تبدو القرارات في عالم كرة القدم متداخلة، فمصير مدرب ريال مدريد الإسباني، الفرنسي زين الدين زيدان، سيحدده في الأغلبليفربول الإنكليزي الذي يلعب له اللاعب المصري محمد صلاح.
زيدان يحظى باهتمام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الذي يراقبه، حسب تقرير لصحيفة El Confidencial الإسبانية.
لكن قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بشأن مستقبل زيدان يتوقف على نهائي دوري أبطال أوروبا في كييف عاصمة أوكرانيا، والمقررة يوم 26 مايو/أيار 2018.
ويتحسب الاتحاد لنتائج مونديال روسيا 2018. ويعد زيدان خياراً مثالياً لتسلُّم مهام مدرب فرنسا الحالي ديدييه ديشان.
وأجرى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اتصالات مع زين الدين زيدان، الذي يعي جيداً أن أبواب المنتخب الفرنسي قد تُفتح أمامه، حسب الصحيفة الإسبانية.
زيدان يريد مغادرة ريال مدريد منتصراً
بالنسبة للمدرب الفرنسي، قد تكون هذه الفكرة جيدة، في الوقت الذي يشعر فيه بأنه قد وصل إلى نهاية الطريق في ريال مدريد. لكن، من المؤكد أن زيدان لا يرغب في أن يغادر الفريق بسبب خسارة فريقه.
وتُعد التغيّرات الجذرية التي أحدثها زيدان على مقاعد البدلاء في ريال مدريد، مؤشر نجاح بالغ الأهمية منذ تسلمه المهام في الرابع من يناير/كانون الثاني سنة 2016.
وفي الوقت الراهن، تتمثل أولويات زيدان في مواصلة مسيرته بريال مدريد، دون أن يفقد الفريق حماسته في اللعب، على الرغم من تصنيف الموسم الحالي في أروقة ملعب "سانتياغو برنابيو" (ملعب ريال مدريد) على أنه "سيء"؛ بسبب ما حدث في الليغا الإسبانية.
وخلال الفترة الأخيرة، لم تعد دكة البدلاء تضم عناصر ذوي قدرة على إحداث الفرق في اللحظات الحرجة كما هو الحال بالسابق، وخاصة في بداية مسيرة زيدان مع الفريق.
ولم يسجَّل مثل هذا التراجع على مستوى دكة البدلاء بين صفوف أي فريق أوروبي آخر خلال الفترة الحالية.
الفرنسيون يعرفون أنه ماهر وقيادي وصاحب كاريزما
تقدِّر فرنسا مجهودات زيدان ومهاراته في إدارة الفِرق والعمل على دفعها للفوز، فضلاً عن الكاريزما التي يتميز بها.
وقد أثبت الرجل تمتُّعه بهذه القدرات خلال تصفيات دوري أبطال أوروبا. كما يؤمن الاتحاد الفرنسي بأن زيدان قادر على قيادة المنتخب الفرنسي، خاصة بعد الأداء المتميز الذي قدمه أثناء تدريب ريال مدريد.
زيدان رحب بهذا العرض، حسب الصحيفة، حيث يعتبره بمثابة خطوة انتقالية ضمن مسيرته في التدريب. كما يرى أن هذا العرض يعد فرصة مثالية ستقدم له إضافة. في الوقت الذي بدا فيه ريال مدريد بالعديد من المناسبات مرهَقاً للغاية وفي حاجة لبعض الراحة.
وجماهير ريال مدريد تحب هذا المدرب جداً
قبل المباراة التي تحتضنها مدينة كييف، أكد فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بقاء زين الدين زيدان مدرباً للنادي الملكي؛ نظراً إلى أن الفرنسي أعاد الأوضاع إلى طبيعتها ونجح في الاستمرار بمنصب، ليس من السهل أن يتولاه أي شخص. وبعد الظفر بأعرق الألقاب، أشاد رئيس الفريق بالقبول والمساندة التي يحظى بها زيدان من قِبل الجمهور.
