يحظى بدعم أكبر من ترامب نفسه وهو أول وزير دفاع يترك منصبه غاضباً.. ماذا تعني استقالة ماتيس الفريدة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/22 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/22 الساعة 13:07 بتوقيت غرينتش
U.S. Defense Secretary James Mattis listens as U.S. President Donald Trump speaks to the news media while gathering for a briefing from his senior military leaders in the Cabinet Room at the White House in Washington, U.S., October 23, 2018. REUTERS/Leah Millis

بالإشارة بوضوح إلى خلافاته في أمور السياسة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب استقالته، أثار وزير الدفاع جيم ماتيس تحدياً فريداً من نوعه لخطط ترامب الخارجية والأمنية، ما يميزه عن آخرين كثيرين سبقوه بتقديم استقالاتهم.

وعندما دخل ماتيس، وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية يحظى بتقدير كبير في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين، البيت الأبيض، الخميس 20ديسمبر/كانون الأول 2018، كان يحظى بدعم أكبر كثيراً في واشنطن من ترامب نفسه.

وقالت مصادر إن ماتيس كان قد قرر بالفعل أن الوقت حان كي يذهب. وفي وقت لاحق أعلن ترامب أن ماتيس سيتقاعد لينشر ماتيس بعد ذلك سريعاً خطاب استقالته المؤلف من 8 فقرات.

وبينما كانت واشنطن تستوعب قرارات ترامب المفاجئة الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية من سوريا وخفض الوجود العسكري في أفغانستان، قالت مصادر إن رحيل ماتيس والغموض الاستراتيجي الذي رافقه هو ما أثار ضيق المسؤولين في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس.

وأثارت استقالة ماتيس انتقادات حادة بشكل غير مُعتاد لترامب من زملائه الجمهوريين.

قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر المنتهية ولايته: "هذا أمر محزن لبلادنا"، مضيفاً أنه يعتقد أن رحيل ماتيس قد يغيّر من دفاع الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن ترامب. وأضاف: "نحن في موقف سيئ للغاية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".

وصرح ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بأنه "حزين" لرحيل ماتيس. ودعا السيناتور لينزي غراهام، الذي كان حليفاً قوياً لترامب، إلى جلسات استماع فورية لبحث خطوات ترامب في سوريا وأفغانستان، وقال إنه يريد أن يستمع بشكل مباشر لماتيس.

وماتيس هو أول وزير دفاع أميركي يستقيل منذ عقود لمجرد خلافات في السياسة مع رئيس البلاد.

واستقالته تختلف تماماً عن رحيل مسؤولين آخرين كبار في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي في الإدارة، بما في ذلك إقالة الرئيس لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. واستقال اثنان من مستشاري الأمن القومي ولكنهما فعلا ذلك من موقع ضعف.

"حالة صدمة"

قال مسؤولون لرويترز إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا كان من العوامل المساعدة الرئيسية التي أدت إلى استقالة ماتيس، وكان جزءاً من نقاش بينهما استمر 45 دقيقة يوم الخميس، وعبّر خلاله الاثنان عن خلافاتهما.

وأكد مسؤول على دراية بالمناقشات لرويترز أن وزير الدفاع بذل جهداً أخيراً يوم الخميس لإقناع الرئيس بتحويل مسار السياسة بشأن سوريا.

وأشارت مصادر إلى أن ترامب لم يكن بأية حال يضغط على ماتيس للاستقالة ولم يتوقع إعلانها في ذلك اليوم.

وامتنعت وزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق على استقالة ماتيس وأحالت الصحافيين إلى خطابه.

وحتى مساعدي ماتيس عبروا عن دهشتهم. وقال مسؤول أميركي طالباً عدم نشر اسمه: "نحن جميعاً في حالة صدمة".

ولم يفعل الكونغرس بقيادة الجمهوريين شيئاً يُذكر لاختبار نوايا ترامب السياسية، بما في ذلك قراره تشكيل قوة فضائية ونشر قوات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، لكنه بدا أكثر استعداداً للتدخل هذه المرة.

وانتقد ماك ثورنبيري، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، خطة ترامب لسحب قوات من أفغانستان، وهو قرار مفاجئ آخر اتخذه ترامب وجرى تسريبه ونشرته تقارير صحافية يوم الخميس.

وقال: "خفض الوجود الأميركي في أفغانستان وإنهاء وجودنا في سوريا سيلغي التقدم (الأميركي) وسيشجع أعداءنا وسيجعل أميركا أقل أمناً".

ومن المقرر عقد جلسات في مجلس النواب الذي سيتولى الديمقراطيون السيطرة عليه أوائل يناير/كانون الثاني.

وأثارت استقالة ماتيس قلقاً شديداً وسط حلفاء الولايات المتحدة في الخارج. ففي أوروبا كان يُنظر لماتيس على أنه مدافع مهم عن حلف شمال الأطلسي الذي أصدر بياناً يثني عليه بشدة أمس الجمعة. وفي آسيا يُنسب الفضل لماتيس في بناء الثقة وترويض سياسة العزلة التي يتبعها ترامب.

اتصال هاتفي بين ترامب وأردوغان

في بادئ الأمر، كان يبدو أنه لا يوجد سبب بعينه دفع ترامب لاتخاذ قرار سحب القوات من سوريا، إذ قال إنه لم تعد هناك حاجة إليها في محاربة ما وصفه بتنظيم الدولة الإسلامية المهزوم. لكن مصادر قالت إن مبعث القرار كان اتصالاً هاتفياً أجراه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 14 ديسمبر/كانون الأول.

رتب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للاتصال بعد تهديد أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية تستهدف المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمالي شرق سوريا.

وساهم ماتيس وبومبيو وآخرون في إعداد ملاحظات للاسترشاد بها خلال الاتصال الهاتفي. وبحسب مصدر جرى اطلاعه على المناقشات فقد كان من المفترض أن يقف ترامب في وجه المخطط التركي.

وقال المسؤول إن أردوغان أكد خلال الاتصال هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، واشتكى من أن الولايات المتحدة تقوض الأمن التركي بدعمها الأكراد.

وأضاف المسؤول أن هذه الرسالة جذبت اهتمام ترامب الذي قال إن الولايات المتحدة لا تريد التواجد في سوريا، واتخذ قراراً مفاجئاً بالانسحاب متجاهلاً الملاحظات ونصيحة ماتيس وبومبيو.

ويشكك ترامب منذ وقت طويل في مهمة الجيش الأميركي في سوريا التي أيدها فريق الأمن القومي الخاص به لضمان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.

ووصف متحدث باسم البيت الأبيض هذا بأنه "رواية كاذبة للأحداث".

علامات:
تحميل المزيد