سالم الدوسري.. الجناح الذي يمثل جيلاً جديداً من اللاعبين السعوديين المتجهين نحو العالمية

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/01 الساعة 07:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/01 الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش

يتجه اللاعب الأنيق سالم الدوسري نحو منافسات كأس العالم في روسيا، بعد قضائه فترة احتراف على سبيل الإعارة في فريق فياريال، ليكون واحدا من ضمن جيل جديد من اللاعبين السعوديين، الذين فتحوا أجنحتهم واتجهوا نحو العالمية.

ولطالما كانت الكرة السعودية، تماما مثل كل الأوضاع الداخلية في المملكة، أمرا غامضا بالنسبة للمتابعين من خارج الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية

فعادة ما تتضمن المنتخبات المغمورة لاعبا يكون اسمه معروفا من قبل الجميع، ويمكننا في هذا الصدد التفكير في اللاعب كارلوس فالديراما نجم كولومبيا في 1990، وريستو ستويشكوف، نجم بلغاريا في كأس العالم 1994، ولكن إذا سألنا عشاق كرة القدم حول العالم حول نجوم منتخب الخضر، فإن أكثر أولئك اطلاعا على تاريخ وتفاصيل هذه اللعبة، قد يجد صعوبة في إيجاد هذه الأسماء.

ويمكن الإشارة هنا إلى النجم سامي الجابر، وهو المهاجم السعودي الفذ الذي احترف في نادي وولفرهامبتون الإنجليزي في سنة 2000، أو سعيد العويران الذي سجل واحدا من أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم في نسخة الولايات المتحدة 1994. ولكن دونا عن هذين اللاعبين، من الصعب تذكر أسماء أخرى.

إلا أن هذه الأوضاع بدأت تتغير مع مرور الوقت وتطور الكرة السعودية. واليوم هنالك عديد المواهب في المملكة، بعد أن كانت سابقا حكرا على الدوري السعودي المحترف، بدأت تفتح أجنحتها وتطير نحو العالمية.

إذ أنه خلال العام الجاري تم عقد اتفاق بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والليغا الإسبانية، حول إعارة تسعة لاعبين من المملكة للنوادي الإسبانية.

وكان سالم الدوسري واحدا من هؤلاء، وهو على الأرجح الأكثر تجسيدا للتطورات التي تشهدها الكرة السعودية هذه الفترة.

لم يبد الدوسري أي تخوف عند وصوله لإسبانيا، حيث أنه يتميز بحلاقة شعره العصرية، وملابسه المواكبة للموضة، وبإمكان المعجبين مشاهدته دائما وهو يحمل حقيبة ظهر من ماركة غوتشي، ولذلك فإن الدوسري بكل تأكيد لا يبدو غريبا على أجواء الدوريات الأوروبية عندما يركب الحافلة مع زملائه.

ويمثل الدوسري واحدا من الجيل الجديد للاعبين السعوديين، الذين سيعتمد عليهم مدرب الخضر خوان أنطونيو بيزي في روسيا.

ويتميز الجناح سالم الدوسري بمهارة السيطرة على الكرة والمراوغة، إضافة إلى سرعة تجاوز منافسيه، إلا أن هذه الموهبة تحتاج للصقل والتطوير، إذا كان ينوي تكرار ما أنجزه سعيد العويران ودفع منتخب السعودية نحو تجاوز دور المجموعات.

وقد انقسم المشجعون والمتابعون للكرة السعودية بين رأيين، فيما يتعلق بإعارة الدوسري لفريق فياريال، إذ أن قسما من المتابعين يعتبر أن هذا الانتقال حرمه من اللعب بانتظام مع فريق الهلال السعودي، وبالتالي المحافظة على نسق المباريات، وهو نفس المشكل الذي عانى منه لاعبان دوليان آخران انتقلا إلى إسبانيا، هما فهد المولد مع ليفانتي ويحيى الشهري مع ليغانيس.

في المقابل، هنالك رأي آخر يعتبر أن اطلاع اللاعبين السعوديين على أساليب التدريب ونمط عيش النجوم الكبار في الدوريات الأوروبية، سوف يساعدهم على تطوير أنفسهم، وبالتالي تقديم الإضافة التي ينتظرها المدرب بيزي في روسيا.

