تذكرون قصة الصيدلانية المصرية مروة الشربيني التي قُتلت في قاعة المحكمة بسكين؟ تسمية ساحة في مدينة بريمن الألمانية تكريماً لها

تم تدشين ساحة في مدينة بريمن الألمانية باسم مروة الشربيني أو شهيدة الحجاب ، التي قُتلت في عام 2009، بهجوم عنصري داخل المحكمة.

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/24 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/24 الساعة 18:05 بتوقيت غرينتش

بمبادرة من مشروع يعمل فيه شبان مسلمون ويهود يدعى "كوفته كوشر"، يذكّر بضحايا التطرف، تم تدشين يوم الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ساحة في مدينة بريمن الألمانية باسم مروة الشربيني أو شهيدة الحجاب ، التي قُتلت في عام 2009، بهجوم عنصري داخل محكمة في مدينة دريسدن الألمانية، وأثارت ضجة دولية حينها.

وتوجد ساحة "مروة الشربيني بلاتز"، التي من المفترض أن تذكّر بالصيدلانية، المعروفة في مصر باسم شهيدة الحجاب، في منطقة شتاينتور بمدينة بريمن، وفق موقع فيسر كورير.

وقال دانييل دي أولانو، نائب المتحدث باسم المجلس الاستشاري لحي أوستليشه فورشتاد: "هذا المكان هو المكان الصحيح لتسمية ساحة لأجل مروة الشربيني ،  قبل أن يميط اللثام مع إليانا رينر، الفنانة والمشرفة على مشروع "كوفته كوشر"، عن لافتة شارع تُظهر تسمية ساحة كانت بلا اسم حتى الآن، باسم مروة الشربيني، ألصق تحتها بعض العبارات التي توضح الجريمة التي راحت ضحيتها.

وكانت مروة (31 عاماً حينها) قد عاشت بين عامي 2005 2008 في بريمن، قبل أن تُقتل في عام 2009 بهجوم ذي دوافع عنصرية في دريسدن.

بورتريهات لضحايا اليمين المتطرف ومنهم "شهيدة الحجاب"

وتمت إعادة افتتاح معرض صغير في المكان نفسه، يذكّر بسيرة 12 من ضحايا عنف اليمين المتطرف في السنوات الـ20 الماضية، بسبب دينهم أو لون بشرتهم أو ميولهم الجنسية، أو لأنهم مشرَّدون أو معاقون، بعد أن تم إصلاحه من التخريب المتكرر الذي تعرضه له بتلطيخه بالدهان، وتم تزويده ببلاستيك شفاف يحميه من التخريب مستقبلاً.

ويعود واحد من البورتريهات الموجودة في المعرض هناك مروة الشربيني أيضاً، المولودة بالإسكندرية في عام 1977، والتي كانت لاعبة كرة يد دولية وصيدلانية.

ويمكن من خلال "رمز الاستجابة السريعة QR" أن يطلع زوار المعرض، من خلال هواتفهم الذكية، على معلومات عن ضحايا العنف اليميني، وأن يشاهدوا باستخدام نظارات الرؤية الثلاثية الأبعاد "3D" المتوافرة هناك للاستعارة، مسارح الجرائم التي قضى فيها هؤلاء الضحايا، ثم أعمالاً فنية رقمية لسيرة بعض الشخصيات الراحلة تلك.

وتعامُل الإعلام مع قضيتها كان شائناً

وتقول رينر، المشرفة على "كوفته كوشر" في حديث سابق مع صحيفة "يودشه ألغماينه"، إن "التعامل المجتمعي مع قتل مروة  الشربيني كان شائناً"، مشيرة إلى أن الإعلام الألماني تلقف القضية، فقط بعد أن نشر الإعلام الدولي عنها.

وأشار دي أولانو، السياسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي أيَّد تسمية الساحة بهذا الاسم منذ عام 2012، إلى أن التسمية باسم مروة الشربيني لم تلقَ ردود فعل إيجابية فقط، متحدثاً عن تعليقات تميل إلى اليمين وأخرى معادية للمرأة من قِبل بعض السكان (حصراً من الرجال دون خلفيات مهاجرة والمتقاعدين)، خلال جلسات المشاورة العامة العلنية في المجلس الاستشاري للحي.

