منذ سقوط لاعب ليفربول الإنكليزي والمنتخب المصري لكرة القدم محمد صلاح في العاصمة الأوكرانية كييف، على يد مدافع ريال مدريد والمنتخب الإسباني سيرجيو راموس، والكرة المصرية لا حديث لها سوى التساؤل عن كيفية لعب "الفراعنة" أمام أوروغواي في ثاني لقاءات المجموعة الأولى في ظل غياب صلاح؟
لكن، ما سأحاول الإجابة عنه في هذا التحليل هو كيف يفوز المنتخب المصري على منتخب أوروغواي في غياب صلاح عن المباراة.
هل هزيمة منتخب أوروغواي مستحيلة؟
باحتلاله المركز الثاني في تصفيات قارة أميركا الجنوبية، صعد منتخب أوروغواي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا، فوقع في المجموعة الأولى رفقة روسيا، مصر والسعودية. وستجمعه المباراة الأولى بوصيف أمم إفريقيا المنتخب المصري.
يدرب منتخب أوروغواي، المدرب الأرجنتيني أوسكار تاباريز منذ العام 200. وهو مدرب وفي جداً لخطة 4-4-2 منذ العام 1988، عندما تولى قيادة المنتخب أوروغواي للمرة الأولى. تاباريز ليس مدرباً أرجنتينياً تقليدياً من أولئك الذين يحبذون اللعب المفتوح والهجومي بل على العكس، هو دفاعي من الطراز الأول، بالطبع لا يرقى لهيكتور كوبر في الرهان على الدفاع، ولكنه يميل إلى تأمين دفاعه جيداً قبل الشروع في الهجوم.
سجل منتخب أوروغواي خلال حملة التأهل 32 هدفاً – ثاني أقوى هجوم في التصفيات بعد هجوم المنتخب البرازيلي -، واستقبلت شباكه 20 هدفاً رغم تواجد كل من قلبي دفاع فريق أتليتكو مدريد؛ دييغو غودين وخوسي خيمنيز. وهدافه الأول كان إدينسون كافاني بتسجيله لـ 10 أهداف.
يبدو المنتخب السماوي على الورق، منتخباً ساحقاً لا يمكن إيقافه خاصة مع تواجد الثنائي الهجومي لويس سواريز وكافاني. لكن الحقيقة أن تشكيلته بعض الثغرات والعيوب التي يمكن للمنتخب المصري الاستفادة منها، ولم لا؟ الفوز!
في قادم السطور سأسلط الضوء على أهم النقاط التي تعيب تشكيل منتخب أوروغواي، والنقاط التي يجب أن يركز عليها أبناء هيكتور كوبر ليتسببوا في الكثير من المشاكل لأبناء تاباريز.
ما يجب على المنتخب المصري استغلاله
استغلال المساحات الشاغرة
المنطقة ما بين قلبي الدفاع والارتكاز؛ باتباع تاباريز لطريقة 4-4-2، يعاني منتخب أوروغواي من المنطقة التي بين قلبي الدفاع والارتكاز؛ حيث تخلو هذه المنطقة دائماً من التغطية وهو ما يحتاج لتواجد صانع ألعاب قادر على المراوغة والتمرير السريع في هذه المنطقة واستغلالها أفضل استغلال، مما يعني أن عبدالله السعيد صانع اللعب الأساسي لا مكان له لما يعانيه من بطء في الحركة وفي اتخاذ القرارات.
وقد يكون عمرو وردة حلاً جيداً لشغل هذه المساحة، مثلما فعلت أغلب الفرق في تصفيات أميركا الجنوبية، ما يجعل قلبي الدفاع في مواقف مباشرة مع الخصوم تؤدي إلى فرص خطيرة أو أهداف.
