أنهى مسيرته في المغرب “التي عشق”.. هكذا نعت France Football الفرنسي هنري ميشيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/30 الساعة 06:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/30 الساعة 06:11 بتوقيت غرينتش

ترك بصمته في الزمالك المصري والنصر السعودي والعين الإماراتي، وأخيراً المنتخب المغربي. اللاعب السابق والمدرب الفرنسي هنري ميشيل توفي قبل أيام عن عمر يناهز 70 عاماً، مخلفاً وراءه قصة عشق للمغرب وسجلاً حافلاً بالنصر تارة والهزيمة تارة أخرى.

رحلة طويلة في عالم كرة القدم أمضاها المدرب، الذي تقاطع دربه مع نواد ومنتخبات عربية وإفريقية عدة.

عاش ميشيل العقدين الأخيرين من مسيرته التدريبية في إفريقيا. ولعل من أبرز محطاته التدريبية، الـ 5 سنوات التي قضاها مدرباً لمنتخب المغرب.

وأشارت صحيفة France Football الفرنسية الشهيرة، نشرت خبر وفاته في 24 أبريل/نيسان 2018، وبعدها تتالت الشهادات ورسائل النعي، علماً أنه دفن اليوم الجمعة في منزله الكائن في مدينة "آكس أون بروفانس" بجنوب فرنسا، بعد صراع مع مرض السرطان.

حضر مراسم الدفن العديد من الأسماء اللامعة في كرة القدم مثل ماريوس تريزور، وآلان جيريس، وجان تيغانا، وبرنار لاكومب، وميشيل بلاتيني، وغيرهم الكثير.

القارة السمراء تنعي "ميكي"

لم تكن القارة الإفريقية الوحيدة التي انتفضت لتوديع "ميكي"، وهو اللقب الذي اشتهر به ميشيل خلال مسيرته على اعتباره لاعباً.

درّب ميشيل 8 منتخبات دولية؛ الكاميرون والمغرب وتونس وساحل العاج، ومصر وجنوب إفريقيا وغينيا الاستوائية وكينيا. كما خاض كأس العالم في 3 مناسبات على دكة بدلاء منتخبات إفريقية، وذلك في سنة 1994 مع الكاميرون، وفي سنة 1998 مع المغرب، ومع ساحل العاج في سنة 2006.

7 أشهر عجاف في الكاميرون

بعد ست سنوات طويلة من إقالته من منصب تدريب المنتخب الفرنسي، تولى ميشيل تدريب الكاميرون. في هذه الأثناء، تكفل بقيادة باريس سان جيرمان لفترة وجيزة بين سنتي 1990 و1991، قبل أن يشد الرحال إلى إفريقيا.

قضى هناك 7 أشهر معقدة للغاية، كان عنوانها الأبرز الصعوبات المالية والصراعات الداخلية، الأمر الذي تسبب في تعرض الفريق إلى فشل ذريع في كأس العالم في الولايات المتحدة. هُزم منتخب الكاميرون بنتيجة 6-1 أمام منتخب روسيا وذلك بفضل لاعبه أوليغ سالينكو.

و5 سنوات حافلة بالمغرب

عقب تلك الفترة المرهقة التي استنزفت طاقته، قرر هنري ميشيل الخلود للراحة لمدة سنة قبل أن يذهب إلى المغرب، حيث طاب له العيش واستكمال طموحه المهني

عُين مدرباً للمنتخب المغربي إلى جانب مرشده ميشيل هيدالغو. قضى هنري ميشيل 5 سنوات في المغرب، شارك في بطولتين لكأس الأمم الإفريقية. كما كان في صفوف المنتخب عندما تأهل المغرب لمونديال فرنسا 1998، والذي مني فيه "أسود الأطلس" بهزيمة أمام منتخب البرازيل بثلاثية.

طغى شعور كبير بالفخر على هنري ميشيل بعد العودة إلى البلاد على رأس هذه المجموعة التي عشقته، بغض النظر عن حقيقة استبعادها من الجولة الأولى رغم التعادل والانتصار الذي حققوه والذي تزامن مع هزيمة البرازيل ضد النرويج.

وضع أسس المنتخب الشاب

داخل أسوار المملكة المغربية، أعاد هنري ميشيل وضع الأسس ضمن المنتخب، في حين عمد إلى إقحام عناصر شابة داخل المجموعة. كما ساعد في استقدام زميله السابق في الفريق، وحيد خليلوزيتش إلى الرجاء البيضاوي.

وعلى الرغم من أن تجربته لم تنته على نحو جيد، في ظل الإقصاء من كأس الأمم الإفريقية 2000، إلا أن ميشيل ترك أثراً عميقاً على مستوى الكرة المغربية، بالتزامن مع مطلع القرن الحادي والعشرين. والجدير بالذكر أن المدرب الفرنسي كرر تجربته في المغرب في مناسبات عدة.

درب المنتخب انطلاقاً من شهر أغسطس/آب سنة 2007 إلى يناير/كانون الثاني سنة 2008. كما عمل في صفوف الرجاء في مناسبتين؛ الأولى بين سنة 2003 وسنة 2004، حيث حقق لقب البطولة وفاز في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، أما الثانية فقد كانت في سنة 2010.

وسيبقى الأب الروحي لجيل ذهبي إلى الأبد

اليوم، يرثي المغرب بأسره هنري ميشيل، الذي عمد إلى مواساة جميع اللاعبين خلال إحدى الليالي الحزينة، وتحديداً في 23 من تموز/يوليو من سنة 1998، في سانت إتيان، على الرغم من أن المنتخب تمكن من سحق منتخب إسكتلندا بنتيجة 3-0.

ويعد ميشيل الأب الروحي لجيل ذهبي من اللاعبين، على غرار مصطفى حاجي ونور الدين النيبت مروراً بشيبو وأحمد بهجا.

وبعد هذه الملحمة المغربية التي زادت من عشقه للشرق، حيث درب في الإمارات وقطر وتونس، واصل ميشيل جولته الإفريقية بالنجاح حيناً والإخفاق حيناً آخر.

وعنه قال بلاتيني، "صديق مخلص ذو إحساس نادر بالولاء. شخص يمكن أن تذهب إلى نهاية الأرض دون أن تشك في دعمه أو وجوده".

تحميل المزيد