انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الثلاثاء 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، بشدة بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، وما ورد فيه من تأييد واشنطن للمملكة العربية السعودية.
وكان ترامب قد قال في بيان نشره البيت الأبيض، الثلاثاء، حول العلاقات بين واشنطن والرياض إن الولايات المتحدة تنوي البقاء شريكاً قوياً للسعودية، بهدف ضمان مصالحها ومصالح إسرائيل وبقية شركاء واشنطن في المنطقة.
بيان ترامب جاء رغم إشارة ترامب إلى أنه من "المحتمل جداً أن ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان) كان على علم بمقتل الصحافي (السعودي) جمال خاشقجي".
خيانة للقيم الأميركية
وفي هذا السياق اعتبر فريد ريان، الناشر والمدير التنفيذي لـ "واشنطن بوست"، أن رد ترامب على مقتل الإعلامي السعودي خاشقجي هو "خيانة للقيم الأميركية".
وقال ريان، في بيان، إن "رد ترامب على القتل الوحشي للصحافي جمال خاشقجي هو خيانة للقيم الأميركية الراسخة في احترام حقوق الإنسان وتوقع الثقة والصدق في علاقاتنا الاستراتيجية".
وأضاف موضحاً أن ترامب "يضع العلاقات الشخصية والمصالح التجارية فوق المصالح الأميركية برغبته في مواصلة القيام بالأعمال المعتادة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية".
وتابع ريان قائلاً: "وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) حققت بشكل شامل في مقتل هذا الصحافي البريء وخلصت بثقة عالية إلى أنه كان بتوجيه ولي العهد. وإذا كان هناك سبب للشك في نتائج وكالة المخابرات المركزية، ينبغي على ترامب أن يجعل تلك الأدلة علنية على الفور".
وأكد أن ترامب "على حق في القول إن العالم مكان خطير للغاية"، لكنه قال إن "استسلامه لهذه الجريمة التي أمرت بها دولة سيجعل العالم أكثر خطورة".
ولفت إلى أن "الرجل البريء الذي قُتل بوحشية يستحق أفضل، وكذلك الحقيقة والعدالة وحقوق الإنسان".
كما دعا ريان الكونغرس إلى التحرك، قائلاً إنه "في ظل هذا الفشل في القيادة من الرئيس ترامب، يقع الآن على عاتق الكونغرس الوقوف للدفاع عن قيم أميركا الحقيقية ومصالحها الدائمة".
جريمة خاشقجي ستبقى للأبد وصمة عار لترمب وأميركا
في السياق ذاته علقت محررة المقالات الدولية في "واشنطن بوست" كارين عطية على التصريح وقالت، إنه "مليء بالأكاذيب والتجاهل الصارخ للمخابرات الأميركية".
جاء ذلك في مقالة لعطية حملت عنوان "جريمة خاشقجي ستبقى للأبد وصمة عار في جبين ترامب والولايات المتحدة".
وأضافت في مقالتها "يظهر (خطاب ترامب) تجاهلاً لا يغتفر لحياة السعوديين الذين يجرؤون على انتقاد النظام. هذا تنازل جديد".
وأوضحت أن "هناك أدلة قائمة على تورط محمد بن سلمان في عملية القتل.
وتواجه السعودية أزمة كبيرة على خلفية قضية مقتل خاشقجي، إذ أعلنت المملكة في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مقتله في قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد 18 يوماً من الإنكار.
وقدمت الرياض روايات متناقضة عن اختفاء الصحافي الراحل قبل أن تقول إنه تم قتله وتجزئة جثته بعد فشل "مفاوضات" لإقناعه بالعودة للسعودية، ما أثار موجة غضب عالمية ضد المملكة ومطالبات بتحديد مكان الجثة.