ناشد المتضامنين معه عدم إيذاء الطالب البريطاني، وقبل 3 أسابيع استنجد بالشرطة.. تفاصيل جديدة عن اللاجئ السوري ضحية التنمّر في بريطانيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/30 الساعة 20:01 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/01 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش

طالب اللاجئ السوري الذي تعرّض للتنمّر في مدرسته البريطانية، الناس بألّا يتعاملوا بعنف مع الصبي الذي اعتدى عليه في مقطع الفيديو الذي حظي بملايين المشاهدات منذ الثلاثاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

وبحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فإن اللاجىء السوري جمال الذي يدرس في إحدى مدارس مدينة هادرزفيلد، عبّر عن أمله في ألا يُستهدَّف الفتى المتنمِّر بأي أعمال عنف، سيما أن الفتى البريطاني البالغ من العمر 16 عاماً واجه موجةٌ من الإساءات عبر الشبكات الاجتماعية.

وأضاف جمال للصحيفة، "تُقلقني كثيراً التعليقات العنيفة الموجَّهة للمتنمِّر عبر الشبكات الاجتماعية. لا أريد أن يصيبه أي مكروه. فقط لا أريد لأي أحدٍ أن يُصاب بمكروه".

باكستانيون في هادرزفيلد يتظاهرون دعماً للفتى السوري

وشارك نحو 30 شخصاً في مظاهرةٍ سلمية خارج مدرسة جمال، نظَّمها ائتلاف الجالية الباكستانية بمدينة هادرزفيلد الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

كما اجتمع 4 من المتظاهرين بناظر المدرسة تريفور بوين.

ظهر الفتى السوري ووالده لفترةٍ وجيزة في المظاهرة شاكرين الجالية على دعمُهم له، بينما أخبر الشاب البالغ من العمر 15 عاماً The Guardian، أنَّه وأخته لن يعودا إلى المدرسة.

أخته الصغيرة تعرّضت للتنمّر أيضاً ونُزع حجابها

ومنذ يوم الثلاثاء، 27 نوفمبر/تشرين الثاني، انتشر مقطع فيديو جديد قيل إنَّه يصوِّر أخت جمال وهي تتعرَّض للإساءة البدنية في المدرسة ذاتها. يُظهر الفيديو فتاةً تُطرح أرضاً على العُشب. وفي نهاية المقطع تسقط الفتاة على الأرض .

المحامية التي تمثّل العائلة السورية تسنيم أكونجي، أكدت أنَّ شقيقة جمال البالغة من العمر 14 عاماً قد تعرَّضت هي الأخرى للتنمُّر على يد مجموعةٍ أخرى من الطلاب، إذ أقدم أحدهُم على خلع حجابها قسراً.

وطُرِدَت فتاةٌ من المدرسة إثر هذه الحادثة.

العائلة السورية تخشى أن يصبح المتنمّر ضحية للعنف

أما المحامية التي تمثّل العائلة السورية تسنيم أكونجي، فقالت إنَّ جمال وعائلته قد راعَهم التهديدات العنيفة على الشبكات الاجتماعية الموجَّهة إلى المهاجم المزعوم.

وأضافت، "جمال يهمه ألَّا يطال أذى أي أطفال آخرين، حتى المتنمِّرين منهم".

وتابعت أكونجي، "هو فيديو صادم. لكن البعض يدعون إلى التنمُّر على الصبي (البريطاني) وهذا بالطبع ليس ما يريده الصبي جمال أو أيٌّ من أفراد عائلته. يتمنَّى جمال فحسب لو لَم يحدث هذا قط ولو لَم يقع أي تنمُّرٍ من الأساس. إنَّ هذا هوَ السلوك الراشد الذي انتهجه جمال حتى أثناء تعرُّضه للتنمر".

وكان الفيديو الذي صوُّر ما حدث بمدرسة ألموندبري الحكومية في يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول  2018، قوبل بإدانات شعبية واسعة في بريطانيا.

وقد وُجِّهَت إلى الجاني المزعوم مئات التهديدات العنيفة عبر الإنترنت، ما دفع الشرطة لإرسال رجل أمن يحرس بيته الخميس 29 نوفمبر/تشرين الثاني.

الناشط اليمينيّ المتطرِّف تومي روبنسون حاول استغلال الواقعة، زاعماً أنَّ جمال كان قد هاجم مسبقاً فتاتين من طلَّاب المدارس.

