غالباً ما تكون الأخبار القادمة من مدينة حلب، وتحديداً الجزء القابع تحت سيطرة المعارضة، عن عدد الصواريخ التي سقطت على أحيائها وما خلّفته من دمار، ولكن مساعي مدرب الملاكمة شعبان قطان لافتتاح أول صالة ملاكمة بعد اندلاع الحرب هي ما أضفى حياة أخرى وأملاً لما تبقى من الأطفال لممارسة رياضة، من وجهة نظر البعض من الغريب وجود صالة ملاكمة بين ركام خلفته الحرب.
نادي الشهباء الرياضي للأحرار هو الاسم الذي اختاره المدرب شعبان قطان الذي كان لاعباً سابقاً في منتخب سوريا للملاكمة، ولكنه بعد اندلاع الحرب اختار الانضمام إلى صفوف الثوار، ولكنه في الوقت نفسه لم ينسَ حلمه بإعادة هذه الرياضة مجدداً إلى مدينة حلب.
تسعون طالباً
"صعوبات ومتاعب كثيرة واجهتني"، يقول قطان: "أيام كثيرة استغرقني الأمر من أجل تنظيف هذه الغرفة التي كانت مهجورة ومهدمة بسبب القصف العنيف على المدينة وما خلفه من دمار".
وأضاف قطان لـ"عربي بوست" أنه "ليس من السهل تجهيز هذه الصالة، حيث اشتريت الجزء الأكبر من تجهيزاتها مثل أكياس القتال ومستلزمات الحلبة ووسادات الحماية من تركيا؛ لأنه بالتأكيد لن أجد هذه المواد في حلب".
وعلى الرغم من خوف الأهالي من إرسال أولادهم إلى هذه الصالة خوفاً من تعرّضها للقصف، إلا أنه إلى اليوم سجل قرابة 90 طالباً سواء لتعلّم الملاكمة أو التايكوندو، أما الفترة المسائية فتمّ تحديدها من أجل اللاعبين لممارسة ألعاب القوى والحديد.
"قمت بجولة على الأهالي لطمأنتهم وتوعيتهم بأهمية حضور أطفالهم التمارين، فهم بأشد الحاجة إلى ذلك في سجن الحرب الذي يعيشونه".
لأن الأمور ستعود إلى سابق عهدها قبل الحرب، يسعى قطان إلى تكبير الصالة أكثر فأكثر كي تضم "ملاعب كرة القدم والسلة وذلك بهدف تدريب كل المشتركين للحصول على بطولات ليس فقط في سوريا بل على مستوى العالم العربي أيضاً"، على حد قوله.
وختم قطان بقوله: "إن كلّ ما نقدمه هنا مجاني، لا نحتاج لمقابل مادي أن أساهم في جعل هؤلاء الناس أقوياء هو ما يكفيني".