قال لاعب منتخب ساحل العاج يايا توريه، إنَّ المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي بيب غوارديولا لديه "مشكلةٌ مع اللاعبين الأفارقة"، وادَّعى توريه كذلك أنَّه ليس اللاعب الوحيد من ذوي البشرة السوداء الذي اتَّهم غوارديولا بمعاملته معاملةً ظالمة، مشيراً إلى أنَّ عدة لاعبين شعروا بذلك أيضاً حين كان يلعب في إسبانيا.
وذكر توريه هذه الادِّعاءات حول مدربه السابق في فريقي برشلونة الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي، في حوارٍ صحفي نُشِر في العدد الأخير من مجلة France Football الفرنسية.
سأخصص الموسم المقبل للانتقام من "بيب"
وقال وكيل اللاعب قبل أيام، إن توريه سوف يعرض خدماته على مانشستر يونايتد أو توتنهام أو ليفربول أو تشيلسي أو أرسنال، مقابل أجر أسبوعي مقداره جنيه إسترليني واحد، بعد انتهاء عقده مع مانشستر سيتي، نهاية يونيو/حزيران الحالي.
وأضاف وكيل اللاعب أن توريه قرر البقاء في إنكلترا في الموسم المقبل، ليثبت لمدرب مان سيتي بيب غوارديولا أنه ما زال يمتلك الكفاءة ليقدم أعلى المستويات في الملاعب.
ووجّه ديمتري سيلوك، وكيل أعمال اللاعب تحذيراً شديد اللهجة إلى غوارديولا من "لعنة الأفارقة"، وقال إن تعامله العنصري مع الأفارقة كان واضحاً، لكنه من الذكاء بحيث يمكنه دائماً الإفلات من الاتهام، ولن يعترف بذلك أبداً، مضيفاً: عندما يدرب غوارديولا فريقاً يضم 5 لاعبين أفارقة، سأرسل له كيكة".
غوارديولا وضعني على دكة البدلاء موسماً كاملاً
توريه البالغ من العمر 35 عاماً قضى ثماني سنواتٍ في فريق مانشستر سيتي، بعدما انتقل إليه من برشلونة في عام 2010، حين قرر غوارديولا الذي كان مُدرِّباً لبرشلونة آنذاك بيعه.
ويعتقد اللاعب العاجي الدولي السابق، أنَّه تعرَّض للتهميش في فريق مانشستر سيتي في الموسم الماضي، الذي فاز فيه الفريق بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز وكأس رابطة الأندية الإنكليزية، بسبب غيرة غوارديولا منه. يُذكَر أنَّ غوارديولا فاز بالدوري الإسباني ست مراتٍ، وكأس أوروبا مرةً واحدة حين كان لاعباً في صفوف برشلونة، قبل أن يقودهم مُدرِّباً إلى ثلاثة ألقاب في الدوري، ولقبٍ في دوري أبطال أوروبا، وفاز كذلك بلقب الدوري الألماني ست مراتٍ مع فريق بايرن ميونيخ.
ويرى توريه أنَّه كان يجب أن يُشارك في المباريات بشكلٍ أكثر انتظاماً في الموسم الماضي. فمع أنَّه كان لاعباً أساسياً في الفريق الأول سابقاً، قضى معظم أيام موسمه الأخير في الفريق على مقاعد البدلاء، على الرغم من أنَّ غوارديولا كان يمتدحه علناً حين يلعب.
وسرق لحظات وداعي لجمهور مان سيتي
وشارك توريه أساسياً في مبارةٍ واحدة فقط في الدوري الإنكليزي الممتاز طوال الموسم الماضي، وكانت ضد فريق برايتون في شهر مايو/أيار. ومع أنَّ مُعدَّل مشاركته كان أكثر في منافسات كأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الرابطة، لم يُشارك في المبارة النهائية لكأس الرابطة، التي شهدت فوز فريقه على نظيره أرسنال، على الرغم من مشاركته في أربع مباريات في البطولة نفسها قبل النهائي.
وأضاف توريه: "لقد سَرَق لحظات وداعي لمانشستر سيتي ذي الجمهور الرائع. كنت أودُّ أن أودِّع النادي وداعاً عاطفياً مؤثراً كما فعل (أندريس) إنييستا (في برشلونة) أو (جانلويجي) بوفون (في يوفنتوس)، لكنَّ بيب حرمني من ذلك".
ولست أول من يتحدث عن هذه التفرقة في المعاملة
وأردف: "لقد كان قاسياً تجاهي. هل تعتقدون حقاً أنَّ برشلونة كان يمكن أن يفعل ذلك مع إنييستا؟ حتى إنني اضطررت إلى أن أسال نفسي عمَّا إذا كان ذلك ليس بسبب لون بشرتي". وقال: "لست أول من يتحدث عن هذه التفرقة في المعاملة. ففي برشلونة، أعرف أنَّ بعض الناس كانوا يتعجبون من ذلك أيضاً".
وأضاف: "ربما بصفتنا أفارقة لا نُعامَل دائماً من جانب بعض الناس بالطريقة نفسها التي يعاملون الآخرين بها… ولكن حين نلاحظ أنَّه غالباً ما تكون لديه مشكلاتٌ مع الأفارقة أينما كان في الماضي، فإنني أتعجب"، كما نقل موقع BBC العربي.
وأردف: "حين يختار غوارديولا تشكيلةً أساسية تضم خمسة أفارقة -باستثناء حاملي الجنسيات الأجنبية- سأرسل له كعكة".
وقال: "بالإضافة إلى ذلك، يُحب بيب السيطرة على اللاعبين، ويريد منهم السمع والطاعة دون نقاش. لكنني لا أحب هذا النوع من العلاقات. إذ أحترم مُدرِّبي لكنني لست شيئاً من أغراضه الشخصية".
لكنني أعرف كيف سأنتقم
وقال توريه: "أريد أن أكون الشخص الذي يُحطِّم أسطورة غوارديولا. أعتقد أنني كنت أتعامل مع شخصٍ لا يريد سوى الانتقام منِّي".
وأضاف: "لا أعرف السبب، ولكن لدي انطباعٌ بأنَّه كان يشعر بالغيرة منِّي، وأنَّه كان يعتبرني منافساً له. هذا كل ما في الأمر… دائماً ما كُنَّا ننظر إلى بعضنا بعضاً بنظراتٍ غريبة. وكأنني كنت أجعله متوتراً بعض الشيء".
ومع أنَّ مانشستر سيتي كان مهيمناً تماماً على المباريات في الدوري الإنكليزي الممتاز بدون مشاركة توريه -إذ فاز الفريق بلقب الدوري بعددٍ قياسي من النقاط والأهداف- فإنَّ توريه لا يزال مُصِرَّاً على عدم وجود سببٍ لإخراجه من التشكيلة الأساسية.
جديرٌ بالذكر أنَّ تشكيلة غوارديولا المُفضَّلة كانت تعتمد على لاعبٍ واحد في مركز خط الوسط الدفاعي، وكان اللاعب البرازيلي فيرناندينيو المُبهِر باستمرار يُشارك أساسياً في هذا المركز.
ولم يتسن الحصول على ردِّ غواديولا أو المتحدث باسم مانشستر سيتي على تصريحات يايا توريه أو وكيله.