دراما وحبس للأنفاس خلال انتخاب «خليفة ميركل».. اسم الفائزة يحتاج دليلاً خاصاً لنطقه، وهذا سر العصا التي أهديت لها

بعد 18 عاماً من قيادتها لحزبها المسيحي الديمقراطي، شُبهت انتخابات خليفة للمستشارة الحالية أنجيلا ميركل في ظل وجود 3 مرشحين، برواية أو فيلم جريمة، في إثارتها

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/08 الساعة 14:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/08 الساعة 14:52 بتوقيت غرينتش
Annegret Kramp-Karrenbauer waves next to German Chancellor Angela Merkel after being elected as the party leader during the Christian Democratic Union (CDU) party congress in Hamburg, Germany, December 7, 2018. REUTERS/Kai Pfaffenbach TPX IMAGES OF THE DAY

بعد 18 عاماً من قيادتها لحزبها المسيحي الديمقراطي، شُبهت انتخابات خليفة للمستشارة الحالية أنجيلا ميركل في ظل وجود 3 مرشحين، برواية أو فيلم جريمة، في إثارتها وحبسها لأنفاس المتابعين.

فقد وُصف يوم الجمعة 7 ديسمبر/كانون الأول، بـ"التاريخي" لعميق أثره في الحزب الحاكم في غالبية الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية في البلاد، ولترشيح رئيس الحزب عادة لمنصب المستشار في الانتخابات القادمة.

مرشحة ميركل تقسم الحزب

وتمكنت ميركل -على خلاف سابقيها- في إيصال المرشحة التي كانت تفضلها والمقربة منها، أنغريت كرامب-كارنباور، إلى الرئاسة، بفوز شاق وصعب وبفارق 35 صوتاً فحسب على أحد منافسيها التاريخيين، محامي الشركات العالمية فريدريش ميرتز.

هذا الأمر قسم الحزب إلى معسكرين، وخيب أمل نصف عدد المفوضين البالغ عددهم قرابة 1000، الذين كانوا يفضلون ميرتز وتغييراً في سياسات الحزب عما هو عليه الحال الآن مع ميركل، نحو اليمين أكثر، الأمر الذي كان سيزعج حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف، وفقاً لمحللين.

وسيسهل نسبياً انتخاب "خليفة ميركل" مواصلة الأخيرة حكمها للبلاد فيما تبقى من فترة ولايتها الحالية، الأمر الذي كان سيكون مختلفاً لو فاز منافسها.

فيما يلي نلخص لكم أبرز لحظات هذا اليوم وردات الفعل.

المرشح الخاسر يثير الجدل

أثار المرشح الذي خسر الجولة النهائية، فريدريش ميرتز الاستياء، عندما نُشر له مقطع فيديو خلال المؤتمر يظهره وهو يسحب ساعد زوجته الواقفة بعنف ليجعلها تجلس على الكرسي.

الأمر الذي شبهه البعض بتصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع زوجته ميلانيا، المعروف بعلاقته السيئة وعدم احترامه للسيدات.

النطق الصحيح لاسم الفائزة

نشر صحافيون ألمان وأجانب دليلاً بالإنكليزية للصحافيين لكيفية لفظ اسم الرئيسة الجديدة للحزب أنغريت كرامب-كارنباور، الذي سيصبح أكثر تداولاً مستقبلاً بينهم، مع احتمال أن تصبح مستشارة.

خصوصاً أن لفظ اسمها المركب صعب حتى بالنسبة للألمان.

Gepostet von Sulaiman Abdullah am Donnerstag, 8. November 2018

أشار البعض إلى الصعوبة التي سيلاقيها أنصار الحركات والأحزاب اليمينية المتطرفة في كتابة اسمها على اليافطات في المظاهرات في حال رغبوا في المطالبة برحيلها، عكس اسم ميركل السهل.

وتعرف كرامب-كارنباور نفسها أن اسمها صعب اللفظ منذ زمن طويل، لذا تقدم نفسها باسم مختصر للأحرف الأولى من اسمها AKK، كما هو واضح من حسابها على موقع تويتر "@_A_K_K_"، الأمر الذي لفت صحافي ألمانيا أنظار الأجانب الراغبين في لفظ اسمها إليه.

