كشف مصدر بنادي الزمالك المصري أن مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة النادي القاهري، لم يستشر أعضاء مجلسه قبل إعلان قرار منح رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ، الرئاسة الشرفية لـ "القلعة البيضاء".
وأكد المصدر أن منصور لم يتطرق إلى الأمر في اجتماعه بمجلس الإدارة الذي انعقد السبت 5 مايو/أيار 2018.
وكان مرتضى منصور أعلن صباح السبت في مؤتمر صحافي، عن منح المستشار في الديوان الملكي السعودي تركي آل الشيخ منصبَ الرئيس الشرفي للزمالك، كنوعٍ من الاعتذار عمَّا بدر من رئيس النادي السابق ممدوح عباس، الذي رفض الدعم المالي الذي يُقدِّمه آل الشيخ للزمالك، قائلاً إن هذا يعد تدخلاً في شؤون الزمالك الداخلية.
ومن خلال تغريدة على تويتر، قال عباس "إلى تركي آل الشيخ.. الزمالك ليس للبيع، ولن تكون رئيساً شرفياً للنادي ما بقيت أنا على قيد الحياة".
وفور انتهاء المؤتمر الصحافي، أعلن الآلاف من مشجعي "القلعة البيضاء"، رفضهم لقرار مرتضى منصور، معبرين عن غضبهم من خلال هاشتاغ #تركي_برا_الزمالك والذي أصبح الهاشتاغ رقم واحد في مصر.
وجاءت أغلب التعليقات متضامنة مع رأي ممدوح عباس بأن نادي الزمالك لا يشترى بالمال، وأن جماهيره حرة ترفض أن يسيطر عليها تركي آل شيخ.
وأعلن تركي آل الشيخ، رفضه منصب الرئيس الشرفي لنادي الزمالك.
وجاء رفضُ آل الشيخ للمنصب من خلال بيانٍ عبر صفحته على فيسبوك، قال فيه إنه يتشرَّف بالرئاسة الشرفية للزمالك، لكنه لن يستطيع قبولها، كونه أحد عشاق النادي الأهلي المصري، والرئيس الشرفي له.
خطة مرتضى
وكشف مصدر مقرب من مرتضى منصور لـ "عربي بوست"، أن رئيس الزمالك كان يخطط لاستغلال توتر علاقة آل الشيخ بمجلس الأهلي مؤخراً، وحاول استمالته للزمالك، من أجل الاستفادة منه مادياً في جلب صفقات وكسب أفضلية مادية على حساب الغريم الأهلي.
وأوضح المصدر، "مرتضى من حقه أن يفكر في مصلحة الزمالك، ووجود آل الشيخ في الرئاسة الشرفية للزمالك، كان سيزيد الجفاء بينه وبين الأهلي، خصوصاً بعد التسريبات من النادي الأحمر التي رجحت سحب الرئاسة الشرفية للأحمر منه".
وكانت حالة من الغضب قد سادت بين جماهير وأعضاء مجلس إدارة الأهلي المصري، بعدما عرض رئيس هيئة الرياضة السعودية والمستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ، التكفل باستقدام جهاز فني ولاعبين جدد للفريق.
آل الشيخ أعلن الأربعاء 2 مايو/أيار 2018، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك دعم "القلعة الحمراء" بجهاز فني عالمي ولاعبين أجانب على مستويات عالية، وذلك بعد الخسارة التي تعرض لها الفريق وخروجه من كأس مصر.
وأوضح آل الشيخ رغبته في دعم الأهلي بـ "ما يليق بتاريخه لإعداد الفريق وتهيئته للدوري وبطولة إفريقيا للأندية الموسم القادم". وكشف رئيس هيئة الرياضة السعودية عن حضوره إلى القاهرة يوم 14 مايو/أيار 2018، من أجل عرض "مشروع القرن" للأهلي والملعب الجديد على المسؤولين.
من جانبه، تواصل "عربي بوست" مع عضو بمجلس إدارة الأهلي – تحفظ على ذكر اسمه – للاستفسار عن موقف النادي المصري من العرض.
وأبدى العضو انزعاجه الشديد من مقترح آل الشيخ "وطريقة عرضه وتوقيته"، مؤكداً أن هذا السلوك من الوزير السعودي لا يليق بالنادي الأهلي ويفتح السبيل لوابل من الانتقادات لمجلس الإدارة.
وكشف عضو المجلس أن آل الشيخ هاتف رئيس النادي محمود الخطيب بعد مباراة الأسيوطي التي خسرها في كأس مصر، وعرض هذا العرض عليه، واستقبل رئيس الأهلي الاقتراح بهدوء وشكَر آل الشيخ، لكنه في الوقت نفسه أكد له أن مجلس الإدارة لم يجتمع بعدُ لبحث موقف فريق الكرة والجهاز الفني بقيادة حسام البدري.
وقال عضو مجلس الإدارة، "يبدو أنه لما استشعر آلُ الشيخ تجاهل الخطيب اقتراحه، قرر طرحه على الملأ لإحراج مجلس الأهلي".
وتابع، "الخطيب اجتمع بلاعبي الفريق، وأكد لهم ثقته بهم وبالجهاز الفني، قبل مواجهة الترجي التونسي المهمة للغاية، في مستهل مشوار الفريق بدور المجموعات من بطولة دوري أبطال إفريقيا".
موضحاً أن"ما بدر من آل الشيخ لم يكن في وقته تماماً ولا يليق بمُحبٍّ للنادي، حيث إن الفريق مقبل على بداية مشواره الفعلي بالبطولة القارية الأهم في إفريقيا على مستوى الأندية، والغائبة عن خزائن الفريق منذ 2013″.
من جانبه، أكد إيهاب الخطيب، رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الوطن" المصرية، والصحافي المقرب من مجلس الأهلي، أن اسم تركي آل الشيخ قد ينفصل قريباً جداً عن كيان النادي الأحمر.
وذكر الصحافي في تدوينة على فيسبوك، أن لا أحد سوف يُحضر لاعبين أو مدربين عالميين إلى النادي الأهلي، "هذا الباب أُقفل".
آل الشيخ أمام هذه الحالة من الغضب الأهلاوي أصدر بياناً جديداً أكد فيه أن البعض فسَّر استعداده لتقديم دعم سريع للنادي الأهلي، بأنه "تدخُّل في شؤون النادي"، موضحاً أن مشاعره ومحبَّته هي التي تحركه نحو مساعدة "القلعة الحمراء".
انقلب السحر على الساحر
وأكد المصدر القريب من مرتضى منصور أن رئيس الزمالك يعيش حالياً حالة من الغضب العارم بعد رفض آل الشيخ عرضه، وأوضح أن ما حدث أفسد مخطط منصور، بل وأن رد آل الشيخ نال إعجاب إدارة ومحبي الأهلي، وساهم في إزالة التوتر بين الوزير السعودي ومحبي "القلعة الحمراء".
وأوضح أن مرتضى قرر عدم مهاجمة آل الشيخ في وسائل الإعلام وأكد أنه يتقبل وجهة نظره بخصوص رفض العرض، وذلك لأنه مازال يطمح أن يساهم الوزير السعودي في التكفل بتكاليف تعاقد الزمالك مع المدير الفني السويسري كريستيان غروس.
وتابع "رغم أن آل الشيخ الرئيس الشرفي للأهلي، إلا أنه سبق وأن تكفل بتكاليف صفقة ضم الزمالك لحمدي النقاز مدافع منتخب تونس في فترة الانتقالات الشتوية الماضية".