أتعرف تلك الأوقات التي لا تسير فيها الأمور على ما يرام بين الزوجين بعد ولادة طفل جديد؟ مع مرور الوقت وتطور العلاقة، يتراكم التوتر والمسؤوليات مثل الرواسب.
قد يظل الزوجان يستمتعان بالمنظر ولكن ليس بنفس القدر الذي كانا يستمتعان به من قبل.
إذ لم تعد العلاقة متألقة أو رائقة كما كانت، لكن الأمور لا تزال بخير.
أميتي كرامر وهي متخصصة في العلاقات الزوجية، وتنظم ورشات لتعزيز الحب بين الأزواج تتحدث عن بعض النصائح تطوير العلاقات لدى الأهل بعد ولادة الطفل في مقال لها لمعهد Gottman.
كيف يمكن للزوجين الحفاظ على حبهما؟
أطلقت كرامر على الورشة اسم "وصول طفل إلى المنزل أو Bringing Baby Home" والتي تساعد الأزواج على تطبيق أو تجديد تصورات معتمدة على أبحاث، ويُسهل تطبيقها لتحسين حياتهما.
-
القيام بأشياء صغيرة مرات كثيرة
قالت أم حديثة حضرت الورشة مع طفلها في ربيع 2018 "إن وجود مولود جديد في المنزل قد غير جميع أولوياتنا. شعرنا بفقدان السيطرة. أعتقد أن الورشة ساعدتنا على أن نتذكر أهمية الاهتمام بأنفسنا".
بمجرد وصول طفلك قد لا تتمكن من الحفاظ على ترتيب علاقتك كما كنت تفعل من قبل.
قد يصبح الخروج ليلاً مستحيلاً لسنوات. وسيصبح الوقت الذي كنت تقضيه في متابعة نتفليكس وقت للغسيل.
وستحل التغذية وتغيير الحفاضات محل كل شيء آخر. لكن لا يعني هذا أن عليك افتراض الأسوأ. أنت في مرحلة صعبة يمر بها جميع الآباء الجدد.
إحدى طرق الحفاظ على الحب بين الزوجين تجربة شعار "القيام بأشياء صغيرة مرات كثيرة" مع شريكك.
ما يعني اقتناص لحظات صغيرة من يومك للقيام بأشياء لطيفة إضافية.
فإذا كان شريكك يحب المطبخ النظيف، فخذ دقيقة إضافية لتنظيم ومسح أسطح المطبخ، أو وجه له الشكر وأخبره بمدى تقديرك لما يفعله لك وللطفل الجديد.
قد يعني ذلك أن تجلس، دون هاتفك، وتشاهد الحلقة الجديدة من برنامجك التلفزيوني المفضل برفقته، أو أن ترسل رسالة حب نصية في منتصف اليوم.
أو ربما تخبره بشيء تحبه فيه قبل النوم، أو أن تنظر إليه وتبتسم، يمكنك أن تجامله وتخبره كم يبدو رائعاً.
هذه الأشياء الصغيرة تشبه الصيانة اليومية والصيانة هي مفتاح إذ أن التعامل مع مشكلة مُهمَلة يصبح أكثر صعوبة.
2. الاهتمام ورؤية المشكلات باعتبارها فرصة
لدينا جميعاً احتياجات ما، نرغب في تلبيتها، وبسرعة! ومع ذلك، لا يجيد الكثير من الناس التعبير عن احتياجاتهم بطريقة مسؤولة أو فعالة. فمن الشائع أن يلجأ البعض إلى:
- كتمان احتياجاتهم ثم إخراجها دفعة واحدة
- أو عدم التعبير عنها مطلقاً
- أو التعبير عنها بطريقة لاذعة تسيء إلى من يحبونه.
بعد وصول الطفل الجديد سيتغير نوع الدعم الذي يحتاجه الوالدان الجديدان بشكل جذري!
إن العثور على طريقة للبحث عن الاحتياجات والتعبير عنها في العلاقة هو مفتاح وضوح العلاقة.
