5 أسباب تدفع المغرب للقلق من “فيفا”.. الاتحاد الدولي سيختار الملف الأميركي لكأس العالم 2026

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/23 الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/23 الساعة 15:15 بتوقيت غرينتش
The FIFA logo is seen outside the FIFA headquarters in Zurich, Switzerland, December 17, 2015. REUTERS/Ruben Sprich

قبل أن تبدأ زيارة وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى المغرب قبل أيام، كان الإعلام المغربي قد بدأ في الشكوى، والهجوم.

فريق تقييم ملفات ترشيح نهائيات كأس العالم 2026 بدأ في تقييم ملفي المتنافسَين؛ أميركا الشمالية والمغرب.

Task Force أولاً إلى مدن مكسيكو سيتي المكسيكية، وأتلانتا ونيويورك الأميركيتين، وتورونتو الكندية، في زيارة استمرت 4 أيام، وعاين منشآت التدريب، ومواقع إقامة المنتخبات، ومواقع مهرجانات المشجعين، والملاعب، وضمن ذلك ملعب "مرسيدس بينز آرينا" العصري المتطور في أتلانتا.

وفي الأسبوع الماضي، زار فريق العمل مدن مراكش وطنجة وأغادير والدار البيضاء المغربية، في رحلة استمرت 3 أيام.

وفي حين بدا أنَّ الزيارة إلى أميركا الشمالية جرت دون عوائق، كما تشير مجلة Forbes، قُوبِلَت زيارة المغرب بادِّعاءات من جانب وسائل الإعلام المغربية بأنَّ رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جيانو إنفانتينو، يُخطِّط لاستبعاد المغرب.

وسبق أن احتج المغرب رسمياً بداية أبريل/نيسان 2018، في رسالة "تظلُّم واستنكار إلى جيانو إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بخصوص التأخر في إعلام المغرب بمعايير Task Force، للتنقيط والتأهيل التقني لملفي الترشح من أجل احتضان نهائيات كأس العالم". وكانت الرسالة بتوقيع فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي اعتبر ما جرى "انحيازاً ومحاباة لملف على حساب آخر".

لهذه الأسباب الخمسة التالية يقلق المغرب من احتمال وجود قرار مسبق من "فيفا" باستبعاده:

إنفانتينو سيردّ الجميل لأميركا

شنت صحيفة Morocco World News الإلكترونية المغربية هجوماً على إنفانتينو، الذي "ما كان ليُنتَخب رئيساً للفيفا دون مساعدة الولايات المتحدة، وأنَّ إنفانتينو كان يحاول بنشاطٍ وضع العقبات في طريق الحلم المغربي باستضافة كأس العالم".

والإشارة هنا إلى انتخابات "فيفا" عام 2016، عندما ساعد سونيل غولاتي، رئيس الاتحاد الأميركي لكرة القدم آنذاك، في تحويل دفة الانتخابات لصالح إنفانتينو، الذي تغلَّب على البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في التنافس على الرئاسة.

"فيفا" يفضل الأرباح الطائلة من الشبكات الأميركية

وذكرت وكالة Bloomberg الأميركية أيضاً أنَّ الفيفا سيحصل على أرباح إضافية مفاجئة وغير مُتوقَّعة، تُقدَّر بعدة ملايين من الدولارات، من شبكات البث في أميركا الشمالية إذا ما فاز ملف 2026 المُوحَّد بحق استضافة كأس العالم.

شكوك مغربية في نزاهة أعضاء Task Force

تشعر وسائل الإعلام المغربية بالقلق أيضاً حيال تشكيل فريق Task Force المعنيّ بتقييم ملفات الترشيح. ونشر موقع Josimar الكروي النرويجي، مؤخراً، مقالاً يُفصِّل خلفيات أعضاء فريق العمل وصلاتهم بإنفانتينو. حين يسمع الناس كلمة "فريق عمل"، غالباً ما يفترضون أنَّ أعضاءه هم خبراء غير مُتحزِّبين أو مُتحيِّزين، لكن وفقاً للمقال، عبَّر العديد من أعضاء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" عن قلقهم حيال نزاهة أعضاء فريق العمل.

