منفِّذ هجوم «سوق الميلاد» بفرنسا ما زال طليقاً رغم إصابته.. اشتبك مع الجيش، والبرلمان الأوروبي أُغلق والضحايا وصل عددهم إلى 4

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/12 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/12 الساعة 05:55 بتوقيت غرينتش
هجوم على سوق الميلاد في ستراسبورغ وسقوط 4 قتلى / رويترز

قُتل أربعة أشخاص وأصيب 12 آخرون بجروح، بينهم ستة بحالة حرجة للغاية، برصاص مسلّح مدرج على قوائم "الأشخاص الخطرين على أمن الدولة" أطلق النار مساء الثلاثاء في سوق الميلاد في ستراسبورغ في فرنسا (شمال شرق فرنسا) ولاذ بالفرار، في هجوم أكّدت السلطات دافعه "الإرهابي".

وقالت وحدة مكافحة الإرهاب في النيابة العامة في باريس: ّإنّها فتحت تحقيقاً في هذا الهجوم بتهم ارتكاب "جرائم قتل ومحالات قتل على علاقة بمشروع إرهابي وعصبة أشرار إرهابية إجرامية".

وفجر الأربعاء أعلن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أنّ الحكومة قررت عقب الهجوم رفع مستوى التأهّب الأمني في عموم أنحاء البلاد في إطار خطة "فيجيبيرات" الأمنية.

وقال الوزير للصحافيين: "لقد قرّرت الحكومة للتوّ الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ، مع فرض إجراءات رقابة مشدّدة على الحدود ورقابة مشدّدة في كل أسواق عيد الميلاد في فرنسا وذلك بهدف تجنّب خطر حدوث هجوم يقلّد" هجوم ستراسبورغ.

وأضاف أنّ الهجوم أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحاً بينهم ستة بحالة حرجة للغاية.

وكان رئيس بلدية ستراسبورغ رولان ريس قال لوكالة الأنباء الفرنسية، في وقت سابق، إنّ حصيلة الهجوم هي "أربعة قتلى وحوالي 10 جرحى بينهم ثلاثة أو أربعة حياتهم في خطر".

من جهتها، قالت مديرية الأمن في ستراسبورغ التي دعت سكان المدينة إلى "الاحتماء" وملازمة منازلهم، إن "قوات الأمن تبحث بشكل حثيث عن المهاجم" المدرج على قوائم "الأشخاص الخطرين على أمن الدولة".

إصابة المهاجم برصاص عناصر دورية عسكرية

وقبل أن يلوذ بالفرار أصيب المهاجم برصاص عناصر دورية عسكرية كانت تحفظ الأمن في سوق الميلاد في إطار عملية "سنتينيل" لحفظ الأمن. وبحسب رئاسة أركان الجيش، فإنّ جندياً أصيب بجروح طفيفة في يده بشظية رصاصة أطلقها المهاجم.

وأفاد مصدر مطّلع على التحقيق فرانس برس، طالباً عدم ذكر اسمه، بأنّ المهاجم يبلغ من العمر 29 عاماً ومولود في ستراسبورغ، وكان من المفترض أن تلقي عليه قوات الأمن القبض صباح الثلاثاء بتهمة محاولة قتل في قضية تم خلالها اعتقال أشخاص آخرين أيضاً.

من جهته، قال وزير الداخلية كريستوف كاستانير، الذي سارع بأمر من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التوجّه لمكان الاعتداء، إنّ المهاجم لديه سوابق جنائية.

وبعيد منتصف الليل ترأّس ماكرون خليّة الأزمات المشتركة بين الوزارات التي فعّلتها وزارة الداخلية إثر الهجوم.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت في بادئ الأمر، في تغريدة، أنّ هناك "حدثاً أمنياً خطيراً في ستراسبورغ. يُطلب من السكان البقاء في منازلهم".

بدوره كتب نائب رئيس البلدية آلان فوناتنل في تغريدة: "إطلاق نار في وسط ستراسبورغ. شكراً للجميع لبقائهم في المنازل حتى تنجلي الأمور".

إغلاق البرلمان الأوروبي

وقال مراسل الوكالة الفرنسية إنّ البرلمان الأوروبي الذي يتّخذ من ستراسبورغ مقرّاً تم إغلاقه بعد تقارير عن إطلاق النار مع عدم تمكن أعضاء البرلمان الأوروبي والموظفين والصحافيين من مغادرة المبنى.

والبرلمان في دورته العادية حالياً مع مئات من النواب الأوروبيين والمسؤولين الذين يقومون بالزيارة الشهرية إلى ستراسبورغ من بروكسل.

وما أن وقع الاعتداء حتى هرعت وحدات عسكرية إلى المكان، وأغلقت الوسط التاريخي لستراسبورغ وسيّرت دوريات راجلة في المنطقة التي عجّت بسيارات الإسعاف وعناصر الشرطة.

وأفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس بأنّ الهجوم وقع قرابة الساعة 19,00 ت غ حين سمعوا صوت طلقات نارية عديدة، مما دفع بالحشود التي كانت في السوق إلى الفرار بكل الاتجاهات.

وقال أحد هؤلاء الشهود لفرانس برس: "لقد سمعت طلقات نارية عدة، ربما ثلاث طلقات، ورأيت أناساً كثيرين يركضون. رأيت أحدهم يسقط أرضاً ولكن لم أعرف ما إذا كان السبب هو أنّه أصيب بالرصاص أم تعثّر أثناء الركض".

وسوق الميلاد في ستراسبورغ معلم سياحي سنوي يجذب مئات الآلاف.

وقد تمّ تعزيز الأمن في السنوات الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات في فرنسا من قِبل مسلحين إسلاميين منذ عام 2015.

انتشار وحدات لمكافحة الإرهاب 

وانتشرت وحدات عسكرية خاصة لمكافحة الإرهاب وتسيّر الشرطة بشكل منتظم دوريات بين 300 من الأكشاك الخشبية في السوق.

ويتزامن الاعتداء مع تعرّض قوات الأمن الفرنسية لضغوط قوية بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من التظاهرات المناهضة للحكومة.

وتمّ نشر نحو 90 ألف شرطي في الجولة الرابعة من احتجاجات "السترات الصفراء".

وبعد ثلاث سنوات من قيام مجموعات من الجهاديين بقتل 130 شخصاً في باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ، تقول أجهزة مكافحة الإرهاب إنّ وجهة تركيزها تغيّرت.

وبدلاً من الهجمات المنسّقة، بات همّها الرئيسي تجنّب الهجمات المنفردة من متطرفين يتحرّكون دون أن تكون لديهم صلات مباشرة بالجماعات الإرهابية.

وكان الجهادي التونسي أنيس العامري (23 عاماً) اقتحم في 19 ديسمبر/كانون الأول 2016 بشاحنته سوقاً ميلادية في برلين، في اعتداء أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه وأوقع 12 قتيلاً دهساً وهو الاعتداء الجهادي الأكثر دموية الذي شهدته ألمانيا حتى اليوم.

تحميل المزيد