حزب يميني متطرف يتعرض للسخرية.. استخدموا صورة ابن مهاجر سوري في الترويج لدعم «الرجال البيض»

نشر ناشطون ألمان إعلان عيد ميلاد مزيف أمام مقر حزب «البديل لأجل ألمانيا» في برلين، دُعيَ فيه إلى رفض الحزب، مرفقاً بشعار شركة كوكاكولا

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/10 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/10 الساعة 13:39 بتوقيت غرينتش
A pedestrian walks past an election campaign poster of the euro-critical Alternative for Germany party (Alternative fuer Deutschland) is pictured in Berlin August 27, 2013. The writing reads: "Courage to Tell the Truth." German voters will take to the polls in a general election on September 22. REUTERS/Fabrizio Bensch (GERMANY - Tags: POLITICS ELECTIONS)

فيما بدا رداً من حزب "البديل لأجل ألمانيا" اليميني المتطرف على ناشطين نشروا إعلان عيد ميلاد مزيف مناهض له، كُتب على أنه لشركة كوكاكولا، نشرت كتلة الحزب في برلين على مواقع التواصل الاجتماعي تقويماً لعيد الميلاد لدعم "الرجال البيض"، الذين يرى أنهم يتعرضون لتمييز، رغم أنهم ليسوا أقلية بل هم غالبية السكان.

واعتبرت كتلة الحزب في برلمان ولاية برلين في بيان صحافي عن "حملة عيد الميلاد الأبيض"، أن الرجال البيض أصبحوا في سياق "حملة جندرية خارجة عن السيطرة" منذ أعوام، بالنسبة للبعض شتيمة، وفق ما ذكر موقع مجلة شتيرن.

واشتكى الحزب من تمييز مزعوم يُمارس ضد "الرجال البيض"، وبات بالكاد يتم تقدير ما قدمه هؤلاء للحضارة، فقام حيال ذلك بتقديم تقويم فيديو لعيد الميلاد، يفتح نوابه في البرلمان باباً منه كل يوم حتى يوم عيد الميلاد، يتضمن أحد مشاهير العالم، على أن يكون رجلاً وأبيض، مرفقة بهاشتاغ: "نعم للرجال البيض #JaZuWeißenMännern".

وفي حين كانت بعض الشخصيات المختارة غير مفاجئة، كشأن العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين والمستشار الراحل هيلموت شميت، تعرض الحزب للسخرية لوضعه صورة الأميركي ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، وراء الباب السابع من التقويم. حيث أشار بعض المتابعين إلى أن أفراد الحزب يبدو أنهم لا يعرفون أن جوبز هو ابن رجل سوري وأم أميركية – ألمانية، تم تبنّيه من عائلة أخرى.

واختلفت التخمينات حول السبب الذي دفع الحزب للحديث عن جوبز، فهل لم يجدوا عدداً كافياً من الرجال البيض المتميزين؟ كما ورد في موقع بينتو.

وذكر الحزب، الذي يضم بين قيادته العديد من الشخصيات العنصرية، أن جوبز كان شخصية حالمة، يرفض "عدم وجود بدائل" تماماً كحزب "البديل لأجل ألمانيا"، على حد زعمه.

وعندما أشار أحد المعلقين إلى أن اسم الأب البيولوجي لستيف جوبز هو عبدالفتاح جندلي، وكان سورياً، متسائلاً فيما إذا كان اللاجئون السوريون باتوا الآن بيضاً ومقبولون لحزب البديل، معتبراً أنها ستكون حكاية عيد ميلاد جميلة إن تحول هذا الحزب إلى داعم للاجئين.

فردّ عليه حساب "البديل" في برلين على تويتر بمحاضرة عن عدم التطرق للعرق، واعتبر فيها طريقة تعبير مناهضي حزبهم حول "الارتباط العنصري" المحتمل لستيف جوبز منفرة وغير محترمة.

وأثار هذا الرد استغراب المعلق الذي أوضح لحساب الحزب أن السورية جنسية وليس عرقاً، وأن السوريين ينتمون لأعراق مختلفة، وهما أمران لا يميز الحزب المذكور بينهما على ما يبدو.

أصحاب امتياز ولا يعانون من التمييز

وأشارت مصادر صحافية ألمانية إلى مدى ابتعاد هذا الحزب عن الواقع، لا سيما إذا نظر المرء مثلاً إلى قائمة فوربس لأغنى الرجال في العالم، وكيف أنها تظهر وجود ٣٦ رجلاً أبيض من أصل ٥٠، وكيف تشير الأمم المتحدة إلى أن ١٢ من أصل ٢٠ دولة، الأكثر نمواً بين الدول الصناعية العشرين، تُقاد من قبل رجال بيض.

وقال الناشط علي جان، الذي أطلق هذا العام حملة "مي تو" عن التمييز الممارَس ضد الألمان من أصول مهاجرة في حياتهم اليومية، على حسابه بموقع تويتر:

"هل أنت أبيض وذكر وتشعر بالتمييز. كلا، أنت صاحب امتياز! أظهرت  #MeTwo من يتعرض للتمييز بحق. الملونون والأقليات. الوظائف وسوق السكن والمدرسة والتقبل.. كل هذا صعب علينا. (هذا ما) تم إثباته حتى وليس شعوراً!".

كوكاكولا تُغضب الحزب اليميني المتطرف

أثار شعار شركة كوكاكولا الأميركية غضب الحزب الأسبوع الماضي بشدة بعد نشر إعلان عيد ميلاد ضخم أمام مقر الحزب في برلين، دُعيَ فيه إلى رفض الحزب، مرفقاً بشعار الشركة. لكن الشركة نفت لاحقاً أن يكون الإعلان تابعاً لها، وتبين أن العمل نُفذ من قبل نشطاء وضعوا تقويم عيد ميلاد ونظموا نشاطات مناهضة لـ"البديل لألمانيا" في كل يوم منه.

ولما بدا أن القضية قد أغلقت، جاء مدير الاتصالات في الفرع الألماني من كوكاكولا ليثير غضب "البديل" بمشاركته صورة الإعلان المزيف المنسوب لهم، ومعلقاً بالقول: "ليس كل ما هو مزيف ينبغي أن يكون خاطئاً".

ثم أعاد حساب الشركة في ألمانيا تغريدها، ما دفع مناصري الحزب للدعوة لمقاطعة شركة المشروبات متّهمينها بالتدخل في السياسات الحزبية داخل البلاد، وتم البدء بعدها بتقويم "الرجال البيض" رداً على الناشطين.

تحميل المزيد