فريق التفتيش ترك بالفعل ملاحظات سلبية

يشير رد الفعل الأوليّ على عملية التفتيش التي جرت الأسبوع الماضي إلى أنَّ المغرب لم يكن بحاجة للشعور بمثل هذه المخاوف: بالفعل شكَّك تقييم فريق العمل للمغرب في جودة بعض جوانب الملف، خصوصاً حين يتعلَّق الأمر بالضيافة ومقاعد الشخصيات الهامة.

لكن رئيس الملف المغربي مولاي حفيظ العلمي، قال إنَّ المغرب "لا يزال عليه أن يُحسِّن جودة ملف ترشيحنا"، وإنَّ المغرب "حالياً يتفاوض مع الفيفا لإيجاد حل" لمشكلة الملاعب، وسيُرسل الفيفا خبراءه للمغرب للتباحث حول حلول لتلك المسألة. وقال العلمي أيضاً إنَّ أعضاء فريق العمل "عبَّروا عن إعجابهم بجودة الملف المغربي لاستضافة كأس العالم 2026".

تغيير نظام النقاط الممنوحة لعناصر الملف

تضمن نظام التنقيط المسلَّم للمغرب، في موعد متأخر، شروطاً جديدة؛ منها أن يبلغ عدد سكان كل مدينة مرشَّحة لاحتضان مباريات كأس العالم 250 ألف نسمة، وضرورة استقبال مطارات البلد المرشح 60 مليون مسافر على الأقل سنوياً، بالإضافة إلى معايير الملاعب وتسهيلات الأندية والحكام وظروف الإيواء والمواصلات.

ويسمح التنقيط الذي يحصل عليه كل بلد مترشح بترجيح كفته وتمكينه من بلوغ مرحلة التصويت أو إقصائه قبل بلوغها، وهو ما اعتبره الإعلام المغربي أمراً "يُفقد الفيفا مصداقيتها بالنظر إلى ما فضحته رسالة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم إلى فيفا".

لكن هناك فرصة قائمة لقبول الملف المغربي

ورغم مخاوف المغرب، سيُمثِّل إقصاء البلاد من جانب فريق العمل صدمةً لها إذا ما حدث؛ لأنَّ ملف ترشيح المغرب 2026 يبدو بقوة ملفات بلدان استضافت كأس العالم سابقاً، فضلاً عن أنَّ المغرب أُقصي من الترشُّح لاستضافة كأس العالم 2010.

وبالنظر إلى تصريحات إنفانتينو الأخيرة حول إمكانية استضافة قطر لكأس عالم يتكوَّن من 48 فريقاً في العام 2022، سيكون مفاجئاً إذا ما قرَّر الفيفا عدم قدرة المغرب على القيام بالنقلة من استضافة كأس عالم بـ 32 فريقاً في 2010 إلى بطولة مُؤلَّفة من 48 فريقاً في 2026. وفي كؤوس العالم السابقة مثل قطر 2022، بدا أنَّ جودة ملف الترشيح لم يكن له أي تأثير على تحديد البلد الذي يُمنَح حق تنظيم كأس العالم.

لا علاقة للأمر بالاستعدادات: السياسة تقرر!

رغم كل الملاعب والبنية التحتية الرائعة في أميركا الشمالية، لا تزال استضافة كأس العالم أمراً مُتعلِّقاً بالسياسة. وفي ظل إعلان بلدان كفرنسا وروسيا، إلى جانب الجزء الأكبر من إفريقيا والشرق الأوسط، دعمها ملف المغرب 2026، سيكون على الملف المُوحَّد 2026 -إن كان يرغب في الفوز بحق استضافة كأس العالم 2026- أن يأمل أن تكون المحادثات التي يجريها مسؤولوه لإقناع الآخرين بالتصويت لصالحه جيدة بنفس قدر ملاعبه، كما ورد في تقرير Forbes.

تحميل المزيد