تبعات قرار ترامب بسحب قواته من سوريا تستمر.. مسؤول جديد في الإدارة الأميركية يستقيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/22 الساعة 18:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/22 الساعة 18:13 بتوقيت غرينتش
U.S. Defense Secretary James Mattis listens as U.S. President Donald Trump speaks to the news media while gathering for a briefing from his senior military leaders in the Cabinet Room at the White House in Washington, U.S., October 23, 2018. REUTERS/Leah Millis

استقال مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بريت ماكغورك، من منصبه؛ احتجاجاً على قرار الرئيس دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها، السبت 22 ديسمبر/كانون الأول 2018، مصدر مطلع على الاستقالة، لم تتم تسميته كونه غير مخول بالحديث للإعلام، لوكالة "أسوشيتيد برس" الأميركية.

وأشار المصدر إلى أنّ ماكغورك قدم استقالته إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، الجمعة.

وتأتي استقالة "ماكغورك" بعد يومين من استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس للأسباب ذاتها.

كان "ماكغورك" أعلن في وقت سابق نيته ترك منصبه في فبراير/شباط 2019، إلا أن وكالة "أسوشيتد برس" أشارت إلى أنه قرر تعجيل خطط مغادرته المنصب نهاية ديسمبر/كانون الأول الجاري احتجاجا على قرار سحب القوات الأميركية من سوريا.

وأعلن ترامب، مساء الأربعاء، أنه قرر سحب قوات بلاده بالكامل من سوريا بعدما قال إنها تمكنت من هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا.

ولم يحدد الرئيس الأميركي جدولاً زمنياً للانسحاب من سوريا.

استقالة ماتيس

وبالأمس استقال وزير الدفاع جيم ماتيس الذي اثار قرار استقالته تحدياً فريداً من نوعه لخطط ترامب الخارجية والأمنية، ما يميزه عن آخرين كثيرين سبقوه بتقديم استقالاتهم.

وعندما دخل ماتيس، وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية يحظى بتقدير كبير في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين، البيت الأبيض، الخميس 20ديسمبر/كانون الأول 2018، كان يحظى بدعم أكبر كثيراً في واشنطن من ترامب نفسه.

وقالت مصادر إن ماتيس كان قد قرر بالفعل أن الوقت حان كي يذهب. وفي وقت لاحق أعلن ترامب أن ماتيس سيتقاعد لينشر ماتيس بعد ذلك سريعاً خطاب استقالته المؤلف من 8 فقرات.

وبينما كانت واشنطن تستوعب قرارات ترامب المفاجئة الأسبوع الماضي بسحب القوات الأميركية من سوريا وخفض الوجود العسكري في أفغانستان، قالت مصادر إن رحيل ماتيس والغموض الاستراتيجي الذي رافقه هو ما أثار ضيق المسؤولين في الإدارة الأميركية وفي الكونغرس.

وأثارت استقالة ماتيس انتقادات حادة بشكل غير مُعتاد لترامب من زملائه الجمهوريين.

قال السيناتور الجمهوري بوب كوركر المنتهية ولايته: "هذا أمر محزن لبلادنا"، مضيفاً أنه يعتقد أن رحيل ماتيس قد يغيّر من دفاع الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن ترامب. وأضاف: "نحن في موقف سيئ للغاية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".

وصرح ميتش مكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، بأنه "حزين" لرحيل ماتيس. ودعا السيناتور لينزي غراهام، الذي كان حليفاً قوياً لترامب، إلى جلسات استماع فورية لبحث خطوات ترامب في سوريا وأفغانستان، وقال إنه يريد أن يستمع بشكل مباشر لماتيس.

وماتيس هو أول وزير دفاع أميركي يستقيل منذ عقود لمجرد خلافات في السياسة مع رئيس البلاد.

واستقالته تختلف تماماً عن رحيل مسؤولين آخرين كبار في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي في الإدارة، بما في ذلك إقالة الرئيس لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. واستقال اثنان من مستشاري الأمن القومي ولكنهما فعلا ذلك من موقع ضعف.

"حالة صدمة"

قال مسؤولون لرويترز إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا كان من العوامل المساعدة الرئيسية التي أدت إلى استقالة ماتيس، وكان جزءاً من نقاش بينهما استمر 45 دقيقة يوم الخميس، وعبّر خلاله الاثنان عن خلافاتهما.

وأكد مسؤول على دراية بالمناقشات لرويترز أن وزير الدفاع بذل جهداً أخيراً يوم الخميس لإقناع الرئيس بتحويل مسار السياسة بشأن سوريا.

وأشارت مصادر إلى أن ترامب لم يكن بأية حال يضغط على ماتيس للاستقالة ولم يتوقع إعلانها في ذلك اليوم.

وامتنعت وزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق على استقالة ماتيس وأحالت الصحافيين إلى خطابه.

تحميل المزيد