حان وقت كأس العالم من جديد، الوقت الذي يصبح فيه البعض خبراءً بين عشية وضحاها في موضوعٍ سيفرض نفسه على كل المحادثات لمدة شهر.
فإذا كنت من متابعي البطولة الجدد، أو حتى لست متابعاً نهماً لكواليس كرة القدم، إليك دورةٍ مكثفةٍ عن قصات الشعر المجنونة وصديقات النجوم وكرة القدم الحقيقية في بطولة كأس العالم المقبلة، والتي انطلقت في روسيا يوم 14 يونيو/حزيران 2018.
الصحفي الأميركي البريطاني الأصل روجر بينيت قدم من خلال صحيفة The New York Times الأميركية، دليلاً موجزاً عن الإثارة التي ينتظرها الجمهور في موسكو والعالم.
من أبرز التوقعات إلى الأطقم الرسمية الملفتة مروراً أكثر اللاعبين جاذبية في بطولة هذا العام، إليك جولة عن استعراضات المونديال، وفقاً لرأيه.
كأس العالم هو البطولة الأهم لبزوغ نجم عالمي جديد.. من هو المرشح الأوفر حظاً في بطولة هذا العام؟
النجم الأبرز على الساحة هو المصري الشاب محمد صلاح، الذي يلعب بحماسٍ كبيرٍ. اُختير مهاجم ليفربول أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لهذا العام، كما أن إظهاره لعقيدته الإسلامية علناً أثناء المباريات تجاوز سجوده شكراً لله في الملعب؛ إذ أصبح صلاح رمزاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحائط صد ضد الإسلاموفوبيا المتصاعدة في أوروبا، وتترقب القارة الإفريقية بأكملها عودته من الإصابة بخلعٍ في الكتف؛ لأنهم سيحتاجون إلى الرجل الذي ألفت له جماهير ليفربول النشيد التالي احتفاءً بكل هدف يُحرزه: "إذا كان (صلاح) جيداً بما يكفي لك، فإنه جيد كفايةً لي، وإذا سجل بضعة أهداف إضافية، سأصبح مسلماً أيضاً".
استفاد لاعبون مثل ديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو من مشاركتهم في كأس العالم لإثبات أنفسهم كأكثر نجوم الكرة جاذبية وإثارة. من هو النجم الأكثر إثارة في بطولة هذا العام؟
هناك رونالدو واحد فقط، وهو لاعب موهوب للغاية، لكنه لا يزال مهووساً بنفسه لدرجة أنَّ إحرازه للأهداف يبدو فقط أنَّه يهدف إلى تمكينه من خلع قميصه وإظهار عضلاته للعالم. لاعب آخر مهووس بنفسه هو أنطوان غريزمان، وهو مهاجم فرنسي يلفت الأنظار بملابسه الأنيقة واحتفائه بالأهداف الذي يحاكي رقصات مطرب الراب الكندي دريك، ناهيك عن إطلالاته الجذابة التي تتراوح بين تلك "الناعمة" إلى "الشعر الأشقر المصبوغ والمفرود على شاكلة جاستين بيبر".
يُعتبر كأس العالم بمثابة عرض أزياء رائع، حتى بالنسبة للمشاهدين الذين لديهم اهتمام متوسط بكرة القدم. ما هي المنتخبات التي ستظهر بأفضل الأطقم الرسمية في البطولة؟
تُعد أطقم المنتخبات الرسمية لكأس العالم من أكثر اللوحات الإعلانية ربحيةً في جميع الرياضات. وذكرت شركة أديداس الألمانية أنَّ مبيعات قميص المنتخب الألماني حققَّت رقماً قياسياً في أرباح مبيعات مستلزمات كرة القدم لديها بوصولها إلى 2.7 مليار دولار أميركي بعد فوز ألمانيا بكأس العالم 2014.
