آرسنال “يطلّق” فينغر بعد رحلةٍ دامت 22 عاماً.. حكاية بدأت رائعة وانتهت بالفراق

في مفاجأة كبيرة لكل عشاق كرة القدم، أعلن الفرنسي آرسين فينغر، المدير الفني لنادي آرسنال الإنكليزي، رحيله عن الفريق اللندني بنهاية الموسم، بعد مسيرة حافلة امتدت لما يقارب 22 عاماً.

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/20 الساعة 16:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/20 الساعة 16:51 بتوقيت غرينتش

في مفاجأة كبيرة لكل عشاق كرة القدم، أعلن الفرنسي آرسين فينغر المدير الفني لنادي آرسنال الإنكليزي، رحيله عن الفريق اللندني بنهاية موسم 2017/2018، بعد مسيرة حافلة امتدت لما يقارب 22 عاماً.

وتحت عنوان "شكراً آرسين"، نشر الموقع الرسمي لآرسنال بياناً أعلن فيه رحيل فينغر، ونقل فيه كلمات للمدرب الفرنسي جاءت كالآتي:

"بعد تفكير عميق ونقاش مع النادي، أرى أنه من المناسب أن أترك تدريب الفريق مع نهاية الموسم. أشكر الجميع على منحي فرصة خدمة آرسنال لسنوات طويلة ستبقى في ذاكرتي، أديت واجبي بالتزام ونزاهة، وأشكر المديرين وطاقمي الفني واللاعبين والجماهير، الذين جعلوا هذا النادي خاصاً ومميزاً".

وأضاف "أطالب الجميع بالوقوف خلفنا للظهور بمستوى مميز حتى نهاية الموسم، وأطالب المشجعين بالحفاظ على قيم النادي.. مع محبتي للأبد".

مسيرة "نصف" مذهلة

وبالنظر إلى مسيرة آرسين فينغر مع آرسنال والتي امتدت إلى 22 عاماً تقريباً، يمكن تقسيمها إلى نصفين مختلفين تماماً.

فقد كانت الفترة منذ 1996 وحتى 2006 مليئة بالإنجازات والأرقام المميزة، فيما بدأ المنحنى ينحدر بشدة بعد ذلك حتى وصل إلى أسوأ المستويات في الموسمين الأخيرين.

عند التعاقد مع فينغر في العام 1996، ثارت علامات استفهام كبيرة حول اختيار مدرب ينشط في الدوري الياباني لتدريب ناد كبير مثل آرسنال.

فقد كان المدرب الفرنسي يتولى آنذاك مهمة تدريب فريق ناغويا غرامبوس الياباني، وقاده لتحقيق نجاحات لافتة حيث انتشل الفريق من قاع ترتيب الدوري، عن طريق الانتصار في 17 من 27 مباراة، كما ظفر معه بكأسي السوبر والإمبراطور الياباني.

في ذلك الوقت كان آرسنال يتخبط مع المدرب الاسكتلندي بروس ريوتش، الذي درب الفريق لمدة عامين لم يحقق فيهما إنجازاً يذكر، ليقرر النادي اللندني الاستعانة بخدمات فينغر.

بداية نارية للفرنسي

فور وصوله إلى قلعة شمال لندن، عمل فينغر على بسط نفوذه في النادي، الأمر الذي لم يلق قبولاً لدى بعض اللاعبين وعلى رأسهم توني آدامز قائد الفريق.

لكن فينغر نجح في ترويض كل من عارضه ليحدث ثورة على مستوى التعاقدات بضم نجوم على غرار الهولندي مارك أوفر مارس والفرنسي نيكولاس آنيلكا ومواطنه إيمانويل بيتي.

وجاءت النتائج المميزة بعد ذلك حيث نجح الفريق في الفوز بثنائية الدوري والكأس المحليين في العام 1998، ليفوز بجائزة أفضل مدرب في إنكلترا للعام نفسه.

في الموسم الذي يليه، اكتفى الفريق بالمركز الثاني في الدوري الإنكليزي، ليقرر فينغر إحداث ثورة تعاقدية، بضم العديد من اللاعبين أبرزهم نوانكو كانو أسطورة نيجيريا، والغزال الفرنسي الأسمر تييري هنري.

