خبث Telegraph.. صحيفة تكشف فساد مدرب إنكلترا وتضع رأسه على المقصلة

ذكرت تقارير صحفية أن مدرب منتخب كرة القدم الإنكليزي سام ألاردايس استغل منصبه، للتفاوض حول صفقة قيمتها 400 ألف جنيه إسترليني، كما قدّم نصائح لرجال أعمال تمكنهم من التحايل على قواعد اتحاد كرة القدم بشأن نقل أو بيع اللاعبين، وفقاً لصحيفة التليغراف البريطانية.

عربي بوست
تم النشر: 2016/09/27 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2016/09/27 الساعة 14:22 بتوقيت غرينتش

ذكرت تقارير صحفية أن مدرب منتخب كرة القدم الإنكليزي سام ألاردايس استغل منصبه، للتفاوض حول صفقة قيمتها 400 ألف جنيه إسترليني، كما قدّم نصائح لرجال أعمال تمكنهم من التحايل على قواعد اتحاد كرة القدم بشأن نقل أو بيع اللاعبين، وفقاً لصحيفة Telegraph البريطانية.

ووفقا لصحيفة Telegraph فإن المدرب وقبل أن يبدأ حتى أولى جلسات تدريبه لفريق كرة القدم الإنكليزي، بدأ التفاوض مع رجال يدّعون أنهم ممثلون عن شركة
Far East فار إيست"، التي تأمل في التربح من سوق انتقالات وبيع لاعبي الدوري الإنكليزي الممتاز والبالغ قيمته مليار جنيه إسترليني.

وقد وافق على السفر إلى سنغافورة وهونج كونغ كوسيط، وشرح لرجال الأعمال كيف يمكنهم الالتفاف حول القواعد المنظمة لاتحاد كرة القدم، والتي تحظر ملكية أطراف ثالثة للاعبين.


وفي الوقع كان رجال الأعمال الذين قابلهم ألاردايس صحفيين متخفيين، وقد جرى تصويره ضمن تحقيق مدته عشرة أشهر لصحيفة Telegraph حول مزاعم فساد ورشوة تلتصق برابطة كرة القدم الإنجليزية.

وعلى مدار لقاءين مدتهما أربع ساعات، قال ألاردايس لرجال الأعمال المزيفين إنه لا ضير في تجاوز قواعد اتحاد كرة القدم.

وقال إنه يعرف وكلاء يقومون بهذا الأمر طوال الوقت: "يمكنك الالتفاف حول القواعد. من الواضح أن هناك مالاً كثيراً لنربحه".

وتوصف "ملكية الطرف الثالث" في أوساط كرة القدم بـ" العبودية" لأنها تسمح للشركات بامتلاك حصة في لاعب كرة القدم. وقد حظر اتحاد الكرة الإنكليزي هذه الممارسات في 2008 وتبعه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في 2015.

وتعني ملكية طرف ثالث أن يمتلك وكيل أو مستثمر حصة في الحقوق المالية للاعب وأن يحصل على أتعاب أو عمولة في كل مرة ينتقل فيها اللاعب من ناد لأخر، على النقيض من الصفقات التقليدية التي يدفع فيها النادي الذي سيشتري اللاعب كل المال للنادي البائع دون تدخل أو استفادة طرف ثالث.

وقال ألاردايس، البالغ من العمر 61 عاماً، لعملائه المحتملين إنه لا توجد مشكلة في التحايل على القواعد "السخيفة".

وأخيراً، استأنف مدير المنتخب الإنكليزي اجتماعه مع ممثلي الشركة الوهمية بتناول العشاء معهم في إحدى مطاعم مدينة مانشستر، حيث ناقش معهم مواعيد السفر إلى سنغافورة.

صفقات وأنشطة مشبوهة


ويواجه ألاردايس، الذي يتقاضى ثلاثة ملايين جنيه إسترليني سنوياً بالإضافة إلى المكافآت، أسئلة حول سلوكه بعد أسابيع من بدئه أول مباراة له مع المنتخب الإنكليزي.
وخلال لقائه برجال الأعمال، أدلى ألاردايس تعليقات حول الأداء السابق للفريق الإنكليزي.

