تجرعت ألمانيا – حاملة اللقب – هزيمةً مفاجئةً في مستهل مشوارها بكأس العالم 2018، بعدما لعبت المكسيك بشجاعة لتفوز 1-0 في اللقاء الذي جمع المنتخبين الأحد 19 يونيو/حزيران ضمن منافسات المجموعة السادسة.
وظهرت تساؤلات حول الأداء الذي قدمته بطلة العالم في التصفيات بعد المستوى السيء في المباريات الودية استعدادا للبطولة، لكن الخبرة والسجل كان في صالحها إذ انتصرت في كل المباريات الأولى في البطولات الكبرى منذ تولي يواخيم لوف المسؤولية في 2010.
لكن فريق المدرب خوان كارلوس اوسوريو، كان له رأي آخر بالصمود أمام خط وسط حاملة اللقب المخيف الذي عابه البطء، وعمل على العثور على مساحات في الدفاع سعيا لإنهاء 33 عاماً دون انتصار ضد ألمانيا.
وبعد إهدار العديد من الفرص في الشوط الأول، جاء هدف هيرفينغ لوزانو كمكافأة في الدقيقة 35.
فبعدما فقد ماتس هوملز الكرة في وسط ملعب المكسيك، انطلق خافيير هرنانديز وتفوق في سباق سرعة على جيروم بواتنغ وبتمريرة لم تكن مثالية إلى لوزانو سيطر الأخير على الكرة وراوغ مسعود اوزيل، وحافظ على الكرة بعد محاولة من توني كروس ليهز شباك مانويل نوير.
على الجانب الآخر، أبعد غويرمو اوتشوا تسديدة كروس من ركلة حرة إلى العارضة بعد ذلك بعدة دقائق، وكانت أفضل فرصة لألمانيا في المباراة التي استحوذت فيها على الكرة بنسبة 60% لكن دون فائدة.
وقال أوسوريو، "شعارنا كان اللعب رغبة في الفوز وعدم الخوف من الهزيمة".
من جانبه، قال هوملز إنه تُرك مع بواتنغ وحدهما في الدفاع للتغطية على مساحة كبيرة، وأن الفريق لم يتعلم من الهزيمة أمام النمسا في مباراة ودية، مشيراً إلى أن "المكسيك استحقت الفوز. لو واصلنا بهذه الطريقة سأشعر بالقلق، لكني أتوقع أن نتحسن".
وضغطت ألمانيا في الشوط الثاني، لكنها فشلت في الوصول للمرمى، وعزز اوسوريو من صمود دفاعه بعدما أخرج لوزانو قبل ربع ساعة من النهاية وأشرك المخضرم رفائيل ماركيز البالغ عمره 39 عاماً، ليصبح ثالث لاعب يشارك في 5 نسخ لكأس العالم.
وأشرك لوف اللاعب ماركو رويس بدلاً من سامي خضيرة، وقبل 10 دقائق من النهاية، أخرج الظهير الأيسر مارفين بلاتنهارت من أجل إشراك مهاجم آخر هو ماريو غوميز لمساندة تيمو فيرنر الذي فشل في ترك بصمته في هجوم ألمانيا.
وكان عدد جماهير المكسيك هو الأكبر من بين 80 ألفاً بمعلب "لوجنيكي"و وتركت ألمانيا مساحات أكبر في الدفاع وفشل هرنانديز عدة مرات في التمريرة الأخيرة، وهو ما سيطمئن المنافسين الآخرين أن المكسيك لن تكون بديلةً لألمانيا كمرشحة لصدارة المجموعة.
وكاد الشاب يوليان برانت أن ينقذ لوف بعدما شارك بدلاً من فيرنر في الدقائق الأخيرة، عندما سدد بجوار القائم الأيمن لاوتشوا وتقدم الحارس نوير للهجوم، لكن ذلك لم يحدث.
ويمكن أن تحلم المكسيك بنتيجة أفضل من سجلها القياسي ببلوغ دور الـ 16 في آخر 6 نسخ لكأس العالم، وربما التطور والتأهل لدور الثمانية الذي بلغته لآخر مرة في 1986.
وقال لوزانو صاحب الهدف، "إنه الفريق الأفضل في العالم" ووصف هدفه بأنه "أفضل هدف في حياتي".
وتلعب ألمانيا ضد السويد وكوريا الجنوبية، ويمكنها التأهل عن المجموعة السادسة لكن سمعتها لن تكون كما هي.
وقال كروس، "الآن نحن تحت ضغط. يجب الحصول على 6 نقاط من المباراتين المقبلتين. لم نقدم أداءً جيداً. حصلنا على فرص لكننا لم نسجل".
وهذه هي الهزيمة الأولى التي تتعرض لها ألمانيا في كأس العالم، منذ سقوطها 0-1 أمام إسبانيا في نصف نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.