التقطا صوراً مع أردوغان فطلبت ميركل لقاءهما.. هذه مبررات لاعبَي المنتخب الألماني أوزيل وغوندوغان لما قاما به

عقدت ميركل لقاء مع اللاعبَين أوزيل غوندوغان أرادت خلاله أن تسمع منهما كيف حدث وتم التقاط صور لهما مع أردوغان

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/13 الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/14 الساعة 06:23 بتوقيت غرينتش

عقدت المستشارة ميركل لقاء خاصاً مع اللاعبَين مسعود أوزيل وإلكاي غوندوغان، الألمانيين من أصول تركية، على هامش زيارتها للاعبي المنتخب الألماني مطلع شهر يونيو/حزيران 2018، أرادت خلاله أن تسمع منهما شخصياً كيف حدث وتم التقاط صور لهما مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن، منتصف شهر مايو/أيار 2018، الأمر الذي تسبب في ضجة كبيرة واستياء مسؤولين رياضيين وسياسيين، قبل أن يحاولوا تهدئة الجمهور ودعوته لمساندة اللاعبين في كأس العالم.

وذكرت مجلة "شبورت بيلد" أنه بعد المقابلة معهما في معسكر المنتخب الذي أقيم في جنوب تيرول بإيطاليا، يُعتقد أن ميركل أبدت تفهماً للوضع الصعب الذي يعيشه اللاعبون.

وقال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، عندما سألته المجلة عن اللقاء الخاص مع اللاعبين ومضمونه، إنه كشأن كل اللقاءات التي تعقدها المستشارة مع المنتخب تبقى المحادثات سرية.

تشكيك في وطنيتهما

الصور أثارت جدلاً كبيراً باعتبارها دلالة على عدم الولاء لألمانيا، التي يلعبان لمنتخبها الوطني ولا يحملان سوى جواز السفر الألماني، لا سيما أن غوندوغان كان قد كتب على قميص مانشستر سيتي الذي أهداه لأردوغان، إلى "رئيسي الموقر".

ميركل بدت يوم الأحد 10 يونيو/حزيران 2018، وهي تدعم اللاعبين وتدافع عنهما، في مقابلة تلفزيونية ببرنامج حواري شهير، وقالت إنهما لم يدركا ما سيتسبب فيه التقاط هذه الصور، مشيرة إلى أنها مقتنعة بأنهما لم يريدا تخييب آمال الجماهير الألمانية بأي شكل من الأشكال، وطالبت بمساندتها؛ لأن المنتخب بحاجة للجميع لتقديم أداء جيد، مشيرة إلى أنها ستكون سعيدة لو تم التصفيق لهما.

ميركل أضافت أنها تأثرت حينما غرَّد غوندوغان على حسابه بموقع تويتر بعد المباراة التي صفرت الجماهير ضده فيها، بأنه يسرُّه اللعب لألمانيا، رغم أنها كانت قد عبرت عن استيائها من التقاط الصور منتصف الشهر الماضي (مايو/أيار 2018).

اللاعبان يوضحان موقفيهما

وبعد الانتقادات الكبيرة، قطع اللاعبان إجازتهما وجاءا لبرلين، حيث التقيا مسؤولي المنتخب والاتحاد الألماني لكرة القدم، قبل أن يلتقيا الرئيس فرانك فالتر شتاينماير أيضاً.

الرئيس اعتبر أن اللاعبَين أرادا محو سوء الفهم الذي أحدثته الصور، ونقل عنهما تأكيدها أنهما وُلدا في ألمانيا ويعتبرانها موطناً لهما.

Ilkay Gündogan und Mesut Özil haben den Wunsch geäußert, mich zu besuchen. Beiden war es wichtig, entstandene…

Posted by Bundespräsident Frank-Walter Steinmeier on Saturday, May 19, 2018

وكان غوندوغان قد تعرَّض في المباراة الاستعدادية الأخيرة ضد السعودية في 8 من الشهر الحالي (يونيو/حزيران 2018) لصافرات الجماهير كلما وصلت إليه الكرة عندما تم ارتكاب خطأ ضده.

وظهر المدرب يواخيم لوف في لقطات تلفزيونية وهو يدعو الجمهور في مدينة ليفركوزن للتصفيق لغوندوغان عندما كان على وشك دخول الملعب بديلاً، لكن دون جدوى.