اللافت أنه لم يسمع أي احتجاج على مقعد البدلاء منذ أن تسلَّم زيدان منصب مدرب الفريق.
ومن المثير للدهشة أنه خلال هذا الموسم، أُثير جدل كبير خلال مباريات الليغا التي دارت في ملعب ريال مدريد، حيث وُجِّهت إيماءات الرفض والاحتجاجات من قِبل الجماهير نحو اللاعبين، إلا أنها لم تطل المدرب.
ويعد ذلك دليلاً قاطعاً على أن ريال مدريد يقوده مدرب تحبه غالبية ساحقة من الجماهير. وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبها، يحظى زيدان بدعم كبير.
الرئيس لا يدعمه لكن هؤلاء اللاعبين يحبونه
يربط بين زيدان وفريق ريال مدريد عقد ينتهي خلال سنة 2020.
في المقابل، سبق لزين الدين زيدان أن أوضح أنه لن يواصل تولي منصب المدرب في حال لاحظ أنه يفتقر إلى دعم الرئيس والجمهور، أو أنه أصبح غير قادر على إدارة الفريق. وعلى الرغم من أن هذا الأمر لم يتحقق بعد، فإن زيدان لا تزال تنتظره مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول والتي يبدو أن الكثيرين يترقبونها ليُبنى على الشيء مقتضاه.
ولكنّ علاقتهما أحياناً تبدو غير مثالية؛ إذ قلل زيدان قبل ذلك من أهمية تجديد عقده.
ولكن، لا يعتبر زيدان أنه حان الوقت لمغادرة الفريق الملكي؛ لأنه يرغب في مواصلة المشروع الذي سهر على بنائه، فضلاً عن أن لاعبي الفريق طلبوا منه الاستمرار في مهامه التدريبية. ومن بين هؤلاء اللاعبين، سيرخيو راموس، الذي يعد رأيُه ذا وزن في الفريق؛ ومارسيلو، وكريستيانو رونالدو.
وهو يريد أن يبقى موسماً آخر ليظهر جدارته بكسب الألقاب
عند سؤال زين الدين زيدان، في الوقت الراهن، عن نواياه وخططه المستقبلية، فسيكون جوابه الوحيد: "أفكر فقط في ريال مدريد"، والأهم من ذلك، أن "أغادر ريال مدريد بعد تحقيق النصر".
ولعل أكبر هاجس بالنسبة لزيدان، هو عدم مغادرة الفريق وترك انطباع سيئ بعد الانهزام في نهائي دوري أبطال أوروبا. لهذا السبب، يستبعد زيدان مغادرة الفريق في حال خسر المباراة ضد ليفربول.
وموقف زين الدين زيدان واضح في هذا الشأن؛ ففي حال لم يتخذ رئيس النادي، فلورنتينو بيريز، قراراً مفاجئاً وظل يحظى بثقته، فسيبقى موسماً آخر في ريال مدريد؛ ليظهر جدارته في كسب الألقاب.
ويرغب زيدان، خاصة، في إثبات مكانته بالليغا في حال واصل مشواره مع فريقه الحالي، علماً أنه كان قد أشار إلى أن الفوز في الليغا أصعب من الفوز بدوري أبطال أوروبا، كما أنه يطمح إلى تحقيق انتصار طال انتظاره على خصومه.
ويعد انعدام الثقة بمثابة الدافع الأول الذي قد يدفع زيدان إلى مغادرة الفريق، وهي الخطوة ذاتها التي أقدم على اتخاذها عندما كان لاعباً في صفوف ريال مدريد.
فإذا شعر زيدان بأنه لا يملك أي إضافة يقدمها للفريق، فقد يدفعه ذلك إلى التخلي عن عقده قبل نهايته بسنة، حسب الصحيفة الإسبانية؛ وهو القرار الذي يترقبه الاتحاد الفرنسي.