السعودية تفرض نفسها كلاعب أساسي في كرة القدم العالمية.. والأوروبيون متخوفون

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/20 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/20 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
Turki Al Al Shikh from Saudi Arabia with Carlos Cordeiro The President of The United States Soccer Federation

من المنتظر أن يتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم 3 قرارات هامة خلال الأشهر القادمة، في وقتٍ تحاول فيه السعودية – التي تعد لاعباً رئيسياً في ميدان كرة القدم -، الظهور كإحدى القوى الأكثر تأثيراً في هذا المجال.

في البداية، ستقوم "فيفا" باختيار الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم 2026. ومن المنتظر أيضاً أن يتم النظر في اقتراح زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم 2022 في قطر إلى 48 منتخباً. ويتعين على الاتحاد الدولي كذلك أن تتخذ قراراً فيما يتعلق بمواصلة المفاوضات مع المستثمرين، الذين قدموا حوالي 25 مليون دولار من أجل تنظيم مسابقتي كرة قدم قد تحدثان تغييرات جذرية على مستوى كل المسابقات العالمية ومسابقات الأندية.

وتعتبر السعودية جزءاً من التجمع الكروي الذي اقترح هذا الأمر على "فيفا"، وهو مقترح يحمل في طياته رياح التغيير.

مسؤولون من اتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم – من بينهم رئيس الاتحاد الأمريكي كارلوس كورديرو -، سافروا إلى السعودية مؤخراً، لتقديم دعمهم لقادة العشرات من الاتحادات الوطنية، وذلك بعد أن أنشأت الرياض كتلة إقليمية جديدة، تعرف باتحاد جنوب غرب آسيا لكرة القدم. وفي حال استمرت هذه الكتلة تحت قيادة المملكة، فقد يتجاوز نفوذ السعوديين في "فيفا" مسألة التصويت بشأن المسائل الهامة التي تعترض الاتحاد – بحسب تقرير لصحيفة New York Times الأميركية.

في هذه الأثناء، وقف عدد من المسؤولين من 10 دول – أغلبها من جنوب آسيا والعالم العربي -، لالتقاط صورة تعلن عن تشكيل هذه الكتلة الجديدة، التي سيكون مقرها جدة ويقودها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عادل عزت. أما رئيسها الفخري فهو رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية والمستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ، الذي يعد أكبر مسؤول رياضي في المملكة وشريكاً لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

أفاد الخبراء أن الجهود السعودية في مجال كرة القدم تتوافق مع طموحاتها طويلة المدى المتمثلة في إضفاء الطابع الحداثي على مجتمعها والاقتصاد، علاوةً على بناء اقتصاد لا يعتمد بصفة كلية على النفط. كما تنظر الرياض في إطلاق شبكة رياضية إقليمية. بالإضافة إلى ذلك، أبرم السعوديون جملة من الاتفاقيات طويلة الأمد مع مؤسسة WWE للمصارعة الحرة، وسلسلة سباقات الفورمولا أي. في هذا الصدد، صرح الباحث في شؤون الخليج لدى كلية كينغز في لندن ديفيد ب. روبرتس، أن "هذه المجموعة الجديدة تحمل أفكاراً مختلفة بشكل كبير".

من جهتها، رفضت الهيئة العامة للرياضة السعودية التعليق لصحيفة New York Times.

وقد تأهلت المملكة العربية السعودية لخوض نهائيات كأس العالم المقبلة لأول مرة منذ عام 2006. وقد تجاوز المنتخب السعودي دور المجموعات مرة واحدة. أما على المستوى السياسي، فقد تجنبت الحكومة السعودية التدخل في الشأن الرياضي، علاوةً على أنه لم يسبق لها أن كان لديها أي عضو رفيع المستوى في مجلس إدارة "فيفا".

علاقة قوية مع الاتحاد الدولي

خلال السنة الماضية، زار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو، قصر اليمامة الملكي في الرياض، حيث التقى العديد من الشخصيات لعل أبرزهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه. ومنذ ذلك الوقت، أدى العديد من المسؤولين السعوديين زيارات إلى الـ "فيفا" للتفاوض بشأن عدد من المشاريع، وذلك وفقاً لبعض المسؤولين المطلعين على فحوى هذه اللقاءات.

وبعد اتخاذ قرارٍ بتأسيس اتحاد جنوب غرب آسيا لكرة القدم، استقبلت المملكة وفوداً من بنغلاديش والهند وباكستان، فضلاً عن الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى. في الأثناء، قدم السعوديون ساعات كهدايا لضيوفهم وأبلغوهم بالمخطط السعودي لإنشاء بطولات إقليمية جديدة وإحداث صندوق لتطوير كرة القدم، وذلك وفقاً لبعض المسؤولين الذين شاركوا في هذا اللقاء. ووفقاً لمسؤول رفيع في مجال كرة القدم الآسيوية، قد تمثل هذه الهبة والوعود بتقديم تمويلات خرقاً للقوانين الأخلاقية في مجال كرة القدم.

من جهته، أفاد رئيس الاتحاد البنغالي لكرة القدم قاضي صلاح الدين الذي حضر الاجتماع، أن السعوديين اهتموا بكل الترتيبات المتعلقة بالسفر والإقامة. كما اعترف بأن نائبه حصل على الهدية التي كانت مجهزة له عوضاً عنه. في السياق ذاته، صرح صلاح الدين، "لا أرتدي ساعة، لذلك لم أهتم بالهدية، التي قدمها لي السعوديون. السعوديين أبلغونا بأنه يجب علينا أن نساعد بعضنا البعض. من جهتي أرى أن ذلك أمر جيد".