وفي بطولة هذا العام تبرز ثلاثة قمصان رسمية، إذ يظهر منتخب بيرو بقميص أبيض مرسوم عليه وشاح أحمر مائل على الصدر، وهي خدعة يعرفها جميع مصممي الأزياء تمنح مظهراً أكثر طولاً ونحافةً للاعبين. ولم يكن القميص الأساسي لنيجيريا ذو الخطوط المتعرجة، الذي أصبح حديث العالم بعد أن بيعت منه أكثر من 3 ملايين قطعة قبل انطلاق البطولة، ليبدو غريباً إذا ظهر في بداية تسعينيات القرن الماضي.
ثم يأتي الدور على قميص المنتخب الياباني، الذي يحاكي تقنية التطريز التقليدية ساشيكو ويعكس قول الشاعر الروماني هوراس "هي شعرٌ دون كلمات".
قصات الشعر جزء من المتعة دائماً أيضاً. من هو النجم صاحب أفضل قصة شعر هذا العام؟
إنَّه النجم الحالي هو الفرنسي بول بوغبا، الذي يستخدم شعره للتعبير عن حالته المزاجية وينفذ قصة شعر جديدة ويصبغه بلون جديد في كل مباراة ليضمن حصوله على المزيد من الإعجابات على شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من اهتمامه بإحراز وصناعة الأهداف في الملعب. ومع ذلك، أؤمن بشدة بأن هناك ستة أنواع فقط من قصات الشعر المرتبطة بكرة القدم، وقد ابتكرها كلها بالفعل النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام.
فشلت عدة منتخبات بارزة في التأهل إلى البطولة. من هم أبرز الغائبين؟
يعد منتخب تشيلي من أبرز الغائبين عن البطولة، ومعه العدد الهائل من وشوم الرقبة المبتكرة التي يتميز بها لاعبوه عن كأس العالم. كذلك لا يمكن تعويض غياب المنتخب الهولندي، بقمصانه البرتقالية الرائعة، عن كأس العالم. وفوق كل شيء، إيطاليا؛ فكأس العالم دونها مثل البرنامج الشهير "ذي أوفيس" بعد رحيل بطله الممثل الأميركي ستيف كاريل عنه.
ما هي المنتخبات القوية التي ستخيب آمال جماهيرها على الأرجح؟
تزخر الأرجنتين بأفضل المواهب العالمية، في ظل وجود نجم نادي برشلونة ليونيل ميسي الذي يمثل جوهرة التاج في منتخب بلاده؛ فلمساته الساحرة وسرعته الخارقة تجعله أحد أفضل من لعب كرة القدم على الإطلاق. ميسي هو أكبر نقاط قوة المنتخب الأرجنتيني، لكن الاعتماد الزائد على ميسي هو أكبر نقاط ضعفهم في الوقت نفسه.
يعتمد أكبر لاعبي المنتخب الأرجنتيني على ليونيل مثلما يبحث لاعبو فريق كليفلاند كافالييرز الأميركي لكرة السلة عن الراحة في ظِل نجم الفريق ليبرون جيمس. ولا عجب أن تكون البطولات الثلاث الأخيرة للأرجنتين قد انتهت بخيبة أمل لميسي.
هل سيتجنب المنتخب الإنكليزي خزي الإخفاق في بطولة هذا العام؟
إنَّها إنكلترا مجدداً. فهم يصلون إلى كأس العالم كل أربع سنوات آملين في تحقيق المجد، فقط ليتعرضوا لإخفاقٍ جديٍد. في هذه المرة حاولوا خلط الأشياء سوياً؛ فضمت تشكيلة المنتخب لاعبين بأعمار مراهقة ويشاركون في البطولة بأفكار ثورية مثل التحرر من ضغوطات المنافسة واللعب من أجل المتعة.
