الكونغرس يكشف كيف تدخلت روسيا في الانتخابات الأميركية.. أنشأت حسابات كاذبة ضد كلينتون واتهمت مولر بالعمل مع «متطرفين»

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/18 الساعة 12:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/18 الساعة 12:44 بتوقيت غرينتش
الكونغرس يكشف أساليب التدخل في الانتخابات الأميركية/ رويترز

كشف تقريران وضعا بطلب من الكونغرس الأميركي أن حملة الدعاية التي قامت بها روسيا على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، سعت إلى تحريض السود على الامتناع عن التصويت، قبل أن تستهدف المدعي الخاص روبرت مولر شخصياً بعد فوز دونالد ترامب.

ونفى الكرملين الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول، اتهامات واشنطن وقال إنها "غير مفهومة". وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التقريرين "لم يسببا شيئاً سوى عدم فهم".

وأضاف بيسكوف الذي كان يتحدث للصحافيين في مؤتمر هاتفي "إنهما ينقلان اتهامات عامة وبعضها غير واضح إطلاقاً بالنسبة لنا".

دفع الناخبين لعدم التصويت

وقال التقريران إن وكالة "إنترنت ريسيرتش إيجنسي" الروسية التي تتخذ من مدينة سان بطرسبورغ مقراً لها، ويعتبرها القضاء الأميركي دمية يحركها ويمولها الكرملين، عملت خلال حملة الانتخابات الرئاسية على ردع شريحة واسعة من الأميركيين الأقرب بشكل عام للديموقراطيين مثل الشباب والأقليات العرقية والمثليين، عن التصويت.

وقد ركزت الوكالة الروسية خصوصاً على الناخبين السود بعد تحليل هو الأكمل حتى اليوم، لآلاف الرسائل والمنشورات التي وضعتها على مواقع التواصل الاجتماعي بين 2015 و2017. وأجرت التحليلات جامعة أوكسفورد وخبراء في وسائل الإعلام الجديدة في مؤسسة "غرافيكا".

نشر رسائل سلبية عن هيلاري كلينتون

أما التقرير الثاني الذي طلبه الكونغرس، فقد أعدته شركة "نيو نوليدج" وجامعة كولومبيا خصوصاً.

وأوضح هذا التقرير أن وكالة "إنترنت ريسيرتش إيجنسي" أنشأت عدة حسابات تحت أسماء أميركية كاذبة، موجهة إلى السود. وكان أحد هذه الحسابات باسم "بلاكتيفيست" يطلق رسائل سلبية حول المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي اتهمها بأنها "انتهازية" و"لا يهمها سوى كسب الأصوات".

وكتب معدو التقرير أن "هذه الحملة كانت تهدف إلى إقناع الناخبين بأن أفضل طريقة للدفاع عن قضية مجموعة الأميركيين من أصل إفريقي، هي مقاطعة الانتخابات والتركيز على قضايا أخرى".

دعم مواقف الجمهوريين

في الوقت نفسه، كشف التقرير الأول أن قسماً من 3841 حساباً على فيسبوك وإنستغرام وتويتر ويوتيوب التي رصدت، كانت تسعى لدفع الناخبين البيض القريبين من الجمهوريين إلى المشاركة في الانتخابات.

 وأضاف أن هذه الرسائل كانت تدعم مواقف الجمهوريين في عدد من القضايا — الدفاع عن الحق في حيازة السلاح ومكافحة الهجرة –، بدون أن تشير إلى مرشح مفضل. لكن عندما تبين أن ترشيح ترامب بات ثابتاً، أصبحت رسائل الوكالة الروسية ترجح كفته بشكل واضح.

وأفادت دراسة لمعهد "بيو" للأبحاث (بيو ريسيرش سنتر)، سجلت مشاركة الناخبين البيض ارتفاعاً في انتخابات 2016، بينما تراجعت نسبة السود الذين صوتوا خمس نقاط إلى 59,6 بالمئة.

ووجه القضاء الأميركي اتهامات عدة إلى عاملين في الوكالة الروسية التي يمولها المسؤول الثري يفغيني بريغوجين بتهمة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وتطورت الحملة الدعائية إذ وجدت هدفاً جديداً بعد فوز الرئيس ترامب في الانتخابات، تمثل بالمدعي الخاص روبرت مولر المكلف بالتحقيق في شبهات بالتواطؤ بين فريق حملة المرشح الجمهوري وروسيا، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الإثنين 17 ديسمبر/كانون الأول.

فقد تقاسمت حسابات يغذيها الروس منشورات تؤكد أن مولر رجل "فاسد". ووصل الأمر بأحد مستخدمي إنستغرام إلى حد القول إنّ المدعي الخاص عمل في الماضي مع "جماعات إسلامية متطرفة".

وكرر بيسكوف نفي روسيا لأي تدخل في الانتخابات. وقال إن "الدولة الروسية، الحكومة الروسية لا علاقة لها بأي تدخل، وخصوصاً نوع التدخل الذي وصف بهذه العبارات المبهمة".

تحميل المزيد