المنطقة ما بين الظهير وقلب الدفاع؛ بتحرير المدرب أوسكار تاباريز الجزئي لظهيري الجانب ومع ضعف مردودهم الدفاعي وضعف تمركزهم، يجب على المنتخب المصري استغلال أخطاء التمركز هذه عن طريق وضع أطراف سريعة ومهارية قادرة على استغلال المساحات وقادرة على المراوغة في موقف "واحد ضد واحد"، وإرسال العرضيات إلى داخل منطقة الجزاء أو التسديد.
ويجب استخدام الكرات الطولية خلف ظهيري الجنب أيضاً لاستغلال قدرة المهاجم مروان محسن في الكرات الطولية.
استغلال "وسط الملعب" متوسط المستوى
إن كان هجوم منتخب أوروغواي قوياً جداً تماماً كما قلبي دفاعه، فإن وسط الميدان ليس على نفس النحو. وسط ميدان منتخب أوروغواي قليل الحلول في صناعة اللعب فلا يوجد لاعب مهاري من الطراز الرفيع قادر على المراوغة، حتى مع تواجد لاعبين بطيئين على الأجنحة، تبدو الحلول قليلة في صناعة اللعب مع اعتماد كبير على العرضيات المرسلة من الأطراف لرأسي الحربة أو على تحركات سواريز وكافاني على الأطراف وفي وسط الملعب لخلق المساحات وخلخلة دفاعات الخصوم.
أي أن منتخب أوروغواي مرهون بشكل كبير بحالة نجمي الهجوم وفي حالة غياب أحدهما أو إصابته أو تذبذب مستواه فإن المنتخب كثيراً ما يعاني. مثلما حدث أمام البرازيل عندما خسرت أوروغواي بنتيجة (1-4) في غياب سواريز أو مثلما حدث في مباراة أمام تشيلي عندما كان يعاني كل من سواريز وكافاني من هبوط واضح في المستوى والخسارة بنتيجة (1-3).
المطلوب من وسط المنتخب المصري هو خنق وسط ميدان أوروغواي والضغط عليه، حينها سيعاني رأسا الحربة وسيضطران للعودة للخلف للمساهمة في بناء اللعب. وبالتالي ستقل خطورتهما بشكل كبير.
ما يجب على المصريين فعله
التغطية ثم التغطية
لا يمكن لأي متابع لكرة القدم أن يغفل عن الأزمة التي يعانيها الدفاع المصري في التعامل مع العرضيات. في مباراة البرتغال الودية؛ كان المنتخب المصري فائزاً حتى الدقائق الأخيرة قبل أن يتلقى مرماه هدفين من عرضيتين ليخرج خاسراً بنتيجة (2-1). في وجود لاعبين من طينة كافاني وسواريز لا يمكن التهاون أو عدم التركيز في التعامل مع العرضيات بأي شكل من الأشكال لأن مثل هؤلاء المهاجمين لا يرحمون أمام المرمى.
التمرير الدقيق
في وقت من أوقات مباراة بلجيكا الودية الأخيرة، وصلت نسبة التمرير الصحيحة للمنتخب المصري إلى 40% أي أن أكثر من نصف تمريرات المنتخب المصري كانت تمريرات خاطئة وصلت إلى أقدام لاعبي المنتخب البلجيكي. من أجل الخروج بنتيجة إيجابية أمام أوروغواي يجب على المنتخب المصري زيادة دقة التمرير واختيار التمريرات الصحيحة بما يضمن سلامة وأمن الشباك المصرية.
الروح
صحيح أن صلاح هو أهم لاعبي المنتخب المصري، وأحد أهم لاعبي العالم حالياً. لكن يبقى المنتخب المصري قادراً على تعويض غيابه عن طريق تضافر المجهودات وبذل كل ما يمكن من أجل الخروج بنتيجة إيجابية من مباراة أوروغواي التي إن حدثت ستمهد الطريق للمنتخب المصري إلى الدور الثاني. كل ما يحتاجه المنتخب المصري هو أن يقوم لاعبوه بتقديم كل ما لديهم.
في النهاية، تميل الحسابات العقلانية إلى كفة أوروغواي بشكل كبير لكن تبقى كرة القدم مليئة بالمفاجآت.