، ولكن هذه المرة تغير موطن الخلاف. بعد فوز منتخب إسبانيا على حساب إيطاليا بنتيجة 2-1، في مباراة مثيرة للجدل دارت مجرياتها في بوسطن، ألقى المنتخب الإسباني باللوم على الـ "آتزوري". فقد مُنع لويس إنريكي، لاعب منتخب إسبانيا، في الدقائق الأخيرة من المباراة، من التوغل باتجاه المرمى بعد تعرضه لدفع بالمرفق من قبل ماورو تاسوتي الإيطالي.

بالتأكيد لن تكون العقوبة منح الخصم ضربة جزاء فقط، ولكن أيضاً إسناد بطاقة حمراء في وجه المخطئ!

لسوء حظ الإسبان، لم يتابع الحكم المجري، ساندور بوهل ومساعدوه الحادثة. كما فضلوا تجاهل مناشدات إنريكي، على الرغم من الدماء التي كانت تسيل من وجهه.

ومع ذلك، تمت معاقبة تاسوتي ومنعه من المشاركة في 8 مباريات، وحرم من المشاركة في المباراة النهائية أمام البرازيل. ولكن ذلك لم يكن كفيلاً بإطفاء غضب إسبانيا، التي كانت بالفعل خارج المنافسة في ذلك الوقت.

كوريا الجنوبية ضد إسبانيا (اليابان وكوريا الجنوبية 2002)

حرم الحكم المصري جمال الغندور المنتخب الإسباني من هدفين شرعيين لا غبار عليهما. كما تكرر رفع راية التسلل في وجه اللاعبين الإسبان في حين أنهم كانوا في وضع سليم. وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، بعد مرور 120 دقيقة، قبل أن تغادر إسبانيا البطولة بفضل ضربات الترجيح.

في مرحلة موالية ضمن المنافسات، تمكن الكوريون الجنوبيون من الوصول إلى الدور ربع النهائي على خلفية الفوز المثير للجدل أمام إيطاليا. فقد بدت البطاقة الصفراء الثانية، التي رفعت في وجه فرانشيسكو توتي، قاسية جداً.

وبلغت الدولة المضيفة الدور نصف النهائي، لتخسر بشكل مؤلم أمام ألمانيا بنتيجة هدف مقابل لا شيء. لكن هل كانت كوريا لتصل إلى نصف النهائي لو تواجد الـ VAR في البطولة ؟

البرازيل ضد كرواتيا (البرازيل 2014)

في ظل استضافتها لكأس العالم للمرة الثانية، عاشت البرازيل أسوأ كابوس لها في مباراتها الافتتاحية في ساو باولو. فقد تخلفت في النتيجة بعد مرور 10 دقائق من المباراة، نتيجة الهدف الذي سجله مارسيلو في شباك منتخب بلاده. وعلى الرغم من نجاح نيمار في تحقيق التعادل، إلا أن كرواتيا كانت متفوقة وبدت الأجدر بالفوز.

كان ذلك حتى تعثر المهاجم البرازيلي فريد داخل المربع الكرواتي في الدقيقة 70 بعد تلامس عرضي مع ديان لوفرين. وقد منح الحكم الياباني يويتشي نيشيمورا ركلة جزاء لمنتخب البرازيل أسكنها نيمار شباك المرمى، ليمنح منتخب بلاده التفوق بهدفين مقابل هدف واحد. ولكن في حال استخدمت تقنية VAR، لما منحت ضربة الجزاء المشبوهة تلك.

عقب ذلك، سجل أوسكار هدفاً في الدقيقة 91، ليدخل السعادة على البرازيليين، ويجنب أصحاب الأرض الشعور بالإحراج، على الأقل حتى الدور نصف النهائي.

ما تقوم به تقنية الـ VAR خلال بطولة كأس العالم 2018 ليس أنها تفرض العدالة الكاملة، لكنها تقوم بتقليل حجم الأخطاء التي يقع فيها العنصر البشري مما يقلل حجم التغيرات التي قد تحدث خلال المباراة نتيجة لهذه الأخطاء. وبالتأكيد فإن نتائج الكثير من البطولات وليس كأس العالم فقط كانت لتتغير وجهتها إن كان الـ VAR موجوداً. 

تحميل المزيد