وقال لوف بعد المباراة، إن هذا الصفير لن يساعد أحداً، متسائلاً عما ينبغي لغوندوغان فعله، "حسناً، لقد التقط الصور ثم قال إن ذلك لم يكن بياناً سياسياً. ثم واجه الصحافة في هذا الأسبوع (..)، وقال إنه يحب القيم الألمانية ويشعر بالارتياح هنا وإنه كبر هنا، عائلته هنا وأصدقاؤه هنا"، داعياً إلى إنهاء هذا الموضوع.

وعن الأثر الذي تركه الأمر على اللاعبين، أكد لوف أن الأمر شغل بالطبع اللاعبين، لكن يجب النظر إلى الأمام، وحذر من أن التصفير ضدهما لا يضر باللاعبين فقط؛ بل أصبح مشكلة للمنتخب بأجمعه.

زملاء يدافعون وآخر يدعو لطردهما

وعبر المهاجم ماريو غوميز، الموجود ضمن بعثة المنتخب في روسيا، عن دعمه لزميليه بعد مباراة السعودية الودية، داعياً المشجعين إلى التفكير برغبة المنتخب في إحراز اللقب، وأنه لتحقيق ذلك هم بحاجة إلى غوندوغان وأوزيل.

وبيَّن أنه لا ينبغي مواصلة محاولة التفريق؛ بل بناء جسر لكي يستطيعوا الذهاب بتفكير آخر للمونديال.

واعتبر الكابتن مانويل نوير أن هذه الصافرات تضر المنتخب، معتبراً أن التصفير ضد اللاعب ليس بالأمر الجميل.

ومن جانبه، عبر اللاعب الألماني السابق شتيفان أيفنبرغ عن تأييده طرد اللاعبَين أوزيل وغوندوغان من المنتخب، واصفاً رد فعل الاتحاد الألماني لكرة قدم بغير المتسق وغير السريع، وموقفه بالانتهازي.

وكان أيفنبرغ نفسه قد تعرَّض للطرد من المنتخب بمونديال 94 في أميركا، عندما ردَّ على صافرات المشجعين الألمان ضد أدائهم الضعيف أمام كوريا الجنوبية، بإظهار أصبعه الأوسط لهم. وبقي اللاعب معاقَباً 4 سنوات حتى عاد لفترة قصيرة للمنتخب، وقال إن الاتحاد تصرف بسرعة حينها، الأمر الذي لم يفعله في حالة اللاعبَين المذكورَين.

وصرَّح لموقع "تليكوم أونلاين"، بأن أوزيل وغوندوغان محظوظان في هذه الحالة، وأن الأمر لن ينتهي هنا؛ بل سيتواصل في روسيا، وأن الضغوطات ستكون أكبر عليهما، وسيكون أداؤهما مراقَباً بشكل أكبر.

أوزيل يواصل صمته

وعكس غوندوغان الذي أصدر بياناً وتحدَّث للصحفيين عن الموضوع، بقي مسعود أوزيل صامتاً.

وظهر الأمر مجدداً، ظهر الأربعاء 13 يونيو/حزيران 2018، في المؤتمر الصحفي الذي جمع المدرب لوف ورئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل.

فوجَّه غريندل ما يشبه بالمناشدة لأوزيل، قائلاً إن الرد الصحيح يكون تقديم كل شيء لألمانيا، مضيفاً أنه في حال عدم رغبته في تقديم أي رد على الموضوع في المقابلات، ربما يكون ذلك على أرض الملعب.

وكان مدير المنتخب، أوليفر بيرهوف، فسَّر الأمر بأن لدى اللاعبين شخصيتين مختلفتين، وأن أوزيل كتومو لم يكن يوماً من الأشخاص الذين يحبون التحدث كثيراً، في حين غوندوغان منفتح ونشط في التواصل مع الآخرين.

واستبعد بيرهوف استغناء المدرب عن أحدهما أو الاثنين معاً، وقال إن ما كان مهماً بالنسبة لهما التزامهما بالمنتخب، الأمر الذي فعلاه دون أي شك.

وبيَّن أنهما ارتكبا خطأ، لكن ما يهمهم النية، وأن ما حدث لم يكن بِنِيّة سيئة، ولم يكن بدافع سياسي، وإنما السذاجة وعدم التفكير في الأمر، مشيراً إلى أن قرارهما اللعب للمنتخب وعدم حملهما سوى جواز سفر ألماني بمثابة التزام واضح من جانبهما.