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن تأسيس اتحاد جديد دون موافقة "فيفا" والاتحاد الآسيوي ينتهك المعايير الحالية. في الأثناء، طالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الأطراف المشاركة في الاجتماع بتقديم توضيحات بشأن حضورهم الاجتماع في 21 مايو/أيار 2018. من جهته، رفض الاتحاد الدولي التعليق على هذا الموضوع.

قبل التطورات الأخيرة، كان تأثير السعودية في مجال كرة القدم هامشياً إلى أبعد الحدود مقارنة بجيرانها وخاصة قطر، التي كانت طيلة السنة الماضية معزولة عن المنطقة جراء الحصار الذي فرضته عليها الرياض بعد أن اتهمتها بعدم القيام بدورها في مكافحة الإرهاب.

والجدير بالذكر أن قطر نالت شرف استضافة كأس العالم 2022 وسط اتهامات بالرشوة، الأمر الذي تنفيه هذه الإمارة الغنية بالغاز. مؤخراً، أورد تركي آل الشيخ في تغريدة على موقع تويتر أن قطر اخترقت لوائح "فيفا"، الأمر الذي يستوجب حرمانها من تنظيم المونديال وتعويضها بإنكلترا أو الولايات المتحدة.

دعمٌ كبير لملف أميركا 2026 على حساب المغرب

منذ ذلك الحين، أصبحت السعودية من أكثر المؤيدين لفكرة تنظيم كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية، علماً أن مونديال 2026 سيقام على الأرجح في أميركا، في حين يحظى المغرب – المنافس الوحيد للملف الأمريكي المشترك لتنظيم هذه المسابقة العالمية -، بدعم قطر.

خلال الأسبوع الجاري، سافر وفد ثان عن اتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم إلى منطقة الشرق الأوسط لحشد دعم دول المنطقة بشأن الملف الأمريكي المشترك. وقد كانت وجهة هذا الوفد السعودية، مع العلم أن هذه الزيارة جاءت بعد أيام من الزيارة التي أداها كورديرو.

في هذا السياق، أصدر اتحاد أمريكا الشمالية لكرة القدم بياناً جاء فيه "نقدر السعودية تماماً مثل بقية الدول الأخرى، خاصة وأن كل صوت قد يكون حاسماً في فوز الملف الأمريكي المشترك".

وتؤيد الرياض فكرة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم من 32 إلى 48 منتخباً بداية من مونديال 2026. وفي حال حدث ذلك، فمن المنتظر أن يشمل العرس الكروي في العام 2022 العديد من الدول الأخرى بالإضافة إلى قطر.

وفي حال نفذت الـ "فيفا" هذا المخطط، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث أكبر تغييرات في تاريخ كرة القدم.

أندية أوروبا تندد بالبطولة التي يمولها مجهولون

في الأثناء، يعمل رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، على توفير الأموال لتقديم ترشحه لانتخابات "فيفا" خلال السنة المقبلة. في الوقت نفسه، أدى رواج الأخبار بشأن صفقة "فيفا" المشبوهة مع المستثمرين إلى عقد سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين بارزين في الاتحاد الدولي وبقية الأطراف الفاعلة في مجال كرة القدم.

وفي يوم الأربعاء الماضي، انعقد اجتماع مطول بين مجموعة من اللاعبين ومسؤولي الأندية والدوريات المحلية في مدينة ليون الفرنسية، الذين يشكلون مجلس استراتيجيات كرة القدم الاحترافية التابع للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

إثر ذلك، أصدر المجلس بياناً شديد اللهجة نددت فيه المساعي الحثيثة، التي يقوم بها إنفانتينو للتوصل إلى اتفاق بشأن مشاركة 24 نادياً في كأس العالم للأندية، وتنظيم دوريات ممولة من الصندوق، الذي ظلت هويته سرية.

خلال الأيام الأخيرة، تلقى ناديا ريال مدريد وبرشلونة، رفقة 7 أندية أخرى أموالاً خاصة من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم إنفانتينو. وقد أعلنت هذه الأندية دعمها لمخطط "فيفا". من جانبه، بادر المدير التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد إيد ودوورد بالاجتماع مع المستثمرين في النادي يوم الخميس.

يوفر التمويل المرتقب مبلغ 3 مليار دولار لكل نسخة من كأس العالم للأندية، التي تقام كل 4 سنوات، علماً وأن هذا المبلغ فاق تقديرات "فيفا" بثلاثة أضعاف. في هذا الصدد، أورد رئيس رابطة الدوريات الأوروبية أن "شح المعلومات يمثل إشكالاً، علاوة على ذلك يمكن أن تستثمر أي دولة في مجال كرة القدم لأسباب سياسية".

في سياق متصل، تابع أولسون أن "الرياضة يجب أن تبقى بمنأى عن الأنظمة السياسية خاصة وأن التداخل بين الشأن السياسي والرياضي قد يفقد كرة القدم مصداقيتها".

وتابع رئيس رابطة الدوريات الأوروبية، "أعارض تدخل الدول في الرياضة أعتقد أن هذا الأمر قد يشكل خطراً على المجال الرياضي".

تحميل المزيد