سيدة محجبة تلفت الانتباه

لفت نظر أحد الصحافيين الحاضرين التقاط المصورين في المؤتمر صعود سيدة محجبة للمنصة لتنظيفها. وسخر بعض المعلقين من الحالة، وقالوا إن هذا هو مفهوم الاندماج لدى الحزب.

عصا ميركل

حصلت ميركل على هدية في المؤتمر هي عبارة عن عصا المايسترو الأميركي كينت ناغانو، لأنه من المعروف عن ميركل حبها للموسيقى الكلاسيكية، وحضورها دوماً حفلات بصحبة زوجها أحياناً.

الصحف تسخر

كانت عناوين أغلفة بعض صحف اليوم ساخرة، بشأن انتخاب سيدة مرة أخرى كرئيسة للحزب، فكتبت صحيفة "بي تزت" البرلينية إن الحزب الديمقراطي المسيحي "ليس جاهزاً بعد لرجل"، في تلاعب خفيف الظل بهذه العبارة التي تقال عن السيدة غير الجاهزة للدخول في علاقة عاطفية.

وكتبت صحيفة "تاتز" اليسارية أن الحزب "ليس جاهزاً بعد لرجل في القمة/لرجل كقيادي"، وأيضاً: "إنها بنت مرة أخرى"، وهي عبارة تقال عادة عند الكشف عن جنس المولود، وهنا استخدمت للإشارة إلى أن كرامب كارنباور جاءت بعد ميركل، ولم يأت صبي.

ميركل التي لا تقهر

اعتبر يورغن تريتن القيادي السابق في حزب الخضر أن فوز المرشحة المفضلة لدى ميركل درس جديد لميرتز وداعمه رئيس البوندستاغ الحالي فولفغانغ شويبله، اللذين فشلا مجدداً في التغلب على ميركل، مفاده: "لا تعبثا مع ميركل".

التصفيق دليل للفوز

* تم قياس شدة ومدة التصفيق الذي تلا كلمة كل من المرشحين الثلاثة، الذي يُستنبط منه عادة مدى الدعم الذي يحظى به المرشح بين الحضور، ومنهم الكثير من المندوبين الذين سيصوتون لاحقاً، وكان الفارق بسيطاً بين ميرتز وكرامب-كارنباور، لم يتجاوز الثواني.

فيما وصلت مدة التصفيق وقوفاً بعد كلمة ميركل التوديعية إلى 10 دقائق تقريباً، صاحبها ذرف للدموع ورفع ليافطات "شكراً (أيتها) الرئيسة".

نسخة ثانية من ميركل

في ظل تأكيد الكثيرين على أن كرامب-كارنباور هي نسخة ثانية أو "ميني ميركل"، وستواصل نفس نهجها في الحكم، تواصل كرامب-كارنباور التأكيد، كما هو الحال في كلمتها التي سبقت التصويت، بأنها مختلفة، وليست نسخة عن أحد دون أن تنأى بنفسها عن ميركل بشكل مباشر.

فقالت إنها ناجحة ليس "على الرغم" من كونها على النحو الذي هي عليه، بل "لأنها" على النحو التي هي عليه.

وعبر زوج الرئيسة الجديدة للحزب، هيلموت كارنباور، وهما أبوان لـ 3 أطفال، عن سعادته البالغة بفوزها بالمنصب، رغم أن ذلك ما زال سيعني، وفقاً لصحيفة راينشه بوست :"هيلموت وحيداً في البيت"، في إشارة إلى أنه سيقيم وحده في منزلهم الموجود في بوتلينغن، بولاية سارلاند، جنوب غرب البلاد، فيما ستبقى زوجته في برلين تعمل.

وكانت كارنباور أوضحت أن زوجها كان موجوداً في هامبورغ أثناء الانتخابات أمس، وكان يمسك يديها أثناء انتظار النتيجة، ليهدئها قليلاً، مازحة بالقول إنه كان يرجف أكثر منها، رداً على سؤال من تلفزيون الحزب.

تحميل المزيد