منتخبات مصر والسعودية وتونس تعاني.. الاحتراف أثَّر بالسلب على النجوم العرب قبل المونديال

من المفترض أن يكون الاحتراف الخارجي أمراً إيجابياً للمنتخبات، بحكم أنه يمنح الفرصة للاعبين للمشاركة في دوريات أقوى

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/22 الساعة 21:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش

من المفترض أن يكون الاحتراف الخارجي أمراً إيجابياً للمنتخبات، بحكم أنه يمنح الفرصة للاعبين للمشاركة في دوريات أقوى، ويوفر لهم الاحتكاك والمعايشة في تجارب جديدة لهم.

لكن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للمنتخبات العربية، التي ربما تتأثر بالسلب في مشاركتها القادمة بالمونديال بسبب بعض التجارب الاحترافية غير الناجحة في الخارج.

أزمة جبر ورمضان في مصر

المنتخب المصري الذي يشارك في المونديال ضمن المجموعة الأولى، رفقة روسيا وأوروغواي والسعودية، لديه أزمة ملموسة في بعض المراكز نتيجة لبعض التجارب الاحترافية غير الموفقة.

على مستوى خط الدفاع، خرج قلب الدفاع الأساسي علي جبر معاراً من الزمالك لصفوف ويست بروميتش ألبيون الإنكليزي في يناير/كانون الثاني 2018، لكنه لم ينل فرصة المشاركة مطلقاً مع فريقه الجديد، وهو أمر ربما يكون الأخطر على مستوى الدفاع المصري الذي يعد جبر ركيزة أساسية فيه.

وحاول هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب الفراعنة التخفيف من وطأة عدم مشاركة جبر مع فريقه، بالقول: "علي جبر معي في المنتخب منذ 3 سنوات وفهم طريقة لعبنا وأسلوبنا بشكل كبير، ولذلك هو معنا رغم ابتعاده عن الملاعب في الفترة الأخيرة، قرار ضم أي لاعب للمنتخب يخضع لتقييم شامل ومتابعة وتحليل لأدق التفاصيل، وفي النهاية يختار من سيفيدنا ويخدم طريقة لعبنا".

وبخلاف جبر، هناك الجناح الصاعد رمضان صبحي، الذي كانت الآمال معقودة عليه بشكل كبير، لكن احترافه في صفوف ستوك سيتي أثر سلباً على مسيرته، بتواجده معظم الوقت على مقاعد الاحتياط بالرغم من مشاركته مع الفريق الأول في 27 مباراة.

لكن مستواه تراجع بشكل واضح، مما دفع محمد أبوتريكة النجم السابق للكرة المصرية لمطالبته بالعودة من جديد للأهلي، خاصة بعد هبوط فريقه للدرجة الأدنى.

ثلاثي "الليغا" يهدد حلم الأخضر في روسيا

9 لاعبين من السعودية خرجوا في يناير/كانون الثاني 2018 للاحتراف في إسبانيا، بينهم 3 لاعبين من ضمن العناصر الهامة في المنتخب لعبوا لأندية في "الليغا"، وهم يحيى الشهري (ليغانيس)، وسالم الدوسري (فيا ريال)، وفهد المولد (ليفانتي).

وكان الأخير فقط هو صاحب المشاركة الوحيدة بينهم، ولمدة 10 دقائق فقط.

وعلق نجم الكرة السعودية خالد الشنيف على عدم مشاركة الثلاثي عقب مباراة السعودية وأوكرانيا الودية، خلال تحليله للمباراة عبر قناة MBC action، بالقول: "حساسية المباريات مفقودة عند الثلاثي خاصة يحيى الشهري، واللاعبون الثلاثة قدموا أقل مما قدموه في الماضي. كانوا أقل 3 لاعبين في المباراة".

لكن خوان بيتزي مدرب الأخضر، كان موقفه مختلفاً، فقال: "سعيد بهذه التجربة رغم عدم مشاركتهم بشكل أساسي مع أنديتهم إلا أنني لمست تطوراً ملحوظاً على أدائهم وجاهزيتهم البدنية".

نقص المباريات وتراجع المستوى يواجه تونس

من بين العناصر التي اختارها نبيل معلول في قائمة تونس الأولية للمونديال 6 لاعبين من الدوري السعودي، 5 منهم انتقلوا في الموسم الحالي، وهم أيمن المثلوثي (الباطن)، فاروق بن مصطفى (الشباب)، فرجاني ساسي (النصر)، محمد أمين بن عمر (الأهلي)، فخر الدين بن يوسف (الاتفاق).

هم جميعاً انتهى موسمهم في 12 أبريل/نيسان الماضي، ويحتاجون لإعداد شاق وتجهيز كبير قبل المونديال لافتقادهم لحساسية المباريات، بينما كان شارك سادسهم أحمد العكايشي مع الاتحاد في تتويجه بكأس الملك على حساب الفيصلي.

وظهر بوضوح، تراجع في مستوى بعض اللاعبين، كما هو حال الحارس أيمن المثلوثي مع الباطن السعودي، الذي علق عليه نبيل معلول بالقول للقناة التاسعة التونسية: "الظهور المتواضع لحارس المنتخب التونسي في الدوري السعودي هو اختياره الخاطئ لنادي الباطن الذي يملك دفاعاً ضعيفاً، وأنه ليس من الأندية التي تصارع على اللقب. هذا ما يفسر استقبال المثلوثي لكم كبير من الأهداف".

ودفع أيمن عبد النور ثمن انتقاله لصفوف مارسيليا الفرنسي غالياً، بعد استبعاده من قائمة تونس للمونديال، لعدم مشاركته مع فريقه، فعبر معلول عن استغرابه من اختيار عبد النور لفريق مرسيليا الذي يُعرف بأجوائه الصعبة مما عكر مهمة لاعب فالنسيا السابق في التأقلم بالإضافة لتلاشي الخوف على مكان عبد النور مع المنتخب في ظل وجود ياسين مرياح الذي يقدم أداء لافتاً.

المغرب وأزمة القائد

الأمور في المغرب تختلف كلياً عن باقي المنتخبات العربية، ربما لتواجد قاعدة عريضة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، تجعل المدرب هيرفي رينارد في موقف مختلف عن غيره من المدربين، فقاعدة الاختيار أوسع وأكثر سهولة.

وبالرغم من ذلك توجد أزمة وحيدة للمنتخب المغربي بسبب الاحتراف، بطلها القائد المهدي بنعطية الذي يمر بمرحلة انعدام وزن مع فريق يوفينتوس، غاب بسببها عن عدد من المباريات، وتعرض لهجوم حاد من الصحافة التي اتهمته بإفساد موسم يوفنتوس، لكن بنعطية رد بقوة بتسجيله لهدفين هما نصف حصيلة فوز فريقه على ميلان في نهائي كأس إيطاليا، وقال عن ذلك: "بعد مباراة نابولي، وخطئي في تغطية كوليبالي، تحدث كل الصحفيين الإيطاليين عن كون مستواي ضعيفاً، لذلك أردت الرد في الملعب".

تحميل المزيد