هؤلاء “العرب” خرجوا من أوطانهم مهاجرين ليشاركوا في حكم دولٍ أخرى.. برزوا حتى في إسرائيل!

شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس فوز امرأتين من أصول عربية بمقعدين في الكونغرس الأميركي، لتصبحا أول سيدتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الأميركي

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/08 الساعة 12:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/27 الساعة 11:16 بتوقيت غرينتش
Arabs politicians in the West

شهدت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، التي أجريت في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فوز امرأتين من أصول عربية بمقعدين في الكونغرس الأميركي، لتصبحا أول سيدتين مسلمتين تدخلان مجلس النواب الأميركي.

واستطاعت المهاجرة الصومالية إلهان عمر، التي قدمت إلى الولايات المتحدة فراراً من الحرب الأهلية في الصومال الفوز بمقعد مجلس النواب في ولاية مينيسوتا، في نفس الوقت الذي فازت فيه رشيدة طليب، الأميركية من أصل فلسطيني، بمقعد عن ولاية ميشيغان.

وهنا يدور السؤال: من هم أبرز السياسيين من ذوي الأصول العربية الذين اقتحموا معترك السياسة، واستطاعوا شغل مناصب قيادية في البلدان التي هاجروا إليها؟

أحمد حسين.. من لاجئ صومالي إلى وزير الهجرة في الحكومة الكندية

في 10 يناير/كانون الثاني عام 2017، أجرى رئيس الحكومة الكندية جاستين ترودو تغييراً وزارياً، شهد للمرة الأولى في تاريخ البلاد تعيين وزير من أصل عربي ، وهو أحمد حسين، الذي عُين وزيراً للهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الكندية.

أحمد حسين وزير الهجرة في كندا

وأحمد حسين هو لاجئ صومالي، جاء إلى كندا مهاجراً خلال عام 1993، عندما كان في السادسة عشرة من عمره، وفور وصوله إلى الأراضي الكندية أكمل حسين دراسته الثانوية في مدينة هاميلتون في مقاطعة أونتاريو الكندية، وتخصَّص بعدها في دراسة القانون، إذ تخرّج في جامعة أوتاوا، وأصبح محامياً، ثم درس التاريخ في كلية الآداب في جامعة يورك لينضم خلال عام 2012 إلى نقابة المحامين، وينشط عمله في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن قضية المهاجرين.

كان حسين أيضاً الرئيس الوطني للمؤتمر الصومالي الكندي، وهي منظمة مجتمعية صومالية تعمل مع السلطات الوطنية من أجل الدفاع عن قضايا المهاجرين الصوماليين، وتعزيز المشاركة المدنية، وخلال عام 2004 اختارت صحيفة وموقع "تورنتو ستار" حسين كواحد من أفضل 10 شخصيات قدموا خدمات اجتماعية في مدينة تورنتو، كما فاز بميدالية اليوبيل للملكة إليزابيث، وجائزة هيئة أونتاريو، تقديراً لأعماله في خدمة المجتمع.

 أودري ومريم ونجاة.. وزيرات من أصل مغربي في الحكومة الفرنسية

أجرى الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند تعديلاً وزارياً في 11 فبراير/شباط 2016، على حكومة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، لإعادة تشكيل فريقه، وقد عين هولاند أودري أزولاي، ابنة مستشار ملك المغرب أندري أزولاي وزيرة للثقافة والاتصال في الحكومة الفرنسية الجديدة، في حين احتفظت كل من نجاة فالو بلقاسم بمنصبها وزيرةً للتعليم العالي، ومريم الخمري وزيرة العمل والتكوين المهني، وهكذا ضمَّت الحكومة الفرنسية ثلاث وزيرات من أصل مغربي عربي.

وأودري أزولاي هي يهودية مغربية، ولدت في مدينة الصويرة المغربية عام 1972، وتخرجت في معهد باريس للدراسات السياسية والمدرسة القومية للإدارة، وقد بدأت أزولاي حياتها السياسية كقاضية في محكمة مراجعي الحسابات، وفي عام 2000 انضمَّت إلى فريق إدارة الإعلام في وزارة الثقافة، وخلال عام 2011، عملت كمساعد مدير المركز الوطني للسينما، حيث جذبت انتباه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي عيَّنها مستشاره الثقافي في عام 2014.

ومريم الخومري هي ثاني فرنسية مغربية تشغل منصباً وزارياً في باريس، وقد ولدت مريم  عام 1978 في الرباط من أم فرنسية وأب مغربي، وأمضت طفولتها في طنجة، قبل انتقال عائلتها إلى فرنسا عندما كانت في التاسعة من عمرها، درست الخومري الإدارة السياسية في جامعة السوربون- باريس، لتنضم بعد تخرجها إلى  فريق عمدة باريس برتراند ديلانو.

وفي عام 2008 انتُخبت نائبة لرئيس بلدية باريس، وكانت مسؤولة عن ملف حماية الطفل. وخلال عام  2015 تم تعيينها وزيرةً للعمل والتوظيف والتدريب المهني والحوار الاجتماعي، إذ كلّفها هولاند بخفض معدلات البطالة في البلاد، وهو الهدف الذي وضعه الرئيس الفرنسي في مقدمة أولوياته من أجل تعزيز فرص إعادة انتخابه في عام 2017.

أما نجاة فالو بلقاسم، التي تعد أول وزيرة من أصل مغربي تُعين في الحكومة الفرنسية، فقد ولدت في الريف المغربي في بني شيكر بالمغرب عام 1977، وانتقلت إلى فرنسا وهي في الرابعة من عمرها، وترعرعت بلقاسم بين سبعة أولاد في مزرعة فقيرة في ضواحي مدينة آميان الشمالية.