وفي كل الأحوال، فإن الوقت كفيل بإظهار أي الطرفين على حق، خاصة وأن هذا الاختبار قصير المدى وستظهر نتائجه سريعا في المونديال. إلا أن رؤية الدوسري وهو يساهم في قلب المباراة لفائدة فياريال ضد ريال مدريد في أيار/مايو الماضي، تبدو أمرا مبشرا. إذ أن هذا اللاعب البالغ من العمر 27 سنة، والذي جلس على دكة البدلاء أو على المدارج منذ قدومه، تم إقحامه قبل نهاية المباراة بنحو 33 دقيقة.

هذا اللاعب الذي كان منتعشا بالتسجيل لفريق بلاده قبل أيام قليلة في مباراة ودية ضد اليونان انتهت بالانتصار 2-0، تمكن من إضفاء الحيوية على أسلوب لعب فياريال، الذي كان متأخرا بهدفين سجلهما غاريث بيل وكريستيانو رونالدو.

وفي الدقيقة 70، التقط الدوسري الكرة قرب دائرة منتصف الميدان، وتبادل التمريرات مع زميله رودري، ثم تعاون مع بابلو فورناس لخلق المساحة وتمهيد الكرة لزميله روجر مارتينيز لتسجيل الهدف الأول لفياريال. ثم في الدقيقة 85، تمكن البديل الثاني سامو كاستييخو من تسجيل الهدف الثاني لاقتلاع نقطة التعادل التي ضمنت للغواصة الصفراء إنهاء الموسم في المركز الخامس.

ورغم أن هذا الظهور النادر لا يجعل الدوسري نجما عالميا، إلا ألا يجب بأي حال التقليل من قيمة هذا اللاعب. ومن المشاكل الأساسية التي عانى منها الفريق السعودي عند وصوله إلى كأس العالم، هو أن لاعبيه قليلو الاحتكاك بالمستوى العالمي.

وإذا كان نصف الساعة الذي لعبه، والأوقات التي قضاها في إسبانيا، ستمنحه جرعة إضافية من الثقة عندما تنطلق صافرة البداية ضد روسيا والأوروغواي ومصر، ضمن منافسات الدور الأول، فإن هذا يمكن أن يصنع الفارق، ويمكن أن يمثل ظهوره المفاجأة السارة، ويقود بلاده للمرور للدور الثاني، عوضا عن الخروج المبكر الذي يتوقع الكثيرون.

وبعيدا عن العشب الأخضر، تؤكد التقارير الصحفية أن الدوسري اندمج بشكل جيد خلال إعارته في إسبانيا، وهو أمر أطرى عليه كثيرا المدرب بيزي، الذي قال لوسائل الإعلام أثناء تربص المنتخب السعودي في شهر أيار/مايو في إسبانيا، أنه من بين اللاعبين الثلاثة الذين تمت إعارتهم، فإن الجناح ياسر الدوسري كان أكثر لاعب تعلم اللغة الإسبانية.

ويذكر أنه قبل ثلاثة سنوات، كان فريق الهلال قد سلط غرامة مالية تقدر بمرتب شهر كامل على الدوسري، لأنه حاول الاعتداء على الحكم في نهاية دربي الرياض ضد فريق النصر. ولكن الآن يبدو هذا اللاعب أكثر نضجا، خاصة بعد الفترة التي قضاها في إسبانيا، ولذلك فإنه من غير المفاجئ أن يتصدر الدوسري أخبار الرياضة في المونديال، لأسباب إيجابية وليس بسبب الوقوع في المشاكل.

وربما يحمل الدوسري بريق الأمل لمستقبل الكرة السعودية، خاصة بما يتميز به من مظهر وطريقة تفكير تؤهله للعالمية ومزيد البروز. ومن يدري، ربما في المرة القادمة التي يترشح فيها المنتخب السعودي لكأس العالم، ستكون أسماء لاعبيه أكثر شهرة لدى عشاق الكرة في أنحاء العالم.

 

علامات:
تحميل المزيد