آتت هذه السياسة ثمارها جزئياً فوصل الفريق إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (الاسم القديم لبطولة الدوري الأوروبي) وخسر من غلطة سراي التركي، كما خسر نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي أمام ليفربول.

في الصيف الذي يليه واصل فينغر سياسته ليضم لاعبين جدداً مثل الهولندي جيوفاني فان برونكوهورست والإنكليزي سول كامبل والنجم السويدي فريدي ليونبرغ والجناح الفرنسي المميز روبرت بيريز.

وبدمج هذه المجموعة الجديدة المميزة رفقة اللاعبين القدامى، تمكن فينغر ورجاله من تقديم موسم مبهر، توجوه بالفوز بالثنائية المحلية مجدداً موسم 2001/2002.

في الموسم الذي يليه فاز الفريق بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي وحل ثانياً في الدوري.

الـ "بريميرليغ" الذهبي

أوج توهج آرسنال مع فينغر جاء في العام 2004، الذي حقق فيه الفريق إنجازاً تاريخياً لم يتكرر حتى الآن، بالفوز بالدوري الإنكليزي بدون أي هزيمة وهو ما يطلق عليه الـ "بريميرليغ الذهبي".

بعد ذلك الموسم المذهل والذي ساعد الفريق على تحقيق سلسلة قياسية إنكليزية بـ 49 مباراة بلا هزيمة، بدأ المنحنى في الهبوط تدريجياً فاحتل الفريق المركز الثاني في الدوري الإنكليزي 2005، ولكنه انتفض في الموسم الذي يليه على الصعيد الأوروبي.

وحقق "المدفعجية" انتصارات مميزة على فرق عريقة مثل يوفنتوس وريال مدريد، ليتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2006، ويخسر من برشلونة الإسباني 1-2 ليضيع أمل فينغر في التتويج بأمجد الكؤوس الأوروبية.

الملعب الجديد نقطة تحول

جاءت هذه الخسارة بالتزامن مع خطط النادي لبناء ملعب جديد، لتكون نقطة تحول إلى الأسوأ في مسيرة فينغر مع آرسنال، إذ باع المدفعجية العديد من المواهب المميزة في المواسم اللاحقة على غرار الهولندي روبن فان بيرسي والإسباني سيسك فابريغاس والإنكليزي آشلي كول والفرنسي سمير نصري والبيلاروسي آلكسندر هليب والفرنسي غايل كليتشي والتغولي إيمانويل أديبايور، ليلعب النادي دوراً غير رئيسي في الكرة الإنكليزية والأوروبية.

واكتفى آرسنال منذ 2006 وحتى الآن، بالفوز ببعض الكؤوس المحلية، مع الحفاظ على تواجده الأوروبي في دوري الأبطال باستثناء العام الأخير.

مطالبات بالرحيل

بعدما حقق الفريق نتائج كارثية في فترة فينغر الأخيرة كالسقوط التاريخي أمام مانشستر يونايتد بنتيجة 8-2 في 2011/2012، والخسارة من تشيلسي 6-0 في 2014، و5-1 من ليفربول في نفس العام، بدأت المطالبات من قبل الجماهير برحيل فينغر عن تدريب "المدفعجية".

وزادت هذه المطالبات بشدة بعد فشل الفريق الموسم الماضي، للمرة الأولى تحت قيادة فينغر، في التأهل إلى دوري الأبطال.

ورغم ذلك، وفي الصيف الماضي، أعلن النادي تمديد عقد فينغر لموسمين جديدين، إلا أن الفرنسي، بعد الفشل المحلي الكبير هذا الموسم واحتلال المركز السادس حتى الآن في الدوري، آثر أن يكتب نهايته بيده ويعلن الرحيل.

أبرز إنجازاته مع آرسنال

بطل الدوري الإنكليزي: 1997/1998، 2001/2002، 2003/2004.

بطل كأس الاتحاد الإنكليزي: 1997/1998، 2001/2002، 2002/2003، 2004/2005، 2013/2014، 2014/2015، 2016/2017.

بطل الدرع الخيرية: 1998/1999، 1999/2000، 2002/2003، 2004/2005، 2014/2015، 2015/2016.

مدرب العام: مواسم 1997/1998، 2001/2002، 2003/2004.

تحميل المزيد