وبيَّن أولانو أن أحد "المواطنين الغاضبين" شكك حتى في كون الشربيني ضحية لعنف اليمين المتطرف، متذرعاً بأنه في النهاية لم يكن الجاني ألمانيّاً.

وكانت الكتل كافة في المجلس الاستشاري للحي، من حزب اليسار إلى الحزب الديمقراطي المسيحي، قد وافقت على التسمية في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2018.

مأساة مروة الشربيني لم تُنس رغم مرور قرابة عقد

ولم تُنس قضية شهيدة الحجاب بعد قرابة 9 سنين من وقوع الجريمة، حيث اجتمع المواطنون والساسة ومنظمة "مجلس اللاجئين" أمام محكمة دريسدن الإقليمية في الأول من شهر يوليو/تموز 2018، ليستذكروا مروة للمرة التاسعة على التوالي.

وكان قد تم تخليد ذكرى "الشربيني" بتسمية يوم الأول من شهر يوليو/تموز 2018، "يوم مناهضة معاداة الإسلام في ألمانيا"، وهو اليوم الذي قُتلت فيه "الشربيني" في عام 2009.

وشهد عام 2017، نحو 1075 اعتداء ذا خلفية معادية للإسلام، مع وجود عدد كبير من القضايا غير المبلَّغ عنها، وفقاً للقناة الألمانية الثانية.

Heute ist der Tag gegen antimuslimischen Rassismus – zur Erinnerung an den Tod von Marwa el-Sherbini. Sie wurde am 1. Juli 2009 in einem Dresdner Gerichtssaal ermordet.

Gepostet von ZDF info am Sonntag, 1. Juli 2018

تفاصيل الجريمة الصادمة

وكان القاتل "أليكس ف."، الألماني المولود في روسيا، قد ضايق مروة الشربيني بحديقة عامة في عام 2008، عندما طلبت منه إفساح المجال لطفلها (3 أعوام حينها) ليلعب على الأرجوحة، ونعتها بـ"الإرهابية والعاهرة الأصولية"، فاتصلت شاهدة بالشرطة، ووصلت القضية إلى محكمة دريسدن الإقليمية، التي حكمت عليه بغرامة مالية أو دخول السجن. وقام أليكس بالطعن في الحكم.

وخلال المداولات، حُكم عليه بعقوبة أكبر، في الوقت الذي واصل فيه إهانة الضحية بالمحكمة مرة أخرى، فكان يقول إن "مثل هؤلاء الناس" كـ "الشربيني"، ليسوا "بشراً بحق". وقدمت النيابة العامة طعناً في الحكم مطالِبة بعقوبة أكبر.

وبعد التداول في قضية الطعن، التي كانت شهيدة الحجاب حاضرة كشاهدة فيها، هاجمها المجرم عند مغادرتها وقتلها بـ18 طعنة، أمام طفلها الصغير، وزوجها علوي علي عكاز، الباحث المختص بالجينات، الذي كان على وشك تقديم رسالته لنيل درجة الدكتوراه في دريسدن، والذي حاول إنقاذها فأصابه أيضاً بجراح كادت تودي بحياته هو الآخر، بحسب تلفزيون "إم دي آر".

ولتزداد الأمور سوءاً، اعتقد شرطي أن زوجها هو المهاجم، فأطلق النار عليه وأصابه في قدمه. ولم تمت مروة وحدها؛ بل جنينها البالغ من العمر 3 أشهر أيضاً.

وحُكم على القاتل لاحقاً في عام 2009، بالسجن المؤبد، وتبين للمحكمة جسامة الجرم، وأكدت دوافعه الدنيئة انطلاقاً من عنصريته وتحديداً كراهيته الأجانب، ما يعني أنه لن يحصل بعد 15 عاماً من السجن على إفراج مشروط. كما طالبته بدفع تعويض لزوجها وأقاربها.

وحضر مسؤولون بارزون والآلاف من المشيعين جنازتها في الإسكندرية، وفق ما ذكرته صحيفة "الغارديان" حينها.

تحميل المزيد