حصلت بلقاسم على الجنسية الفرنسية في سن الثامنة عشرة، ودرست في معهد العلوم السياسية في فرنسا، وبعد تخرجها شغلت منصب نائبة عمدة مدينة ليون لتكون مسؤولة عن المجتمع والشباب، ثم مديرة مشروع الديمقراطية المحلية والكفاح ضد التمييز، إذ كانت مسؤولة عن حقوق المواطنين وتعزيز الحصول على العمل والسكن.

كارلوس منعم.. رئيس الأرجنتين، سوري الأصل الذي تحول للمسيحية من أجل المنصب

تنحدر عائلة رئيس الأرجنتين السابق كارلوس شاول منعم من مدينة يبرد في جنوب غربي سوريا، إذ قدم والداه المسلمان المهاجران إلى الأرجنتين قبل الاستقرار بها، وولادة منعم خلال عام 1930، وقد درس الرئيس الأرجنتيني السابق القانون في جامعة قرطبة الوطنية، وأصبح محامياً بحلول عام 1955، وقد شارك منعم في الكثير من مظاهرات الدفاع عن السجناء السياسيين، مما أدى لاعتقاله خلال عام 1957.

وبين أعوام 1973 و1976 انتخب منعم لمنصب حاكم في مقاطعة لاريوخا، وبعد الانقلاب العسكري على رئيسة البلاد إيزابيل مارتينيث دو بيرن، في مارس/آذار 1976، اعتقل منعم، وخلال عام 1989 ارتدَّ منعم عن الإسلام واعتنق المسيحية حتى يمكنه الترشح لرئاسة الأرجنتين، لأن دستور البلاد يلزم أن يكون الرئيس مسيحياً، وعليه تولّى منعم منصب رئاسة البلاد منذ 1989 وحتى عام 1999.

رؤساء من أصول  لبنانية حكموا دول أميركا اللاتينية

شهدت دول أميركا اللاتينية أكبر عدد من العرب في منصب رئاسة الدولة؛ إذ تولى خوليو ثيودور سالم منصب رئيس مؤقت للإكوادور خلال عام 1944، هذا بالإضافة إلى عبدالله بوكرم، لبناني الأصل الذي تولى الرئاسة في عام 1996، ولكنه غادر سدة الحكم في 1997، بعد أن عزله البرلمان ليخلفه في الحكم جميل معوض من ذوي الأصول اللبنانية أيضاً، ولكنه لم يستمر كثيراً في الحكم، إذ تولى المنصب خلال عام 1998 وحتى عام 2000.

ويعد اللبناني خوليو سيزار طرابية واحداً من أبرز الرؤساء ذوي الأصول العربية الذين حكموا القارة الجنوبية؛ إذ تولى منصب رئاسة كولومبيا منذ عام 1978 وحتى عام 1982، كما تولى اللبناني ميشيل تامر رئاسة البرازيل في الفترة من 2016 وحتى 2018.

أليكس عازار صاحب الجذور اللبنانية وزير الصحة في حكومة ترمب

عيّن الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، أليكس عازار، اللبناني الأصل وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية، وقد تخرج عازار في قسم الاقتصاد من كلية دارتموث الخاصة في ولاية نيو هامبشير، وبعد 3 أعوام من تخرجه درس عازار القانون.

خلال عام 2005 عُين كنائب لوزير الصحة في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش، كما شغل طوال 10 أعوام منصب مدير عام في واحدة من أعرق شركات الأدوية في العالم، وهي شركة Eli Lilly الأميركية، ولكنه استقال من منصبه ليؤسس شركته الخاصة للاستشارات الاستراتيجية Seraphim Strategies.

الحكومات الإسرائيلية.. ووزراء من أصول عربية

خلال عام 2001 كانت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون تضم 12 وزيراً من أصل عربي، ومن هؤلاء الوزراء وزير الدفاع بنيامين بن أليعازر، عراقي الأصل، ووزير المالية سلفان شالوم، تونسي الأصل، ومنير شطريت، مغربي الأصل، وزير القضاء، هذا بالإضافة إلى وزير الداخلية مغربي الأصل إيلي يشاي، ووزيرة التجارة والصناعة داليا ايتسيك من أب عراقي وأم يمنية.

كما ضمت الوزارة شمونيل أفيطال مغربي الأصل كوزير للتنسيق الاجتماعي، وأشير أوحانا المغربي وزيراً للأديان، والياهو سويسا المغربي أيضاً كوزير لشؤون القدس، وتجدر الإشارة إلى أن المغاربة يحتلون مكانة سياسية واجتماعية كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي.

رشيد مضران مغربي الأصل.. وزير العمل الاجتماعي في بلجيكا

تنحدر أصول عائلة رشيد مضران من مدينة بركان المغربية؛ وهو من مواليد مدينة بروكسيل عام 1968، وقد تخرج مضران في جامعة بروكسيل بعد دراسة الإعلام والتواصل، ثم عمل صحافياً بالإذاعة قبل انخراطه في عالم السياسة عبر الحزب الاشتراكي البلجيكي، إذ تدرج في المناصب السياسية داخل الحزب حتى شغل منصب رئيس فيدرالية بروكسل للحزب، وبعدها كان نائباً بالبرلمان الفيدرالي، ثم وزيراً للعمل الاجتماعي والتكوين المهني.

علامات:
تحميل المزيد