وقف العالم كُله في ذهولٍ وهو يتابع احتفال لاعبي منتخب آيسلندا ومشجعيه، بالانتصار التاريخي على منتخب إنكلترا في الدور الثاني من كأس أوروبا 2016، واجتمعوا معاً لأداء الصحية الشهيرة المزلزلة التي باتت تعرف باسم Huh.
كثيرون ربطوا هذه الاحتفالية الغريبة وصيحاتها المزلزلة، بتاريخ حروب الفايكنغ القديمة، لكن في الحقيقة، فإن جذورها تعود إلى التقاليد الاحتفالية الاسكتلندية؛ وهي مستوحاة من مشجعي نادي ماذرويل.
تثير صيحة المنتخب – التي تشبه أصوات عمال آيسلنديين يبنون سفينةً ضخمة لخوض غمار حرب من حروب الفايكنغ -، حماس الفريق ورهبة خصومه، سيما في اللحظة التي يتزامن فيها التصفيق مع صياح الجماهير Huh بصوتٍ مرتفع تقشعر له الأبدان.
بيد أنَّ صحيفة Morgunblaðið الآيسلندية، نفت أي صلة بين تلك الصيحة وأصول الفايكنغ للبلد الاسكندنافي؛ وقالت إنها "مستوردة" من الدوري الممتاز الاسكتلندي.
صحيفة The Irish Time الآيرلندية نقلت عن Morgunblaðið، أنَّه في العام 2014، خاض فريق ستيارنان الآيسلندي مسيرةً خيالية للتأهل إلى الدوري الأوروبي، انتهت بالهزيمة في التصفيات أمام إنتر ميلان الإيطالي.
وفي أثناء تلك المسيرة، التقى ستيارنان بفريق ماذرويل، وهزمه 5-4. وفي أثناء مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 2-2 على ملعب "فير بارك"، شاهد الآيسلنديون لأول مرة تلك الصيحة التي لا يملك المرء إلا أن يهابها ويقع أسيراً لجمالها في آن واحد.
انبهرت رابطة مشجعي الفريق، المعروفة باسم Silver Spoons أو الملاعق الفضية (ربما لأنهم من الجانب الثري لمدينة غارذاباير) بالصيحة، وعادوا بها إلى أرض الوطن، ومن ثمَّ قدموها إلى رابطة مشجعي المنتخب الوطني لاستخدامها في حملة التأهل لبطولة كأس أوروبا 2016.
ومنذ ذلك الحين، واجهت آيسلندا منتخبات هولندا وتركيا والتشيك والبرتغال وإنكلترا، لتصل إلى دور الثمانية في كأس أوروبا 2016، لتكون بذلك أصغر دولة في التاريخ تشارك في منافسة كبيرةٍ كهذه – يقدر عدد سكان آيسلندا بنحو 330 ألف نسمة -.
هذه الاحتفالية تحولت إلى ما يشبه علامةً مسجلة للمنتخب الآيسلندي وجماهيره، فقد شارك بها لاعبو المنتخب جماهيرهم بعد ضمان التأهل إلى كأس العالم 2018، لأول مرة في تاريخ الدولة الصغيرة.
وفي روسيا أيضاً، يُظهر الفيديو أدناه كيف يتدرب مشجعو الفريق على الاحتفالية قبل المواجهة التي جمعت منتخبهم بالأرجنتين ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الرابعة.