تنظر بلجيكا لأبعد من مباراتها الاولى في نهائيات كأس العالم أمام بنما – التي تشارك لأول مرة في البطولة -، لكنها تحتاج لانتصار كبير لتهدئة أعصاب جماهيرها وبناء فارق كبير في الأهداف في ظل سعي "الجيل الذهبي" في نهاية المطاف لتقديم أداء مميز.
وكانت المخاوف بشأن الإصابة والتي لحقت بالعناصر الدفاعية، وخاصةً القائد المخضرم فينسن كومباني وتوماس فرمالين لاعب برشلونة، قد خفت بينما أعاد المدرب روبرتو مارتينيز المدافع البديل لوران سيمان إلى بلاده.
وعلى أي حال، فإن الحاجة لهذا الثنائي ستكون أمام تونس وإنكلترا في المجموعة السابعة، أكثر من بنما. وربما يشارك ديدريك بوياتا لاعب سيلتيك بديلاً لكومباني الذي سيحصل على راحة لكي يتعافى من إصابته في أعلى الفخذ.
وبعد أن خاض الفريق مشوار تصفيات كأس العالم دون خسارة تحت قيادة مارتينيز، الذي تم التعاقد معه عقب خروج بلجيكا من دور الثمانية في بطولة أوروبا 2016، بدا ان المدرب الإسباني جلب معه أسلوب القيادة الفردية الذي اعتاد تطبيقه في ايفرتون وويغان في إنكلترا، ليصهر مجموعة من المواهب التي تلعب في الدوري الإنكليزي الممتاز في قالب واحد، يحيط بكيفن دي بروين وإيدن هازارد صانع لعب تشيلسي ليشكل فريقاً حقيقياً.
وعلى الرغم من ثورة الجماهير بشأن قراره باستبعاد راديا ناينغولان لاعب روما، ألهم مارتينيز 11 مليون بلجيكي للاعتقاد بأن فريقهم يمكنه التفوق على ما حققته التشكيلة التي بلغت الدور قبل النهائي لنسخة 1986.
ويجسد مستوى توماس مونييه جناح باريس سان جيرمان، خلال مسيرة واثقة من المباريات الاستعدادية، حالة من نكران الذات في الهجوم والدفاع والتي يقول الكثير من اللاعبين إنها ظهرت مع مارتينيز.
وقال مونييه، "يرغب مارتينيز في استعادة ما افتقدناه في بطولة اوروبا الماضية".
وبالنسبة لهازارد (27 عاماً)، الذي يقارن مارتينيز بينه وبين ليونيل ميسي وهو في قمة مستواه، فإن الـ 4 سنوات التي مرت منذ الخسارة أمام الارجنتين 1-0 في دور الثمانية في كأس العالم الأخيرة شهدت نضجاً كبيراً لبلجيكا، "فقد أصبحنا أكثر خبرة عن ما كان عليه الحال قبل 4 سنوات. كان أمامنا مباراة واحدة ونبلغ النهائي".
وبالنسبة للاعبين من أمثال كومباني قائد مانشستر سيتي والذي يبلغ من العمر 32 عاماً، "فإن الوقت قد حان الآن وإلا فإننا لن نفعلها للأبد" إذا ما أرادت بلجيكا أن تقطع خطوة أبعد من جارتها ومنافستها هولندا، التي بلغت نهائي كأس العالم 3 مرات، وتصبح أصغر بلد يحرز لقب كأس العالم حتى الآن منذ فعلتها أوروغواي في 1950.
ومن الناحية النظرية، ستشكل بنما قليلاً من التهديد في سوتشي لفريق سيلعب بثلاثة مدافعين على الأرجح مع وجود هازارد ودريس ميرتنز خلف روميلو لوكاكو مهاجم مانشستر يونايتد. ويؤكد توبي ألدرفيريلد مدافع بلجيكا ان الفشل في الفوز يعني حدوث "أزمة".
وبعد أن تأهلت بصعوبة لأول نهائيات تحت قيادة المدرب الكولومبي هرنان داريو غوميز، فإن بنما خسرت 6-0 أمام سويسرا في مباراة استعدادية قبل انطلاق البطولة، بينما تغلبت بلجيكا على منتخب أكثر شهرة من أميركا الوسطى وهو كوستاريكا 4-1 قبل السفر إلى روسيا.
وبالنسبة لغوميز، فإن لاعبي بنما – وأغلبهم يلعب في الولايات المتحدة -، يرغب في تجنب خيبة الأمل "وألا يكونوا أضحوكة كأس العالم".