مركز لقراصنة البحر وعرضة للتآكل.. بنغلاديش تخطط لنقل لاجئي الروهينغا الفارين من الموت إلى جزيرة نائية

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/15 الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/15 الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش
لاجئين روهينغا خارج خيمتهم المؤقتة في مخيم كوتوبالونغ في بازار كوكس

"بهاسان تشار"، جزيرة نائية في خليج البنغال، لا تزال عرضة للفيضانات وتعد غير صالحة للعيش البشري -بحسب كثير من المنظمات الإنسانية- تنوي السلطات البنغالية تحويلها إلى مسكن لمئات الآلاف من اللاجئين إليها من مسلمي الروهينغا.

هذه ليست أول مرة تطرح فيها الحكومة البنغالية هذه الخطة المثيرة للجدل، فقد طرحتها قبل الآن مرتين: الأولى في عام ٢٠١٥، والثانية العام الماضي ٢٠١٧، إلا أنها لاقت معارضةً كبيرة من قبل كثير من المنظمات الإنسانية حول العالم.

الجزيرة التي تغمرها المياه على نحو ثابت خلال فترة الأمطار الموسمية، تتحول إلى مركز لقراصنة البحر، فما إن تهدأ البحار حتى يجوب القراصنة المياه القريبة منها بحثاً عن صيادين لخطفهم مقابل فدى، وكانت تستخدم في الغالب لرعي الماشية، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتبلغ مساحة جزيرة بهاشان تشار نحو 15 ألف فدان (أثناء المد المنخفض) و10 آلاف فدان (أثناء المد العالي)، وفقاً لمصادر حكومية بنغالية.

 

(موقع جزيرة بهاشان تشار أو ثينغار تشار على الخارطة)

ويستغرق الوصول إلى الجزيرة من أقرب الأراضي إليها عبر قارب صيد أو قارب مزوّد بمحرك حوالي الساعتين. ووفقاً لبيانات إدارة الغابات البنغالية والمعلومات المتاحة، يختفي جزء من الجزيرة في البحر كل عام بسبب التآكل.

كما تبعد الجزيرة النائية التي يصعب الوصول إليها في ظروف الطقس الصعبة، حوالي 52 كيلومتراً عن أقرب الأراضي البنغالية (وهي منطقة نواخالي) و30 كيلومتراً عن أقرب منطقة مأهولة بالسكان (جزيرة هاتيا). ويبلغ متوسط ارتفاع اليابسة في الجزيرة 2.84 متر فوق مستوى سطح البحر، وفقاً لمصادر في البحرية البنغالية.

ووفقاً للمعلومات، فإن الجزيرة تم إعلانها منطقة غابات محمية عام ٢٠١٣، حيث كانت قد اقترحت السلطات البنغالية تخصيص 1350 فداناً من أراضي الجزيرة (432 فداناً لمناطق سكنية، و918 فداناً مساحة خالية)، لمشروع إعادة توطين مسلمي الروهينغا.

لكن يقول مفوّض منطقة "نواخالي" تانموي داس إن "الجزيرة خالية من المخاطر في الوقت الراهن". وأضاف المفوض أن "دائرة الأرصاد الجوية البنغالية قامت بإجراء الكثير من عمليات المسح في بهاسان تشار، وتبين أن الجزيرة آمنة للغاية الآن"، على حد تعبيره.

إلى ذلك، يطالب حقوقيون حكومة بنغلاديش بالتأكيد على أن الجزيرة لن تكون سجناً جديداً للمضطهدين من مسلمي الروهينغا، فيما ترفض منظمات حقوقية الخطة البنغالية لتوطين اللاجئين المضطهدين.

وبدورها، تسعى حكومة بنغلاديش إلى الحصول على دعم دولي لخطتها هذه، معللةً بأن استضافتها مئات الآلاف من اللاجئين تحدٍّ كبير فيما يتعلق بتوفير المأوى، فضلاً عن المساعدات الإنسانية الأخرى لهم، بعد أن فرّ أكثر من 300 ألف من مسلمي الروهينغا من ميانمار إلى بنغلاديش، جراء أعمال عنف كبيرة وقعت العام الماضي، لينضموا إلى أكثر من 400 ألف آخرين يعيشون بالفعل هناك في مخيمات مكتظة منذ سنوات.

 

تحميل المزيد