وعلق على المدرب السابق للمنتخب الإنكليزي روي هودسون بقوله "إنه كان متردداً للغاية" في المباراة التي هزم فيها الفريق أمام أيسلندا ببطولة الأمم الأوروبية. وقال أيضاً إن غاري نيفيل، مساعد هودسون، كان له تأثير سيئ على الفريق وكان ينبغي أن "يصمت ويلزم مكانه".

وبدأت صحيفة Telegraph تحقيقاً حول مزاعم فساد تطال كرة القدم الإنكليزية في العام الماضي عندما وردتها معلومات تفيد بوجود مدراء ومسؤولين ووكلاء يتلقون ويعطون أموالاً مقابل تنفيذ صفقات بيع اللاعبين.

وخلال الصيف الحالي، أنفقت أندية الدوري الإنكليزي الممتاز رقماً قياسياً بلغ 1.7 مليار جنيه إسترليني على صفقات بيع اللاعبين وأنفقت أندية الدرجة الثانية 214 مليون جنيه أخرى.

تحقيق الصحيفة ورّطه


ومن المتوقع أن تثير هذه المعلومات الجديدة قلق اتحاد الكرة بشأن شبهات الفساد التي تحوم حول كرة القدم الإنجليزية ومدى ملاءمة وكفاءة القواعد المنظمة لهذه الصناعة.

ويخلق الاتفاق، الذي تبغ قيمته 400 ألف جنيه إسترليني مع شركة سمسرة بلعبة كرة القدم، تضارب مصالح لدى مدير المنتخب القومي الذي سيصبح بمثابة موظف لدى هذه الشركة، ما سيضمن لعملاء الشركة معاملة تفضيلية عند إبرام صفقات بيع اللاعبين.

وقال ألاردايس للصحفيين المتخفيين إن الممارسة المحظورة في إنكلترا لا يزال مسموحاً بها في "كل دول أميريكا الجنوبية، وفي البرتغال، وإسبانيا، وبلجيكا، وكل دول القارة الأفريقية" وإن اللاعب الإيكوادوري إينير فالنسيا خضع لاتفاق ملكية طرف ثالث عندما وقع عقداً مع فريق "ويست هام" مقابل 12 مليون إسترليني لشرائه من نادِ مكسيكي في 2014.

وعندما سئل ألاردايس ما إذا كان التورط في ملكية طرف ثالث قد يسبب مشاكل، أجاب بأنه "لا مشكلة في هذا الأمر".

وخلال اجتماع بأحد فنادق لندن في شهر أغسطس/آب، ناقش ألاردايس، الذي عينه اتحاد كرة القدم في 22 من يوليو/تموز، ملكية طرف ثالث للاعبين مع صحفيين متخفيين يدعون تمثيلهم لشركة مقرها الشرق الأدنى لتأمين موطئ قدم لهم في سوق كرة القدم الإنكليزية المربح.

وحضر ألاردايس الاجتماع مع وكيله "مارك كورتيس" ومستشاره المالي "شين مالوني" بعد أن تواصل معه سكوت ماجارفي، الذي يعمل كوكيل أو سمسار في لعبة كرة القدم وهو صديق قديم لأردايس. لكنه لم يكن يعلم بحقيقة الصحفيين المتخفيين.

صور نشرتها الصحيفة للمدرب وهو يعقد صفقات مشبوهة

أرسلت التليغراف رسالة إلكترونية تحتوي على تفاصيل تحقيقها لاتحاد الكرة أمس والتي ترفع 18 سؤالاً بشأن هذا الموضوع وتعليقات ألاردايس خلال الاجتماعين. غير أن اتحاد الكرة رفض الإجابة على أية أسئلة قبل الحصول على نص المحادثات.

ورد متحدث رسمي للاتحاد بقوله: "طلبنا من الصحيفة تزويدنا بالحقائق الكاملة حول هذا الشأن".

هذا المقال مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية، للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

علامات:
تحميل المزيد