علاء.. لاجئ سوري تحدى الصعاب وتُوّج ببطولة السويد لكمال الأجسام

عربي بوست
تم النشر: 2015/12/17 الساعة 06:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/12/17 الساعة 06:21 بتوقيت غرينتش

رغم كل ظروفنا الصعبة "نحن نستطيع"، ببساطة وبهذه الجملة شرح لنا المهاجر السوري علاء تللو بطل السويد في لعبة كمال الأجسام لعام 2015 شعوره بعد التتويج، بالمركز الأول عن وزن 90 كيلوغراماً بعد منافسة شديدة مع عدّة لاعبين سويديين.

البطولة لم تكن المشاركة الأولى لتللو على مستوى السويد وأوروبا، حيث شارك في العام الماضي أيضاً وحصل على المركز الثاني على مستوى السويد والرابع على مستوى دول شمال أوروبا.

تللو مهاجر سوري 29 عاماً وصل السويد لاجئاً قبل عامين قادماً من العاصمة السورية دمشق التقت به "عربي بوست" في مدينة لينشوبينغ وسط السويد.

علاء تحدث عن رحلة هروبه من الحرب في بلاده إلى تحقيق المستحيل في السويد، حيث غادر علاء سوريا منذ عامين ونصف تقريباً نتيجة سوء الأوضاع الحياتية التي تمر بها بلاده، استقر البداية بتركيا لكن تكاليف الحياة المرتفعة وصعوبة إيجاد فرصة عمل دفعته لركوب البحر متوجهاً نحو أوروبا، أكثر من 25 ساعة قضيناها في عرض البحر قبل الوصول إلى اليونان "كانت تجربة قاسية" كما يصفها تللو الحاصل سابقاً على المركز الأول لمسابقة بناء الأجسام على مستوى سوريا عام 2009.

رسالة للجميع

"إثبات الذات وإثبات أننا شعب منفتح عملي وقادر على العطاء كان دافعي الأساسي للعب والاشتراك في المسابقة" يقول تللو لـ "عربي بوست".

ويضيف "بالتأكيد هو إثبات على المستوى الشخصي أولاً لكنه تحد على المستوى العام أيضاً، وهو رسالة لكل السوريين الواصلين حديثاً بأننا قادرون على الفعل، برغم الظروف التي مررنا ونمر بها، عملياً الضغوطات هنا كبيرة".

عانى تللو بداية من انتشار الروح السلبية بين الواصلين ومحاولات الاستهزاء بكل محاولة مروراً بمحاولات التأقلم مع المجتمع الجديد واللغة الجديدة ناهيك عن انشغال البال الدائم نتيجة بقاء عائلته في سوريا، لكنه كما يقول "إصراري على إثبات ذاتي هنا دفعني للتغلب على كل شيء عندما قررت المشاركة بالبطولة، بالطبع لعبة كمال الأجسام لعبة صعبة خاصة عندما تكون وحيداً، أنت بحاجة لتحضير وتدريب متواصل ولنوع غذاء ونمط حياة محدد، خاصة بعد الفترة اللي قضيتها بدون تمرين أثناء رحلة وصولي إلى هنا والتي تجاوزت 5 أشهر".

بطل أوروبا

الحظ كان حليف تللو فهو كما يوضح "بدأت التدريب قبل حصولي على إذن الإقامة، وقتها لم يكن بمقدوري الانتساب لناد رياضي بسبب نقص الأوراق والحاجة للحصول على رقم وطني للتسجيل، لكن صدفةً محضة جمعتني بمالكة أحد نوادي المدينة التي أعيش بها، سمحت لي بالتمرّن ضمن النادي ولم تتقاض مني حينها أية رسوم".
هذه الصدفة هي التي دفعت اللاعب للاستمرار بالتدريب أكثر وأكثر، وحصوله اليوم على المركز الأول، علاء يرى نفسه بطل أوروبا العام القادم، ولا يخفي أمانيه بأن تكون عائلته حاضرةً في حفل تتويجه القادم.

تحميل المزيد