حشدوا لإنجاح الأمر، لكن دولة عربية صعَّبت المهمة.. أميركا تفشل في تمرير مشروع قرار يدين حماس، وإسرائيل غاضبة

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/07 الساعة 05:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/07 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش
مندوبة واشنطن السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي/ رويترز

صوّتت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة أمس الخميس 6 ديسمبر/كانون الأول 2018، ضدّ مشروع قرار أميركي يدين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإطلاقها صواريخ على إسرائيل، في خطوة اعتبرتها الحركة "صفعة" لإدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقوبلت محاولة أميركية لحمل الأمم المتحدة على إدانة "أعمال العنف" من قبل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للمرة الأولى بالفشل، وذلك بعد أن نجحت الكويت بأكثرية ثلاثة أصوات فقط في تمرير قرار إجرائي ينصّ على وجوب حصول مشروع القرار على أكثرية الثلثين لاعتماده، وهي أغلبية تعذّر على واشنطن تأمينها.

 وحصل مشروع القرار الأميركي على 87 صوتاً مؤيداً و58 صوتاً معارضاً بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت ولم تصوت 16.

حماس تصف ما حدث صفعة لترامب

وفور سقوط مشروع القرار سارعت حماس إلى الترحيب بنتيجة التصويت، معتبرة إياها "صفعة" لإدارة ترامب.

وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إنّ "فشل المشروع الأميركي في الأمم المتحدة يمثّل صفعة للإدارة الأميركية، وتأكيداً على شرعية المقاومة، ودعماً سياسياً كبيراً للشعب والقضية الفلسطينية".

ونصّ مشروع القرار على إدانة "حماس لإطلاقها المتكرّر صواريخ نحو إسرائيل وتحريضها على العنف معرّضةً بذلك حياة المدنيّين للخطر".

وطالب النصّ "حماس وكيانات أخرى بما فيها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، بأن توقف كلّ الاستفزازات والأنشطة العنيفة بما في ذلك استخدام الطائرات الحارقة".

وكانت مندوبة واشنطن المنتهية ولايتها لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد كتبت إلى الدول الأعضاء يوم الإثنين، لتحثهم على التصويت لصالح مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، محذرة إياهم قائلة "الولايات المتحدة تتعامل مع نتيجة هذا التصويت بمنتهى الجدية".

وهيلي، التي ستتنحى عن منصبها بنهاية العام، من أشد المدافعين عن إسرائيل.

وقالت للجمعية قبل التصويت "قبل أن تروج الجمعية العامة للتسويات والمصالحة بين الفلسطينيين وإسرائيل بشكل يعتد به، عليها أن تدين، بشكل علني لا لبس فيه وبدون شروط مسبقة، إرهاب حماس".

وتعمل الولايات المتحدة على خطة للتوسط في مساعي السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. لكن الفلسطينيين تساورهم الشكوك واتهموا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانحياز لإسرائيل في قضايا جوهرية.

إسرائيل لمن لم يصوت: عليكم أن تخجلوا من أنفسكم

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن الدول التي رفضت مشروع القرار ينبغي أن تخجل من نفسها. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدول التي صوتت للمشروع.

واحتلت إسرائيل قطاع غزة في حرب عام 1967 لكنها انسحبت منه في 2005، بينما لا تزال تحتل معظم الضفة الغربية حيث يتمتع الفلسطينيون بحكم ذاتي محدود.

ويخضع قطاع غزة لسيطرة حماس منذ أكثر من عقد ويفرض عليه حصار إسرائيلي مصري. وأدى ذلك لانهيار الاقتصاد وخلق ما وصفها البنك الدولي بأنها أزمة إنسانية في ظل نقص المياه والكهرباء والدواء.

واتهم إسحاق الحبيب نائب مندوب إيران لدى الأمم المتحدة واشنطن بمحاولة صرف انتباه العالم عن الأسباب الجذرية للصراع، وقال "نعترف بحماس حركة مقاومة شرعية تحارب لتحرير الأراضي الفلسطينية من الاحتلال الأجنبي".

واشنطن تهدد الأمم المتحدة

وكانت واشنطن، قد هددت الأمم المتحدة، بأنه لن يكون للأمم المتحدة أي دور في مفاوضات السلام بين الفسطينيين والإسرائيليين "إذا لم تبادر الجمعية العامة الأممية باعتماد مشروع قرار أميركي بإدانة حركة حماس إلى جانب الجماعات المسلحة الأخرى".

جاء ذلك في بيان وزَّعته البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، وأعلنت فيه تأجيل التصويت المزمع على مشروع قرارها، من الإثنين إلى الخميس المقبل.

وقالت في بيانها "وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على 6 قرارات معادية لإسرائيل، مما يجعله يوماً عادياً في الأمم المتحدة".

وأضافت "قدمت الولايات المتحدة قراراً يدعمه الاتحاد الأوروبي، لإدانة أنشطة حماس المسلحة وتسريب المساعدات، وكذلك لتشجيع المصالحة الفلسطينية الداخلية واحترام حقوق الإنسان".

وتابعت "وكان من المفترض أن يتم تحديد يوم الإثنين (المقبل) للتصويت على القرار، لكن الممثل الفلسطيني في الأمم المتحدة (السفير رياض منصور مراقب فلسطين الدائم لدى المنظمة الدولية) دفع للتأجيل حتى يوم الخميس المقبل".

واستطرد "سوف نطلب من كل بلد التصويت لصالح أو ضد أنشطة حماس، إلى جانب الجماعات المسلحة الأخرى مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وإذا لم تستطع الأمم المتحدة أن تبادر إلى تبني هذا القرار، فعندئذ لن يكون لها أي دور في مفاوضات السلام".

 
تحميل المزيد