وتتمثَّل المشكلة في أنَّ الشيء الوحيد الذي تظل إنكلترا متميزة فيه هو الصحف التي تعيش على التنفيس عن غضبها والبحث عن كبش فداء. ونتيجة لذلك، فمن المؤكد أن لاعبي المنتخب الإنكليزي سيؤدون بخوف.
تنتاب الشجاعة والحماسة اللاعبين الأوروغوايانيين أو المصريين عندما يرتدون قمصان منتخبيهما، بينما يتقهقر لاعبو إنكلترا، كما لو كانت تلك القمصان مصنوعة من الحديد.
ما هو المنتخب الذي يملك التشكيلة الأبرز في بطولة هذا العام؟
بلجيكا، أرض العجائب وموطن العقول الرائدة مثل أدولف ساكس، مخترع الساكسفون. وبطريقةٍ ما، أنجبت هذه الأمة المكونة من 11 مليون نسمة جيلاً ذهبياً من أفضل المواهب في كرة القدم. يضم المنتخب البلجيكي مجموعة من أهم نجوم الدوري الإنكليزي، وإذ تمكنوا من الاستفادة من أسلحتهم المتعددة، قد يحققوا الانتصار الأبرز لبلجيكا.
أي منتخب هو الأكثر مللاً؟
ألمانيا؛ يُعَّد المنتخب الذي يدافع عن لقبه مملاً فقط لأنَّه يسلب كرة القدم سر جمالها، ألا وهو عدم القدرة على التنبؤ بنتائجها. عندما يهبط الألمان إلى أرض الملعب، يكونوا قاسين وثابتين ويحققون المجد دائماً، مثل الممثلة الأميركية ميريل ستريب في الأوسكار.
في السنوات الماضية، بدا أن المغنية البريطانية السابقة فيكتوريا بيكهام تحظى بالقدر ذاته من الاهتمام مثل زوجها. هل ينبغي لنا متابعة أي من زوجات أو صديقات اللاعبين أثناء جلوسهن في المدرجات خلال بطولة هذا العام؟
سيصل لاعبو المنتخب الإنكليزي إلى روسيا رفقة مجموعة من نجمات تلفزيون الواقع وعارضات الأزياء، ولكن من حيث قدر النجومية؛ فهن لا شيء مقارنة بصديقة المدافع الإسباني جيرارد بيكيه ونجمة الغناء الكولومبية، شاكيرا. في الواقع، كان كأس العالم سبباً في ارتباطهما بعد أن ظهر بيكيه في فيديو الأغنية الرسمية لكأس العالم 2010 التي غنتها شاكيرا وحملت اسم "واكا واكا".
أي منتخب يمكن أن يكون الحصان الأسود في البطولة؟
تُمثل آيسلندا قصة رائعة. تُعد هذه الدولة، ذات الـ 335 ألف نسمة فقط، أصغر دولة على الإطلاق تتأهل إلى البطولة. وكان مدربهم طبيب أسنان غير متفرغ حتى العام الماضي، لكن لاعبي المنتخب يعتقدون حقاً أنَّ دماء محاربي الفايكنغ تسري في عروقهم.
ثم يأتي دور روسيا – وهي ليست أول دولة مؤهلة لاستضافة البطولة تُبادر إلى الذهن عندما تفكر في كأس العالم. هل ستستفيد الدولة المضيفة من ميزة تنظيم البطولة؟
يُقام كأس العالم في دولة استبدادية، نسخة روسيا في عهد فلاديمير بوتين. وهذا ليس بجديد على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي استخدم بطولات كأس العالم السابقة لتحقيق انتصارات دعائية لنظام موسوليني الفاشي عام 1934، فاز وقتها المنتخب الإيطالي باللقب، وفي فترة حكم العسكر في الأرجنتين عام 1978، فاز المنتخب الأرجنتيني أيضاً. لكن المنتخب الروسي سيئ للغاية؛ وبالتالي سيقضي فوزه باللقب على ما تبقى من مصداقية الفيفا، وفق تعبير بينيت.