ومن شأن بذل المزيد من الجهد للاهتمام باحتياجاتك والتعبير عنها بلطف مساعدة الوالدين على تجنب الشجار والاختلافات.
ضع في اعتبارك أن التسبب في شعور شخص ما بالخجل بسبب احتياجاته لا ينتهي أبداً بشكل جيد.
جرّب الأفعال التي من شأنها المساعدة مثل عرض المزيد من المساعدة أو تخصيص وقت لكما سوياً، أو تولي رعاية الطفل حتى يتمكن شريكك من أخذ غفوة مثلاً والاستحمام أو ربما الخروج قليلاً مع الأصدقاء!
3. انظر إلى المشاكل جيداً
إن المشاعر العاطفية فوضوية ومضطربة! يصعب تصنيف أو فهم أو إدارة المشاعر، خاصة في الأطفال، وأحياناً في البالغين أيضاً.
بالنسبة إلى بعض الآباء الجدد، فإن ورشة "وصول طفل إلى المنزل Bringing Baby Home" هي أول مكان يسمعون فيه عن توجيه المشاعر Emotion Coaching كما تقول أميتي كرامر.
فهو برنامج قائم على الأبحاث من أجل تربية الطفل بطريقة إيجابية وداعمة، وتأثيره في دعم أنفسهم وشركائهم وأطفالهم.
توضح الأبحاث أن الأبوة والأمومة، والحياة بشكل عام، هي أكثر تعقيداً من مجرد عيش حياة سعيدة ومستقرة.
إن عواطفنا قد تجذبنا إلى تجارب جميلة، أو مخيفة، أو متعبة، أو غاضبة أو مخيبة للآمال. نحن بحاجة إلى معرفة كيفية التعبير عن تلك المشاعر، وكذلك أطفالنا.
الفرح والسعادة مشاعر عظيمة، وضرورية لحياة مُرضية، ولكن ليس على حساب خنق التعبير عن المشاعر الأخرى.
ومن أجل نجاح وازدهار الأطفال والعائلات بشكل كامل، يجب أن تُقيَّم جميع المشاعر – حتى ما تعتبره مشاعر سلبية – والتعبير عنها وفهمها والتحقق منها.
في بعض الأحيان، يعني ذلك السماح لنفسك بأن تكون ضعيفاً أو – في أوقات مختلفة – أن تبقى ثابتاً عندما يدخل شخص تحبه في شِرك الضعف.
عندما تكون متصالحاً مع حالة ضعفك وتطلب من شريكك مساعدتك، فهي أيضاً فرصة رائعة للتواصل؛ إذ إنها بمثابة دعوة لشريكك.
-
الاستماع والتفهّم
هناك طريقة أفضل للتعامل مع الضغوط والمشاكل، والخطوة التالية صعبة: فهي لا تعمل إلا إذا كان كلا الشريكين يرغبان في بذل الجهد.
تبدأ هذه الخطوة بالاستماع والتفهّم. هذا يعني أنك بحاجة إلى أن تتوقف عن الاعتقاد بأنك على حق، أو الاعتقاد بأنك أكثر منطقية من شريكك.
يجب أن تقبل تأثير شريكك، وأن تعملا معاً كفريق واحد في تناغم وتضامن.
يجب أن تبحث وتعرف أن شريكك قد يكون محقاً، وما الذي يجعله يشعر بالشعور الذي يشعر به، ويجب أن تتواصلا من خلال الكلمات أو التصرفات التي مازلت تحبها.
هذا كل ما في الأمر. لا حاجة لتغيير شريكك أو إصلاح المشكلة. مُجرّد الاستماع إلى شريكك وإيصاله لحالة من السلام النفسي لكونه مفهوماً ومدعوماً أمر كاف.
لا يمكن حل المشكلات ولا يمكن التوصل إلى حل وسط ما لم تكن تتعمد الاستماع من أجل الاستماع حقاً، والعمل معاً لفهم وجهات نظر بعضكما البعض وتأييدها.