وأعاد مؤسس حركة رابطة الدفاع الإنكليزية نشر صورةٍ مأخوذة من رسالة بعثت بها أم له على صفحته على فيسبوك تزعًم فيها أنَّ ابنتها تعرَّضت للتنمر على يده.

ومع ذلك، فقد كتبت الأم لاحقاً على صفحة روبنسون نافية أن يكون جمال هوَ مَن هاجم ابنتها.

العائلة السورية تهدد يمينياً بريطانياً بالملاحقة القضائية

وأكَّدت أكونجي أنَّ العائلة تنوي اتخاذ إجراءٍ قانوني ضد روبنسون.

وفي رسالةٍ وجَّهتها لروبنسون، طالبته أكونجي بأن يحذَف على الفور الفيديوهات "التشهيرية" التي نشرها على الإنترنت المتعلقة بجمال.

وجاء في الرسالة، "عملنا يوجود مقطعيّ فيديو منشورين على حسابك على فيسبوك. تحتوي تِلك الفيديوهات على عددٍ من الادعاءات الكاذبة والتشهيرية بحق موكِّلنا".

وقالت أكونجي أيضاً في الرسالة، "نريد إعلامك بأنَّ موكِّلنا ينوي اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدَّك بشأن محتوى هذه المقاطع المنشورة".

جمال استنجد بالسلطات البريطانية قبل الحادثة بـ 3 أسابيع

على صعيدٍ آخر، كشف عضو المجلس المحلي برنارد مكغوين، أنَّ جمال كان قد أرسل خطاباً للسلطات يناشدها "في يأس" لمساعدته قبل 3 أسابيع مِن تعرُّضه للهجوم.

وقال مكغوين إنَّ جمال قد بعث له برسالة عبر البريد الإلكتروني يسرد فيها سلسلةً من "الحوادث والمزاعِم" التي تعرَّض لها في المدرسة.

وفي الرسالة الإلكترونية المُرسَلة بعنوان: "شكوى: فضلاً ساعدني"، قال الفتى السوري إنَّه كان يتعرَّض للتنمُّر منذ أن التحق بالمدرسة في الصف التاسع.

وأخبر جمال عضو المجلس المحلي مكغوين أنَّه كان قد كتب رسائل مخاطباً مدرسة ألموندبري الحكومية، وشرطة غرب يوركشير، ومؤسسة الخدمات التعليمية بإقليم كيركليز، ومكتب Ofsted الحكومي لمعايير التعليم، ووزارة التعليم البريطانية يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل الهجوم المزعوم في الفيديو بثلاثة أسابيع، ولكن لم يُتَّخذ أي إجراءٍ.

وقال مكغوين، الذي يُمثِّل مدرسة ألموندبري بمجلس مقاطعة كيركليز، "تضمَّنت الرسالة قائمةً ادِّعاءاتقال الصبي إنَّها حدثت في المدرسة. قال إنَّ الشرطة والمدرسة على حدٍ سواء لم تقدِّم له أي عون. وكان يشعر أنَّه ليس بوسع أحدٌ مساعدته".

وأضاف مكغوين أنَّه اتَّبع البروتوكول الخاص بمثل هذه الحالات وتواصل مع عضوٍ في الحزب أعلى شأناً، الذي أخبره بدوره أن يحوِّل الأمر إلى مدير خدمات الطفل بمجلس المدينة.

وكما كشف مكغوين أنَّه تلقى يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، رسالةً بريد إلكتروني من وزارة التعليم جاء فيها أنَّه يجري التعامل مع المُشكلة.

وجاء في رسالةٍ بريد إلكتروني ثانية أُرسِلت إلى مكغوين في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، أنَّ المجلس والشرطة التقت بمسؤولي المدرسة 3 مرات، وجرى اتخاذ مجموعة من الإجراءات ومن بينها فَصل الطالب المتنمِّر.

وكانت العائلة قد قدُمت إلى هادرزفيلد منذ عامين بعد فرارهم من الاضطهاد تحت حُكم نظام بشار الأسد في سوريا.

وتلقَّت صفحة حملة إلكترونية لجمع التبرعات لمساندة جمال وأسرته أكثر من 189 ألف دولار منذ اطلاقها مساء يوم الثلاثاء، 27 نوفمبر/تشرين الثاني. وستستخدم الأسرة هذا المال للانتقال لمدينةٍ أخرى.

تحميل المزيد