لنقلها بكل صراحة ونعترف أننا لا نملك لعبة كرة القدم ولا حتى بطولة سميت احترافية بالخطأ!
لنكفّ قليلا عن البكاء على أطلال منتخب 1976 ونشوة الفوز على البرتغال في كأس العالم 1986 ونمتلك القليل من الجرأة لإعلان رسميًّا المغرب بلد بدون منتخب حتى إشعار آخر..
ما العيب في ذلك؟ شخصيًّا لا أرى في ذلك جريمة أو ضربًا لثوابت الوطن ولن يتسبب الأمر في سقوط ضلع من الأضلاع الخمسة لنجمة العلم الوطني، لكن الأصعب هو حين تسقط بعد كل مباراة مكانة الكرة المغربية في عيون المنتظم الدولي، وتقسط أيضا ثقة المغاربة تجاه فريق يمثل حلمهم الكروي بإدارة طاقم الإداري فني وطبي يكلف الجامعة الملكية لكرة القدم ميزانيات بالملايين تصرف في التربصات الإعدادية مقابل وصمات عار تبصم وحصاد خيبات الأمل!
نعرف جيدا أين يكمن الخلل ونعي جيدا كذلك المقولة التي تردد كثيرا "إذا أُسندت الأمور إلى غير أهلها فانتظر الساعة" فننتظر بعد كل مباراة تحقق المعجزات، لأننا لم نحسم في مجموعة من الأشياء بداية من القمة، قمة الهرم داخل مكاتب جامعة كرة القدم ووسط منظومة كروية مغربية ككل يصيبها العطب.
لا نمتلك الجرأة أبدًا لنذهب مباشرة نحو مكمن الخلل رغم ما يحدث هو بمثابة تشخيص ميداني للداء ونكتفي دومًا بتوجيه اللوم للمدرب واللاعبين وحدهم ونعتبرهم "الحيط القصير" الذي يسهل على الجميع تسلقه!
أحببت كثيرا فكرة "مغرب بدون منتخب" ولدي الكثير من المبررات لذلك أهمها أن منتخبنا ينهزم كثيرا ويفوز من حين إلى آخر مع اللجوء إلى منطق الحساب "بالخوشيبات" وانتظار تعادل الفريق الفلاني وخسارة الفريق الآخر.
في كل مرة نكتشف كجمهور أننا نمارس لاشعوريًّا "الحريڭ" الرياضي نحو العشق الإسباني داخل فضاءات المقاهي التي تكون شاهدت على ملامح الانتشاء بمشاهدة كرة قدم حقيقية، هجرة نحو فردوس البارشا والريال والمباريات التي تلعب بمنطق آخر من اللعب وأحيانا حتى ولو بُرمجت تزامنًا مع مباراة تجمع المنتخب المغربي بمنتخب آخر.
نتلذذ بنشوة إحساس نفتقده بداخلنا وامتلكنا الانتماء من نوع آخر لبد آخر وكرة قدم أخرى تسافر بنا بعيدًا وتنسينا قليلًا حقيقة مُرة أننا لا نملك منتخبًا..لنقلها صراحة إننا أسود لا تزأر لا تملك أنيابًا ولا مخالبَ.. أسود أليفة تروضها الهزائم!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.