في مطعمٍ راقٍ يطل على المحيط الأطلنطي في مدينة طنجة الساحلية، استعرض المدير التنفيذي لملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، هشام العمراني، رؤية بلاده حول تنظيم الحدث، والتي ظلّت لفترة غامضة، منذ انضمام المغرب للسباق الثنائي، في أغسطس/آب 2017، لمنافسة الملف المشترك للولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.
كما تحدث العمراني عن محاولات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتغيير قواعد اللعبة في الدقائق الأخيرة لإفشال ترشح المغرب، لكي يصبح مجرد وصوله إلى مرحلة التصويت النهائية في موسكو، المقررة في 13 يونيو/حزيران 2018، إنجازاً، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
إذ علمت الصحيفة البريطانية أن المغرب تقدّم بشكوى إلى الفيفا، الشهر الماضي، حول 4 من أعضاء لجنة الفيفا للتصويت. وبينما يُحظر على الدول المتقدمة للقرعة، سواء المغرب أو الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، غير أن الأراضي الأميركية غوام وبورتوريكو وساموا وجزر العذراء احتفظت بحق التصويت.
وشرح العمراني بعض المعوقات التي وضعت أمام ملف المغرب عمداً، إذ قال: "تفاجأنا بعض الشيء بتلقي نظام التقييم قبل الموعد النهائي بـ48 ساعة، وهو ما لا يتعلق تحديداً بالكيفية، وإنما بمعلومات إضافية ضرورية".
وقال العمراني: "ينصبُّ تركيزي على الدفاع عن قيم ملف الترشح المغربي، قيمه وأفكاره. ولكن فيما يخص التدخل السياسي، أعتقد أن القواعد واضحة. لا بد أن تطبقها الفيفا. ويجب على المرشحين احترامها".
وعند سؤاله حول ما إذا كان يعتقد إنْ كانت القرعة عادلة، أجاب العمراني: "سأتمكن من إخباركم بذلك في نهاية مايو/أيار، وربما بعدها في 13 يونيو/حزيران 2018، كل ما نتمناه هو سباق جيد".
عوائق أمام المغرب
التغيرات التي استُحدِثَت على القواعد المنظمة لقرعة كأس العالم قبل 48 ساعة من موعد تسليم النسخ النهائية، في شهر مارس/آذار، سبّبت اضطراباً للملف المغربي.
واستحدث الفيفا أيضاً نظام تقييم من صفر إلى 5، بحيث إذا فشلت دولة مُرشَّحة في حصد نقطتين في معيار رئيسي تُستَبعد من السباق. وقد زار فريق تقييم تابع للفيفا المغرب مرتين، وسيتّضح نهاية الشهر الجاري ما إذا كان قد اجتاز هذا الاختبار بما يكفي ليتأهل إلى مرحلة التصويت النهائية أم لا.
كما تنص القواعد المُعدّلة على أنه لا يجب أن يقل التعداد السكاني للمدن المضيفة عن 250 ألف نسمة، ما يعني استبعاد مدينة ورزازات المغربية.
أما التعديل الأكثر إثارة للدهشة، فهو خفض الزمن الأقصى للمسافة بين المدن المضيفة وأقرب مطار إلى 90 دقيقة، بينما تستغرق الرحلة من مطار الدار البيضاء إلى مدينة الجديدة على الساحل الغربي للمغرب 91 دقيقة.
من يقف في وجه المغرب؟
يدرك الكثيرون أن الهيكل الإداري للفيفا -بما في ذلك رئيسه غياني إنفانتينو- سيفضل الحملة المشتركة، بما لديها من ملاعب مُجهَزة ومخزون من أماكن إقامة وبنى تحتية، ناهيك عن 300 مليون دولار إضافية سيضمن مجلس إدارة الفيفا الحصول عليها، إذا ما عُقِدَت دورة الألعاب في الولايات المتحدة.
ومعروف أيضاً أن 3 أعضاء من المجلس التنفيذي للفيفا، وهم الأميركي سونيل غولاتي، ونائب رئيس اتحاد شمال ووسط أميركا والكاريبي (كونكاكاف) فيكتور مونتاغلياني، وساندرا هيريرا من ساموا الأميركية، حضروا الاجتماعات المعنية، في حين أنه كان يتعين عليهم الانصراف.
كما أعلن وزير الرياضة الجنوب إفريقي، توكوشيل تشاسا، الأسبوع الماضي، أن بلاده لن تدعم ملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026.
ومن المدهش أيضاً رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتدخل في السباق، في حين أن قواعد الفيفا تحظر التدخل السياسي؛ إذ كتب في تغريدة يقول: "أعدت الولايات المتحدة ملف ترشح قوياً مع كندا والمكسيك لكأس العالم 2026. سيكون من المؤسف أن تضغط دول لَطَالما دعمناها ضدّ ملف الترشح الأميركي. لِمَ يجب علينا أن ندعم هذه الدول، في حين أنها لا تدعمنا (بما في ذلك داخل الأمم المتحدة)".
لكنه ملف طموح
هذا، ويقوم ملف الترشح المغربي على فكرة إفريقيا في مواجهة أوروبا، ويضم 12 مدينة مضيفة وميزانية بقيمة 3 مليارات دولار لتشييد استاد.
وتشمل الخطة كذلك بناء 9 ملاعب، 6 منها بنظام الوحدات ما يسمح بتقليل مساحتها عقب انتهاء المنافسات، إضافة إلى إجراء إصلاحات مكثفة على 5 ملاعب موجودة بالفعل.
ويأمل العمراني وفريقه في إقناع الاتحادات الأخرى الأعضاء في الفيفا، وعددها 207، بالمشاركة في التصويت على أن المغرب -الذي ترشح لاستضافة المونديال 4 مرات سابقة- قادرٌ الآن على استضافة الحدث الرياضي الأكبر على أراضي القارة الإفريقية.